ديفيد كوك... ملياردير وظف المال لإعادة تشكيل السياسة الأميركية

نشر في 28-08-2019
آخر تحديث 28-08-2019 | 00:00
الملياردير ديفيد كوك
الملياردير ديفيد كوك
السياسة والمال أو المال والسياسة"... كلمتان كثيراً ما اقترنتا بعضهما ببعض عند الحديث عن النفوذ في الرأسماليات الغربية، ومن غير المفهوم (وربما من غير المهم) أيتهما تؤثر في الأخرى، لكن على الأرجح فإن التأثير متبادل وكل منهما تدفع الأخرى في فلك شبه دائري.

وفي الوقت الذي يعتلي فيه سدة حكم أكبر اقتصادات العالم، رجل أعمال، فإن "ترامب" ليس الوحيد الذي جمع بين نفوذ السياسة والمال في الولايات المتحدة، بل إن تأثيره في كلا الجانبين كان متواضعاً حتى وقت قريب (قبل توليه قيادة البيت الأبيض)، مقارنة بآخرين.

ولعل أحد أبرز رجال الأعمال الأميركيين الذين أثروا في (وتأثروا) بمجريات السياسة في البلاد، هو الملياردير "ديفيد كوك" الذي وافته المنية في الثالث والعشرين من أغسطس هذا العام عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

"ديفيد" الذي سيطر إلى جانب أخيه الأكبر "تشارلز" على أعمال "كوك إندستريز"، تبرع بمئات الملايين للأعمال الخيرية، إلى جانب إنفاقه على الحملات الداعمة للتيار اليميني والأفكار المحافظة، ووصفته صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنه الرجل الذي أعادت ثروته تشكيل السياسة في الولايات المتحدة.

تنشئة البسطاء في منزل الأثرياء

- ولد "كوك" في الثالث من مايو عام 1940 في ولاية كانساس الأميركية للأبوين "فريد وماري كوك"، وله ثلاثة إخوة هم "فريدريك" الأكبر، و"تشارلز" الثاني، و"ويليام" شقيقه التوأم، وعرف منذ صغره بحبه لمجال التقنية والتحق بعد التعليم الثانوي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

- حصل "كوك" على درجة البكالوريوس ثم الماجستير في الهندسة الكيميائية، ورغم أن عائلته كانت ميسورة الحال وتمتلك ثروة كبيرة، لم يرغب الأب أن ينشأ الأبناء في حياة مترفة يقضون فيها أوقات فراغهم بجانب المسبح وفي ملاعب الغولف، وحثهم على العمل خلال موسم الإجازة.

- كان "كوك" لاعب كرة سلة مميزاً خلال دراسته الجامعية وله معدل تهديفي قياسي دام فترة طويلة، وبعد التخرج عمل مهندس أبحاث وتصميم عمليات، وفي عام 1970 التحق بالنشاط التجاري للعائلة الذي أُسس في عام مولده، وشغل منصب مدير الخدمات الفنية في وحدة "كوك إنجنيرينغ".

- بحلول عام 1979، أصبح "كوك" رئيساً للشركة التي تغير اسمها الآن "كوك إنجنيريد سلوشنز"، وساهم وفريقه في توسيع حجم الأعمال إلى 50 مرة عن المستوى الذي بدأ عنده، واليوم توفر الشركة معدات وخدمات تعمل على تحسين جودة والوقود والمواد الكيميائية والأطعمة مع زيادة كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات.

- عثر الأخ "تشارلز" بعد وفاة أخيه الأكبر "فريدريك" عام 1967، على رسالة كتبها لهم الأب عام 1936 تتضمن نصيحة مالية هي: إذا اخترتم السماح لهذه الأموال بتدمير مبادرتكم واستقلالكم، فإنها ستكون لعنة عليكم وسيكون من الخطأ أن أمنحكم إياها، بحسب "بزنس إنسايدر".

الأخطاء لم تمنع التوسع

- رغم أن النشاط التجاري العائلي نما تحت إشراف "فريد" و"ديفيد" بشكل مطرد، فإن المجموعة واجهت عقبات عديدة خاصة في أعمال النفط والكيماويات، إذ اضطرت إلى دفع 6.9 ملايين دولار عام 1998 لتسوية تسرب نفطي في مينيسوتا.

- تحملت "كوك إندستريز" أيضاً 8 ملايين دولار غرامة تورطها في تهمة جنائية لاحقة، ودفعت 296 مليون دولار تعويضاً لذوي مراهقين توفيا بعد انفجار خط أنابيب تابع لها في نفس العام، وتم تغريمها 28.5 مليون دولار عام 2002 لتلاعب إحدى شركاتها التابعة بالأسعار.

- تورطت الشركة أيضاً في مخالفات متعلقة بالبيئة ودفعت ثمنها نقداً، لكن ذلك، لم يعرقل مسيرة التوسع، وشملت أعمالها مجالات التعدين والعقارات وحتى تربية المواشي، واليوم تصل إيراداتها السنوية إلى 110 مليارات دولار، وتعد ثاني أكبر شركة خاصة في الولايات المتحدة.

back to top