ملقة... مدينة الحصون والفنون والثقافة

أُسست مدينة ملقة الإسبانية عام 770 قبل الميلاد على يد الفينيقيين، وكان اسمها «مالها»، ويعتقد المؤرخون أنها كلمة مشتقة من كلمة الملح نسبة إلى السمك المملح بالقرب من الميناء. وفيما بعد تم احتلال المدينة من قِبل قرطاج وبعد فترة من الحكم القرطاجي أصبحت ملقة جزءاً من الإمبراطورية الرومانية.

وخلال فترة الحكم الروماني أظهرت ملقة تطوراً ملحوظاً، حيث بُني في هذه الفترة المسرح الروماني، ولكن بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية احتل المدينة القوط الغربيون ثم تلاهم البيزنطيون.

وزار الرحالة ابن بطوطة مدينة ملقة عام 1325، وقال عنها إنها واحدة من أكبر مدن الأندلس، ويتوفر بها وسائل الراحة من البر والبحر، وكان لها الصدارة في إنتاج الفخار المطلي بالذهب، ومسجد المدينة الكبير الرائع مع ساحته المليئة بشجر البرتقال.

حكم المسلمين

وتُمثل مدينة ملقة أطول فترة حكم للمسلمين في شبه الجزيرة الإيبيرية والتي كانت جزءاً من إمارة غرناطة، في حين أن معظم شبه الجزيرة كان تم غزوها من الجيوش المسيحية، والذين كافحوا في فترة العصور الوسطى لإخراج المسلمين من الأندلس وإسبانيا تماماً، ثم دخلت الجيوش المسيحية ملقة في 18 أغسطس 1487، وقاوم المسلمون الاعتداءات والقصف من الجيش المُحتل، ولكن بعد الحصار أجبرهم الجوع وقلة الموارد على الاستسلام.

موقع المدينة

تقع مدينة ملقة أقصى جنوب أوروبا في كوستا ديل سول (ساحل الشمس) على البحر المتوسط، وعلى بُعد حوالي 100 كيلومتر من شرق مضيق جبل طارق، وهناك العديد من الأماكن الرائعة التي يمكن التمتع بزيارتها في ملقة منها: الكازابا دي ملقة، وهو معقل الملوك المغاربة، وقد بُنيت هذه القلعة في القرن التاسع عشر على أنقاض قلعة رومانية، وأعيد ترميمها في القرن الحادي عشر، وكانت تلك القلعة مقر حكم المسلمين طوال فترة حكمهم للمدينة، وتقع القلعة على جبل جيبرالفارو، وقد صمم الحصن مع ثلاثة جدران دفاعية و110 أبراج رئيسية.

الكاتدرائية

توجد الكاتدرائية في البلدة القديمة، وتشتهر بواجهتها العظيمة المميزة بالبرجين التوأمين، ويرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر، وهي مبنية على موقع مسجد سابق، ويُزين كابيلا ديل روزاريو وهو المصلى الثالث في الممر الجنوبي لوحة العذراء مع القديسين التي رسمها ألونسو كانو.

الحديقة النباتية

تم إنشاء هذه الحديقة النباتية عام 1855 من قِبل ماركيز، وهي تمتلئ بالكثير من زهور البحر الأبيض المتوسط والزهور الاستوائية وشبه الاستوائية، وغيرها من الزهور والنباتات من جميع أنحاء العالم، وتوفر الحديقة تنوعاً استثنائياً للمناظر الطبيعية، وتقسم من الداخل إلى مجموعة من الحدائق، منها حديقة غونزاليس أندرو التي يوجد بها أكثر من 50 نوعاً من النباتات المتنوعة من جزر سليمان، وبولينيزيا، والصين، واليابان.

متحف بيكاسو

يعتبر هذا المتحف مقصداً لكل عشاق الفن الحديث، ويوجد هذا المتحف في المنزل الذي ولد به بيكاسو في البلدة القديمة، ويُعرض فيه 233 قطعة من أعمال الفنان بيكاسو، وتمثل المجموعة الموجودة بالمتحف مراحل الحياة الفنية لبيكاسو، وترجع تلك المجموعة الفنية إلى الفترة ما بين 1892 و1972 مما يعكس العديد من أساليب وتقنيات بيكاسو، كما يوجد استديو لبيكاسو يُعرض به بعض اللوحات مثل الأم والطفل، والبهلوان.

كنيسة نوسترا

تقع هذه الكنيسة شمال متحف بيكاسو ويمكن الوصول إليها عن طريق دي لا فيكتوريا، وهي من أهم الكنائس في ملقة، ويرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر، وهي مُسجلة ضمن المعالم التاريخية في ملقة.

متحف الفنون

يقع هذا المتحف الساحر داخل البلدة القديمة في مدينة ملقة، في مبنى ذات طراز أندلسي يرجع للقرن السابع عشر، ويتضح من المبنى الطراز المغربي حيث الجدران البيضاء للمبنى، وأعمال البلاط الإسلامية، والفناء المركزي، ويُعرض بالمتحف أعمال الحرف المحلية والفولكلور.

سوق أتارازاناس

يقع السوق التاريخي للمدينة شمال ألاميدا، ويمكن الوصول إليه من خلال الشوارع الجانبية التي تربط بينهما، ويرجع تاريخ بوابة سوق أتارازاناس إلى القرن الرابع عشر وهي ذات طابع إسلامي على شكل حدوة حصان.

الفن المعاصر

ويَعرض متحف الفن المعاصر مجموعة استثنائية من الأعمال الفنية بالقرن العشرين وتحديداً منذ 1950 حتى وقتنا الحالي، ويتم عرض الأعمال الفنية في غرف واسعة ومضيئة توضح جمالها أكثر، ويوجد بالمجموعة الموجودة بالمكتب أعمال فنية تنتمي إلى مختلف الحركات والمدارس الفنية، ويركز المعرض على الفن الإسباني بشكل خاص، ويعرض أعمال فنانين مشهورين في هذا العصر مثل خوان مونيوز، وخوسيه ماريا سيسيليا، وميكيل بارسيلو.