أكدت الإمارات أن علاقتها مع السعودية ضرورة استراتيجية، وأرجعت للرياض قرار استمرارها في تحالف دعم الشرعية باليمن.وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عبر «تويتر»، مساء أمس الأول، إن «السعودية هي التي تقرر استمرار دولة الإمارات في مساندة الاستقرار في اليمن ضمن التحالف العربي من عدمه»، مشيرا إلى أن «التحالف السعودي - الإماراتي ضرورة استراتيجية في ظل التحديات المحيطة».
وأضاف: «ارتباطنا بالرياض وجودي، وأكثر شمولا، وخاصة في الظروف الصعبة المحيطة، وعلى ضوء قناعتنا الراسخة بدور الرياض المحوري والقيادي».وكانت الإمارات قد أعربت عن «أسفها الشديد ورفضها القاطع جملة وتفصيلا لجميع المزاعم والادعاءات التي وُجهت إليها حول التطورات في عدن، مجددة موقفها الثابت كشريك في التحالف، والعازم على مواصلة بذل قصارى جهودها لتهدئة الوضع الراهن في جنوب اليمن»، بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي على العاصمة اليمنية المؤقتة.وأكدت، في بيان، «قلقها البالغ الذي عبّرت عنه في تصريح رسمي قبل أيام، إزاء المواجهات المسلحة في عدن بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الجنوبي، وعلى دعوتها للتهدئة وعدم التصعيد من أجل الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين اليمنيين».
تعزيزات شبوة
في هذه الأثناء، أفادت مصادر بأن تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لـ «المجلس الجنوبي» وصلت مساء أمس الأول إلى منطقة النقبة في مديرية الصعيد جنوب مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، قادمة من عدن ولحج.وأوضحت المصادر أن التعزيزات تتكون من 3 ألوية مدججة بالأسلحة الثقيلة بقيادة مدير أمن محافظة لحج، العميد صالح السيد، وذلك لتعزيز ما يسمى بـ «النخبة الشبوانية» التابعة للانفصاليين، وإعادة ترتيب صفوفها استعدادا لمهاجمة المدينة الخاضعة لسيطرة قوات الرئيس عبدربه منصور هادي.وفي وقت سابق، ذكر شهود أن تعزيزات عسكرية قادمة من عدن وصلت إلى بلدة شُقرة الساحلية شرق أبين في طريقها إلى شبوة.ووفق الشهود، فإن 32 مدرعة وعربة عسكرية مزودة بأسلحة الدوشكا شوهدت في طريقها بمنطقة المحفد شمال أبين متجهة نحو عتق.وتأتي هذه التطورات بعد إعلان القوات الحكومية إحكام سيطرتها الكاملة على عتق وكل الطرق المؤدية إليها، وتأمين خطوط الإمداد من مأرب ووادي حضرموت، والسيطرة على 3 معسكرات كانت تتمركز فيها قوات «النخبة الشبوانية» الموالية للانفصالين في محيط مدينة عتق.وفي عتق، أكدت مصادر عسكرية حكومية أن قوات الجيش بدأت زحفها صوب مفرق مديرية الصعيد جنوب عتق على الطريق الرابط بين محافظة أبين ومديرية حبان في شبوة، عقب تمكنها من السيطرة على عدد من النقاط العسكرية جنوب عتق على الطريق المؤدي إلى معسكر «العلم نقطة».ووفق مراقبين، تنذر الحشود المتبادلة إلى شبوة من القوات الحكومية والقوات الموالية للانتقالي بتجدد المعارك على نطاق واسع بين الطرفين، في إحدى أهم المحافظات النفطية في اليمن.تحصين حضرموت
في غضون ذلك، منعت قيادة السلطة المحلية بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، عقد أي لقاءات أو اجتماعات، خصوصا بعد أحداث شبوة، إلا بموافقة رسمية مسبقة من الجهات الأمنية لمنع انتقال الصراع المسلح إليها.كما دعت قيادة السلطة المحلية بالمكلا الجميع للالتفاف حول السلطة وقياداتها العسكرية، لما فيه مصلحة حضرموت وأمنها واستقرارها، وطالبت الجهات الأمنية للقيام بواجبها تجاه ذلك، مؤكدة أن هذه الإجراءات تأتي من منطلق الحرص على سلامة الجميع.كمين أبين
إلى ذلك، سقط قتلى وجرحى من قوات «الحزام الأمني» التابعة لـ «المجلس الجنوبي»، في وقت متأخر أمس الأول، في كمين نصبه تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ «القاعدة» بمديرية المحفد في أبين جنوب البلاد.واتهمت عناصر تابعة لـ «المجلس الجنوبي» فريق الرئيس هادي بالاحتفاء بالهجوم. وذكروا أن الصحافي بمكتب رئيس الجمهورية ياسر الحسني احتفى عبر «تويتر» بالواقعة، معتبرا أن «قوات الحكومة قطعت الطريق أمام تعزيزات الانفصاليين الآتية من أبين إلى شبوة». ويتهم «المجلس الانتقالي» حزب «الإصلاح» المتحالف مع حكومة هادي بالتواطؤ مع «القاعدة».على صعيد منفصل، صرح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، بأن قوات التحالف تمكنت، أمس، من اعتراض وإسقاط طائرة من دون طيار مسيّرة «درون» أطلقتها ميليشيات جماعة «أنصار الله» الحوثية المدعومة من إيران من صنعاء باتجاه الأعيان المدنية بخميس مشيط.وأكد المتحدث باسم قوات التحالف استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف بتنفيذ الإجراءات الرادعة ضد هذه الميليشيا الإرهابية لتحييد وتدمير هذه القدرات وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.في المقابل، أعلنت الجماعة إطلاق صاروخ باليستي على تجمعات للجيش السعودي في نجران جنوب المملكة، زاعمة سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقالت إنها هاجمت مطار أبها وقاعدة الملك خالد جنوب المملكة بـ «درون».