دونالد ترامب وتشي جين بينغ يلعبان بالأسواق العالمية

• صفقة مرتقبة بعدما هبطت الأسواق متأثرة برسوم جديدة بين واشنطن وبكين
• مؤشرات الأسهم تغلق على ارتفاع مع تجدد التفاؤل إزاء المفاوضات التجارية

نشر في 28-08-2019
آخر تحديث 28-08-2019 | 00:04
No Image Caption
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الاثنين، بفعل تجدد التفاؤل في الأسواق العالمية حيال استئناف المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، بعد تصريحات الرئيس دونالد ترامب.
سعت الولايات المتحدة والصين إلى تهدئة توترات حرب التجارة الدائرة بينهما أمس الأول، مع دعوة بكين للتهدئة وتوقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبرام صفقة، بعدما هبطت الأسواق متأثرة برسوم جديدة من كلتا الدولتين.

وقال ترامب، متحدثا على هامش قمة مجموعة السبع في فرنسا، إن مسؤولين صينيين اتصلوا بنظرائهم من مسؤولي التجارة الأميركيين الليلة الماضية، وعرضوا العودة إلى طاولة المفاوضات.

وفي اليوم نفسه، قال ترامب إنه «لا خيار» أمام بكين سوى الخضوع للضغوط الأميركية في الحرب التجارية، في وقت تسعى واشنطن إلى إرغام بكين على القيام بإصلاحات عميقة في اقتصادها.

وأعلن ترامب «لا أعتقد أن لديهم خياراً»، وذلك بعد تصريحات سابقة أظهرت بوادر أمل بشأن الحرب التجارية المتواصلة بين بكين وواشنطن منذ عام، مع تبادل الطرفين فرض رسوم جمركية على مليارات الدولارات من البضائع. وأضاف: «لا أقصد ذلك كتهديد، لا أعتقد أن لديهم خياراً».

وقال لنائب رئيس الوزراء الصيني، يو خه، الذي كان يقود المحادثات مع واشنطن، إن الصين مستعدة لحل النزاع التجاري من خلال مفاوضات «هادئة»، وإنها تعارض بشدة تصعيد النزاع.

ورحب ترامب بتلك التصريحات، وامتدح نظيره الصيني شي جين بينغ، بعد أيام من الإشارة إليه كعدو.

وقال: «يريدون التهدئة، وهذا أمر عظيم بصراحة. وأحد أسباب أنه قائد عظيم، الرئيس شي، وأحد أسباب أن الصين دولة عظيمة هو أنهم يفهمون كيف هي الحياة».

وتابع: «اتصلت الصين الليلة الماضية بكبار مسؤولينا التجاريين، وقالت «دعونا نرجع إلى الطاولة»، ولذا سنعود إلى الطاولة، وأعتقد أنهم يريدون فعل شيء ما».

وفي بكين، قال جنغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية إنه لم يسمع بمحادثة هاتفية بين الجانبين. ولم ترد وزارة التجارة الصينية، التي تصدر عادة بيانات عن المكالمات التجارية، على طلب للتعقيب.

وفي مواجهة أسئلة عن إجراء مكالمة، أكد ترامب تعليقات ليو. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إنه جرى اتصال بين الجانبين، لكنه امتنع عن تحديد مع من.

وقال رئيس تحرير صحيفة غلوبال تايمز، التي تسيطر عليها الدولة، هو شي جين، في تغريدة: «وفقاً لمعلوماتي، لم يجر كبار المفاوضين الصينيين والأميركيين محادثات بالهاتف في الأيام الأخيرة، يبقي الطرفان الاتصال عند مستوى فني، وهذا ليس بالأهمية التي أبداها ترامب. لم تغيّر الصين موقفها. لن تخضع الصين لضغوط الولايات المتحدة».

وكان ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي فرض رسوم إضافية بنسبة 5 في المئة على بعض السلع الصينية تبلغ قيمتها إلى نحو 550 مليار دولار، في أحدث خطوة أعلنت بعد ساعات من كشف الصين النقاب عن فرض تعريفات على منتجات أميركية تبلغ قيمتها 75 مليار دولار كإجراء انتقامي.

وكان الوزير منوتشين قد أكد، الأحد، أنّ للرئيس ترامب صلاحية الطلب إلى الشركات الأميركية وقف تعاملاتها التجارية في الصين، ولكنه «لم يفعل ذلك». وأجاب منوتشين على سؤال لقناة «فوكس نيوز» على هامش مشاركته في قمة مجموعة السبع في فرنسا، أن لدى ترامب «سلطة» الطلب إلى الشركات بمغادرة الصين «بمقتضى (قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية)، إذا أعلن حال الطوارئ».

