روحاني يشترط للقاء ترامب... ويواجه عاصفة أصولية

ظريف يعد خريطة لتعاون إيراني- صيني تمتد ربع قرن... والحرس الثوري يتهمه بـالخيانة

نشر في 28-08-2019
آخر تحديث 28-08-2019 | 00:05
إيرانيون في ميدان ولي عصر في طهران أمس (أ ف ب)
إيرانيون في ميدان ولي عصر في طهران أمس (أ ف ب)
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن طهران لن تغير سلوكها حتى ترفع واشنطن عقوباتها، داعياً الرئيس ترامب إلى اتخاذ الخطوة الأولى لتهيئة الأجواء لعقد قمة بينهما، في حين رأى قائد بالحرس الثوري أن تحركات وزير الخارجية محمد جواد ظريف "تفوح منها رائحة الخيانة".
غداة تحقيق الدبلوماسية الفرنسية اختراقاً لتبريد التوتر مع الولايات المتحدة وتنسيق قمة تجمعهما خلال أسابيع، طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي دونالد ترامب بـ "اتخاذ الخطوة الأولى" لتهيئة الظروف للقائه من خلال رفع العقوبات عن طهران.

وبعد إبداء ترامب خلال مؤتمر مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انفتاحه على لقائه، قال روحاني، في خطاب بث مباشرة عبر التلفزيون الحكومي أمس: "عليكم أن ترفعوا جميع العقوبات غير القانونية وغير العادلة والخاطئة ضد الأمة الإيرانية، وعندئذ ستكون الظروف مختلفة".

وأضاف: "إذا لم تسحب أميركا إجراءات حظرها ولم تكف عن سلوكها الخاطئ، فإننا لن نشهد تغييرا"، معتبرا أن "مفتاح التغيير الإيجابي هو بيد واشنطن"، ومشيرا إلى أن بلاده مستعدة دوماً للحوار.

وبعد أن وضع شروطه لعقد اللقاء شدد روحاني على أن طهران "لم ترغب مطلقا في امتلاك أسلحة نووية". وأوضح مخاطبا ترامب: "إذا كان ذلك بصدق مصدر قلقكم الوحيد، فهو أزيل أصلاً من خلال الفتوى ضد الأسلحة النووية التي أصدرها المرشد الأعلى علي خامنئي عام 2003 وأعاد تأكيدها مرّات عدّة منذ ذلك الحين".

وتمسك الرئيس الإيراني بخطواته للضغط على الدول الأوروبية لتحقيق مكاسب اقتصادية مقابل مواصلة الالتزام بالاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب مايو 2018، وقال إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها في المعاهدة "إذا لم يجر ضمان مصالحنا".

تقليص وشراء

في موازاة ذلك، جدد وزير الخارجية محمد ظريف، أمس، تأكيد طهران على المضي بالخطوة الثالثة من تقليص التعهدات في الاتفاق النووي في 6 سبتمبر المقبل، مؤكدا أنه "بمجرد بدء الأوروبيين تنفيذ تعهداتهم، فإن إيران لن تمضي بمزيد من الخطوات فحسب، بل ستعود إلى نقطة البداية أيضا".

ولفت إلى أن أوروبا تعهدت بـ11 تعهدا يشمل الاستثمار والطائرات المدنية والنقل وعودة الشركات الأوروبية و"نحن نريد فقط أن نتمكن من بيع نفطنا وتلقّي ثمنه".

وشدد ظريف على أن الأميركيين هم من غادروا صالة المفاوضات بعد انسحابها من الاتفاق النووي، لذلك إذا أرادوا العودة فليشتروا بطاقة العودة، وهي العمل بالتعهدات الدولية.

وعيد وتخوين

في هذه الأثناء، اتهم 83 نائباً، أغلبهم من التيار الأصولي المتشدد، روحاني بمخالفة توجيهات المرشد الأعلى بسبب مساعيه للتفاوض مع ترامب، وقدّموا له رسالة تحذير عبر رئاسة مجلس النواب جاء فيها: "ما السبب الذي يدفعكم لاتخاذ موقف مخالف للموقف الذي اتخذه المرشد الأعلى؟ ولماذا تريد أن تلتقي وتتفاوض مع شخص وصفته في وقت سابق بالجنون، وقال المرشد الأعلى إننا لن نتفاوض مع هذه الحكومة الأميركية على الإطلاق، وهذا سم مضاعف".

في موازاة ذلك، هاجم كبير مستشاري قائد الحرس الثوري غلام حسين غيب بور وزير الخارجية، بسبب زيارته المفاجئة إلى باريس الأحد الماضي، بدعوة من ماكرون، معتبراً أن "بعض الرحلات الخارجية إلى القمم الأجنبية تكون بدافع اليأس، ونأمل ألا يكون بعض مسؤولينا قد تعرضوا لهزيمة وليّ ذراع، لا سمح الله".

ورأى أنه "من المؤسف أنه في بعض الأحيان توجد سلوكيات تفوح منها رائحة الخيانة، وعلى الحكومات واجب التعامل مع الفساد، وكذلك الأمر بالنسبة للناس".

تحذير ماكرون

وحذّر ماكرون، خلال اجتماع مع سفرائه في باريس، من أن الخلافات الدولية حول التعامل مع الملف النووي قد تؤدي إلى تصعيد في المنطقة. وقال: "حصلنا على الكثير من النتائج حول الملف الإيراني خلال قمة السبع، لكن النتائج تبقى هشّة".

وأكد ضرورة بناء سيادة اقتصادية ومالية أوروبية، وقال: "هناك اليوم تبعية للدولار، وشركاتنا في إيران تأثرت بالعقوبات الأميركية بسبب هذه التبعية".

وعلمت "الجريدة"، من مصدر إيراني مطّلع، أن خطة الإليزيه تنص على السماح لإيران بتصدير النفط وفق الاستثناءات التي ألغتها واشنطن أخيراً، لتقوم الجمهورية الإسلامية في المقابل بالتطبيق الكامل للاتفاق النووي وخفض الخلافات في الخليج، بالتزامن مع بدء مفاوضات جديدة مع الدول الغربية وواشنطن.

ومن المقرر أن يحضر ترامب وروحاني اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، لكن أي اجتماع بينهما يجب أن يوافق عليه خامنئي الذي له القول الفصل في كل القضايا المتعلقة بالدولة.

إشادة صينية

في السياق، أشاد وزير الخارجية الصيني وانج يي خلال استقباله ظريف في بكين، مساء أمس الأول، بـ "تنفيذ طهران الاتفاق النووي" الدولي.

وأضاف أن الصين تدرك أن لدى إيران مطالب مشروعة.

من جهته، كشف ظريف عبر "تويتر" أنه يواجه "أياما مهمة مقبلة، حيث سيقدم خلالها خريطة طريق لمدة 25 عاما بشأن التعاون بين الصين وإيران".

أحكام بالسجن

وفي حين قضت محكمة الثورة بالسجن لفترات طويلة وصل مجموعها إلى 34 عاماً على 3 ناشطين، بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل وبريطانيا، بينهم الناشطة أرس أميري، أعلن مسؤول في محافظة غرب أذربيجان اغتيال عنصر من الحرس الثوري في مدينة بيرانشهر ذات الغالبية الكردية القريبة من الحدود العراقية.

ماكرون: حققنا الكثير من النتائج حول إيران لكنّها هشة ويجب معالجة التبعية للدولار
back to top