الإنسان والإيمان!
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
• وعندما أعادت بندورا إغلاق الصندوق بسرعة سمعت صوتاً من داخله يقول: - افتحي لي، افتحي لي، حتى أشفي جراحكم، ففتحته، لتخرج منه روح "الأمل".***• منذ انطلاق الرذائل بدأت تحذيرات الإله زيوس للبشر، لكنهم لم يرتدعوا، حيث استعبدتهم اللذة والغواية وحب الاستحواذ، لكنه بعد أن أعيته كل الأساليب والحيل لإصلاح البشر دعا جميع الآلهة إلى اجتماع طارئ، للبحث بشأن مصير البشر، وكان من رأي زيوس أنه سيحرق الأرض بمن عليها، إلا أن بعض الآلهة أشاروا إلى خطورة ذلك على مراكزهم كآلهة، وحُبذ اقتراح إغراق الأرض، فقوبل بالاستحسان، فهاجت البحار وماجت، وطالت الأمواج عنان السماء، واتسعت رقعة المياه، وانحسرت اليابسة، لكن زيوس أبقى على بعض عباده البشر من المخلصين.***• هذا الذي قرأتموه هو خيال ابتدعه الإنسان الإغريقي، وهو يحمل ما يرمز إلى الوجود وتداعياته، وهو خارج الزمن والتاريخ، وبات من المتعذر علينا تحديد نهاية هذه الأسطورة الإغريقية، وأين يبدأ بها التاريخ. فالأسطورة تعطي الإنسان وهم فهمه لهذا الكون، بمحاولتها أن تفسِّر له الظواهر البشرية والطبيعة والاقتران بها، بما يجعلها حقيقة، في حين ليست هناك حقيقة جعلت الإنسان يشعر بآدميته الحقة إلا عندما استشعر عظمة خالقه بفطرته المنبثقة من حواسه، ليدرك أن الله خلقه لأهداف فوق التصورات الأسطورية التي يؤمن بها البعض ممن جعل حياته المعاصرة تحفل بالأساطير تحت مسميات دينية.