بعد مضي يومين من الاتصالات الدبلوماسية المكثفة على اعلى المستويات في نهاية اجتماعات قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (جي.7) ظهرت ومضات أمل في ملف ايران النووي الشائك باتجاه تخفيف تصعيد الازمة وإحلال المباحثات محل المواجهات.

وساهم وصول وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف غير المتوقع الى مقر انعقاد القمة في مدينة بياريتز جنوب غرب فرنسا في دعم الجهود الدبلوماسية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرامية الى وضع حد للخلاف الخطير بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب وحكومة طهران التي تقع تحت وطأة ضغوط العقوبات الامريكية.

Ad

واعتبرت اوساط دبلوماسية عدم مغادرة الرئيس ترامب القمة بسبب وصول ظريف "انتصارا بحد ذاته" ومؤشرا على قرب انفراج الازمة التي تعد الاخطر.

وتخرق ايران بنود (خطة العمل الشاملة المشتركة) المعروفة بالاتفاق النووي الايراني لعام 2015 والتي تفرض قيودا على انتاجها من مادة اليورانيوم وتحدده عند نسبة 67ر3 في المئة وتجازوت كذلك كمية مخزون اليورانيوم المسموح بها وهي 300 كيلوغرام.

وتهدد ايران بالمزيد من الخروقات في الاسابيع المقبلة اذا لم تقم الدول الاوروبية الموقفة على الاتفاق النووي بتخفيف العقوبات الاقتصادية عنها.

وعلى الرغم من ان ادارة الرئيس ترامب اعلنت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو من عام 2018 الا ان الرئيس ترامب قال في بيان صحفي ان الرئيس ماكرون أبلغه بكل مساعيه الرامية الى تسوية ازمة الملف الايراني النووي والتي حظيت ب"استحسانه" بما في ذلك حضور وزير الخارجية الايراني الى قمة (جي 7).

ووصف الرئيس ترامب الاتفاق النووي بأنه "اتفاق مزعج" وهو وصف يخالف اعتقاد الرئيس ماكرون عن الاتفاق الذي يرى فيه "حارسا يحول دون تطوير ايران قنبلة نووية وان المحادثات مع طهران يجب ان تستمر من اجل التوصل الى الاستقرار المنشود ونبذ التصعيد".

وتحظى مساعي الرئيس الفرنسي تلك الخاصة بنزع فتيل الازمة بين طهران وواشنطن بتأييد كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة فيما يتبقى السؤال عن مدى رغبة بقية دول مجموعة (5+1) في دعم تلك المساعي وهي الصين وروسيا والولايات المتحدة.

وخلفت العقوبات الامريكية المشددة على ايران آثارا مدمرة على اقتصادها وشعبها ودفعت الكثير من الشركات غير الامريكية الى الخروج من ايران بعد تحذيرات واشنطن بفرض عقوبات عليها وعلى حكوماتها.

وقالت قناة تلفزيون فرنسا (24) يوم الاحد الماضي ان ظريف طلب تحديدا رفع العقوبات عن بلاده للسماح لها بتصدير 700 ألف برميل نفط في اليوم الواحد وذلك علاوة على مستويات التصدير المخفضة بحدة.

على صعيد متصل اعلن الرئيس ماكرون يوم امس الاثنين في مؤتمر صحفي متلفز ومشترك مع الرئيس ترامب انه يعمل من اجل ترتيب لقاء بين الرئيس الامريكي ونظيره الايراني حسن روحاني في اطار الاتفاق على تسوية ازمة ملف ايران النووي.

وأكد الرئيس الفرنسي انه توصل ونظيره الامريكي الى "آلية ديناميكية مجدية" أدت الى احراز تقدم في مجالات عدة فيما يتعلق بالازمة مع ايران.

وشدد على الاتفاق الواضح على شرطين اساسيين في التعامل مع ملف ايران النووي وهما ان "ايران لا يجب ابدا ان تمتلك سلاحا نوويا ولا ان تهدد الاستقرار الاقليمي".

ونقل الرئيس ماكرون عن الرئيس روحاني قوله يوم امس الاثنين انه على استعداد للقاء "اي قائد سياسي يعود بالنفع على بلاده".

وأكد الرئيس الفرنسي انه في حال قبل الرئيس روحاني عقد لقاء مع الرئيس ترامب فإنه من الممكن ان يتم التوصل الى اتفاق جديد يحل محل (خطة العمل الشاملة المشتركة).

ورأى ان العقوبات الامريكية على ايران كانت مفيدة من حيث انها أدت الى جلبها الى مناقشة عدد من القضايا والتي من اهمها استقرار المنطقة.

من جهته قال الرئيس الامريكي في المؤتمر الصحفي المشترك انه يرغب في التحدث مع حكومة ايران وانه يشعر ب"الايجابية" حيال ذلك.

واضاف ان ايران بحاجة الى المال ويمكنها ان تقبل باتفاق النفط مقابل لكي تتمكن من تجاوز الظروف الاقتصادية العصيبة التي تمر بها.

واشار الرئيس ترامب الى انه منذ توليه مهام منصبه "كانت هناك نزاعات في 18 بؤرة تتدخل فيها ايران" إما بالجنود او بتمويل هذه النزاعات.