ويعود هذا القانون إلى عام 1977، لكن الوزير الأميركي استدرك بأنّ ترامب «لم يفعل ذلك».

ويسمح هذا القانون للرئيس الأميركي بتنظيم التجارة الخارجية في ظل «تهديد غير عادي واستثنائي» مصدره الخارج ويطاول السياسة الخارجية، والأمن القومي أو الاقتصاد. ولم يسبق اللجوء إليه لقلب الموازين في ظل نزاعات تجارية.

وفي الأسواق، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الاثنين بفعل تجدد التفاؤل في الأسواق العالمية حيال استئناف المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين بعد تصريحات ترامب.

وصعد «داو جونز» الصناعي بنسبة 1 في المئة أو 270 نقطة إلى 25899 نقطة، كما ارتفع «ناسداك» بنسبة 1.3 في المئة أو 102 نقطة إلى 7853 نقطة، في حين ارتفع «S&P 500» بنسبة 1.1 في المئة أو 31 نقطة إلى 2878 نقطة.

وفي الأسواق الأوروبية، استقر مؤشر «ستوكس يوروب 600» عند 371 نقطة.

وارتفع مؤشر «داكس» الألماني (+ 46) نقطة إلى 11658 نقطة، وصعد المؤشر الفرنسي «كاك» (+ 24) نقطة إلى 5351 نقطة.

ودفعت الأسهم المدرجة في لندن الأسهم الأوروبية للهبوط في التعاملات المبكرة أمس، لكن دلائل على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين حدت من الخسائر.

ونزل المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.4 بالمئة مع عودة المستثمرين من عطلة البنوك أمس الأول، في حين نزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.22 بالمئة.

وتكبدت الأسهم البريطانية أكبر الخسائر على ستوكس 600، ونزل سهم إتش. إس. بي. سي هولدنجز وبريتش أميركيان توباكو وأسترا زينيكا بين 0.3 و1.3 بالمئة.

وخالف المؤشر الإيطالي الاتجاه النزولي بصعوده 0.04 بالمئة، بعدما بدا أن حركة 5 نجوم الحاكمة والحزب الديمقراطي المعارض على مشارف اتفاق لتشكيل حكومة إيطالية جديدة.

وارتفعت الأسهم اليابانية في ظل تفاؤل حذر بين المستثمرين حول الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بعد تصريحات إيجابية للرئيس الأميركي.

وأغلق مؤشر «نيكي» التداولات مرتفعًا 0.9 في المئة عند 20456 نقطة، كما ارتفع أيضًا المؤشر الأوسع نطاقًا «توبكس» 0.8 في المئة إلى 1489 نقطة.

أيضا ارتفعت الأسهم الصينية مع تراجع اليوان متجهًا لتسجيل تراجع شهري قياسي، في ظل التفاؤل الحذر بشأن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

وزادت أرباح الشركات الصناعية الصينية 2.6 في المئة خلال يوليو على أساس سنوي، عقب تراجعها في يونيو، وعن الأشهر السبعة الأولى من العام، انخفضت الأرباح 1.7 في المئة.

وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» 1.35 في المئة عند 2902 نقطة، كما صعد «شنتشن المركب» 1.8 في المئة إلى 1595 نقطة.

ألمانيا: محادثات التجارة مع أميركا ستكون صعبة

قال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، أمس، إن مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة وأوروبا ستكون صعبة، لكن تباطؤ الاقتصاد العالمي يعزز فرص توصل الطرفين إلى اتفاق.

وأبلغ ألتماير إذاعة دويتشلاند فونك، بأن «المحادثات القادمة ستكون صعبة».

وأضاف: «كنت هناك (في الولايات المتحدة) في يونيو، وانطباعي هو أنه بالنسبة للإدارة الأميركية، فإن التوصل إلى حل يُعد أهم من الاستمرار في النزاع».

وأظهرت بيانات تفصيلية، أن تراجع الصادرات كان السبب الرئيسي لانكماش الاقتصاد الألماني في الربع الثاني من العام، مؤكدة قراءة أولية لانكماش نسبته 0.1 في المئة.

وقال مكتب الإحصاءات الاتحادي، إن الصادرات تراجعت على نحو أشد من الواردات بين أبريل ويونيو، ليخصم صافي التجارة 0.5 نقطة مئوية من مجمل النمو الاقتصادي.

لندن تقود أسواق أوروبا للهبوط... والمستثمرون يترقبون
back to top