هيام علي بدر: الحجر رفيقي وخليلي وملاذ روحي
«أعمالي فيها الوطن والحرب والسلم والعِشق والهجرة والطبيعَة»
عشقت الحجر فمنحها أسراره، وبرعت في رسم العالم بطريقتها الخاصة التي تعلمتها من شقيقها الفنان المعروف نزار علي بدر، وأضحت السورية هيام علي بدر واحدة من أبرز الفنانات التشكيليات في العالم العربي.
وتناقش أعمالها موضوعات عدة ترتبط بالوطن والمواطن والحرب والسلم والعشق والهجرة والطبيعة.
وفي حوار مع «الجريدة» قالت بدر إن الحجر بالنسبة إليها هو الرفيق والخليل وملاذ الروح، لافتة إلى أن أكبر عقبة تواجهها في عملها هذا هي الوزن الثقيل للحجارة التي تحول دون تلبية دعوات تصل إليها من دول عدة لإقامة معارض هناك... وفيما يلي نص الحوار:
وتناقش أعمالها موضوعات عدة ترتبط بالوطن والمواطن والحرب والسلم والعشق والهجرة والطبيعة.
وفي حوار مع «الجريدة» قالت بدر إن الحجر بالنسبة إليها هو الرفيق والخليل وملاذ الروح، لافتة إلى أن أكبر عقبة تواجهها في عملها هذا هي الوزن الثقيل للحجارة التي تحول دون تلبية دعوات تصل إليها من دول عدة لإقامة معارض هناك... وفيما يلي نص الحوار:
• من أين استلهمت فكرة إبداع تشاكيل فنية بالأحجار... هل هي الطبيعة أم ثمة شيء آخر؟- لكل امرئ جوهر بداخله. إنِ استَروَحَ واستَطاب الراحَة في عَيشِهِ داسَ هذا الجوهر مُتَجاهِلاً إيثارِه بهذا المُلك الروحي الفَريد الذي لَم يُقَدِر قيمَتِه ناشداً ومُفَضِلاً رَغَدَ العَيش على العَمَل في البَحث عن هذا الجوهَر لِيَبقى عَدَداً روتينياً مُستَنسَخاً كَغَيرِهِ مِنَ البَشَر.. وإن شَحَذَ مِعوَل الهِمَّة حافِراً في طَيَّاتِ روحِه عَمّا يَستَشعِره في أعماقِهِ مِن نَوادِر حَباها له الإلَه، وَجَدَ ما يُرضيه وما يُغنيه عَن أيّ طيب يُشغِله عما وجد.. كذلك هي الفنون.. بذار ربانيَّة ورسائل إلهيَّة اختصها الإله في عباده هكذا انبلج عن روحي ضباب المجهول لأرى الأرض التي يحفر فيها أخي الفنان الألمعيّ الشهير مبتكر هذا الفَن نزار علي بدر، باعثاً همتي بعد رقادٍ طويل مُتأثرة به وبروحه الفريدة خالقة هذا الفن العظيم.
حاضن الأرض
• تختلف أشكال وألوان الحجارة التي تستخدمينها، كيف تحصلين عليها؟- بالنسبة لألوان وأشكال الحجارة هي مِن صنعِ واسع المدى الجَبّار حاضن الأرض الذي لا يَكل ولا يَمل باضطرامه خالقاً عالماً مُجَزّأ بحجارته (البَحر) بِهَيبته وكَرَمِه من بحر الفينيقيين في أوغاريت والبَسيط ووادي قنديل دروب وشواطئ هذه المناطق الساحرة بَحراً وشَواطِئاً وجبالاً وطبيعة طالما شهدتني في أجواء البرد والحر أبحث وأحمل ما تختاره روحي من حِجارة «جبل صافون» باختِصار، عند عودتي من جمع الحجارة أقول: «في حقيبتي أجزاء الوطن والحب والحرب والسلام والفراق والعِشق».• هل هذا الفن معروف عالمياً؟ حدثينا عنه ولماذا لاينتشر في عالمنا العربي؟- نعم فن حجارة صافون انتشر في دول عربية وأجنبية وامتداد تأثيره يزداد يوماً بعدَ يَوم.• ماذا يعني الحجر بالنسبة إليك؟- الحجر بالنسبة لي هو «الجوهر» كما ذكرت من قبل.. وَالحجَر أيضاً هو أثر الروح الذي يبقى بعد الفناء تالياً اختلاجات عشقي للوطن والإنسان والطبيعة.. وهو كذلك رفيقي وخليلي وملاذ روحي. • ما الموضوعات التي تناقشينها من خلال أعمالك الفنية؟- موضوعات أعمالي مُختَلِفَة، إذ إن فيها الوطن والمواطن والحرب والسلم والعِشق والأسرة والهجرة والطبيعَة.• ما أبرز المعارض التي شاركتِ فيها، وكيف كانت ردود فعل الجمهور المتلقي والنقاد التشكيليين؟- بالنسبة لمشاركاتي في المعارض فقد دُعيت للمشاركة في دول عربية وأجنبية، إلا أنه لم أتمكن من المشاركة نظراً لوجود صعوبة في إرسال الأعمال، حيث إن الأعمال من حجارة ذات أوزان ثقيلة لكنني شاركت في معرض في بلدي بمئة عمل مُثَبَّت بمواضيع مختلفة وخلفيات متعددة.اختيار الحجر
• ما العقبات التي تواجهك أثناء عملك، وكيف تتغلبين عليها؟- مِنَ العقبات التي تواجهني اختيار الحجر المناسب في العمل المناسب، فأن يناسب الحجر العمل بالكامل فهذا ليس بالأمر الهيِّن، ومِنَ العقبات أيضاً نقل الحجارة، لأنني لا أعتمد على أحد في مثل هذه الأمور، لكي أشعر بالحجر وتعب الحصول عليه كما يجب.• ماذا في خطتك خلال الفترة المقبلة؟- طموحي أن أنشِئ مُحتَرَفاً لتعليم الراغبين أصول هذا الفن، وأن أرى ثمار التعب في الأجيال التي تتنسَّم الفنون في بلادي.. إذ إن الفن هو الرسالة الوحيدة التي لا تختلف عليها وبها وفيها الأمم والأعراق.
أبحث وأحمل ما تختاره روحي من حِجارة جبل «صافون»
صعوبة نقل الحجارة منعت مشاركتي في معارض عربية وأجنبية
صعوبة نقل الحجارة منعت مشاركتي في معارض عربية وأجنبية