انسحاب كردي يعزز المنطقة الآمنة... وخان شيخون تشتعل
• مصالح بوتين وإردوغان تتخطى إدلب
• دوريات أميركية بالحسكة
• ميركل: لا إعمار قبل الحل
مع توجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى موسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لوقف معركة إدلب، سحبت الإدارة الكردية وحدات حماية الشعب من منطقة رأس العين الحدودية تنفيذاً لاتفاق «المنطقة الآمنة»، في وقت بدأت فصائل المعارضة السورية هجوماً معاكساً على قوات الرئيس بشار الأسد في مدينة خان شيخون.
على وقع استمرار العملية العسكرية في محافظة إدلب، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية أمس بدء تنفيذ الخطوات العملية الأولى لتنفيذ الاتفاق الأميركي- التركي لإنشاء منطقة آمنة داخل سورية، موضحة أنها أزالت بعض السواتر الترابية وسحبت مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة يوم السبت الماضي من منطقة رأس العين الحدودية، وكررت الأمر ذاته بعد يومين في منطقة تل أبيض.وأكدت الإدارة الذاتية تسليم النقاط الحدودية إلى القوات المحلية، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تؤكد جدية التزامها بالتفاهمات الثلاثية الجارية مع واشنطن وأنقرة وحرصها على التوصل إلى حل جميع القضايا عن طريق الحوار السلمي مع دول الجوار.وأوضح المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية (قسد) مصطفى بالي أن القوات المدعومة أميركياً ووحدات الحماية الكردية ستنسحب من قطاع يمتد مسافة بين 5 و14 كيلومترا على الحدود التركية- السورية، مؤكداً أنه سيشمل تفكيك حواجز ذات طبيعة دفاعية بمناطق ريفية ومواقع عسكرية وليس مدناً أو بلدات، وستسلم السيطرة للمجالس العسكرية للمقاتلين المحليين.
دوريات وهجوم
وبينما عملت الإدارة الكردية على إنشاء موقع جديد استعداداً لنقل مخيم "العريشة"، سيّرت القوات الأميركية دوريات جديدة على طول الشريط الحدودي بين مدينتي رأس العين وتل أبيض وأرسلت عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات العسكرية ومواد التحصين إلى قواعدها في الحسكة والرقة عبر الحدود مع العراق.وفي إدلب، شنت الفصائل أمس هجوماً معاكساً على مواقع قوات النظام والميليشيات الموالية لها شرق مدينة خان شيخون وتمكنت خلاله من كسر خطوط دفاعها على محاور تل مرق والسلومية والجدوعية وشم الهوى بريف إدلب، وقتل العشرات وأسر 5 بينهم ضابط برتبة عقيد، بحسب غرفة عمليات المعارضة والجبهة الوطنية المدعومة من تركيا.وأكد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن المعارك المستمرة بين فصيلي "حراس الدين" المرتبط بتنظيم القاعدة و"أنصار الدين" الجهادي المتشدد، وقوات النظام بإسناد جوي روسي، أوقعت أكثر من 60 قتيلاً من الطرفين، إضافة إلى مقتل ثمانية إثر محاولة تسلل إلى مواقع قريبة من مطار أبوالضهور العسكري.ملف إدلب
وفي ظل تطويق قوات النظام نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك، وهي الأكبر من بين 12 نقطة مماثلة في إدلب ومحيطها، خيّم ملف إدلب على اجتماع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس قبل قمتهما الخامسة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في 16 سبتمبر لبحث الوضع في سورية.وقبل القمة، أفاد مسؤول تركي كبير بأن إردوغان طلب من بوتين اتخاذ خطوات لضمان سلامة الجنود الأتراك في مواجهة هجوم الأسد على إدلب، محذراً من أن أنقرة سترد على أي هجوم يستهدفهم حتى لو كان محدوداً. واتفق بوتين مع إردوغان على "ضرورة بقاء سورية وإزالة كل العناصر الإرهابية من إدلب"، مؤكداً أنهما قلقان من الهجمات في منطقة خفض التصعيد".وبينما أكد إردوغان "اتخاذ خطوات مهمة مع موسكو لحماية المدنيين"، شدد على أنه "لا يمكن قبول الهجمات الجوية عليهم واستهدافهم يعرض اتفاق سوتشي للفشل"، مؤكداً "حقه "في الدفاع عن تركيا إزاء الأخطار التي تهدد حدودها".مصالح استراتيجية
وأملى التقدم الميداني لقوات الأسد على بوتين وإردوغان إعادة هندسة تفاهماتهما بشأن إدلب، وفق محللين، من دون أن يغيّر ذلك من حرصهما على الحفاظ على علاقات استراتيجية في مصالح تتخطى سورية.وحضر ملف إدلب في صلب محادثات عرابي اتفاق سوتشي، الذي توصلا إليه في سبتمبر ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها، ولم يُستكمل تنفيذه.وتحدث بوتين وإردوغان معاً لدى افتتاح معرض "ماكس" الدولي للطيران على مشارف موسكو قبل أن يجريا في وقت لاحق محادثات خاصة وإصدار بيان مشترك.في هذه الأثناء، تسلم الجيش التركي، أمس، الدفعة الثانية من منظومة الدفاع الجوي الروسية S400، ونقلها إلى قاعدة مرتد الجوية بأنقرة في عملية "ستستغرق شهراً". ولدى افتتاح معرض الطيران، تفقّد بوتين وإردوغان سلسلة مقاتلات روسية ومروحيات قتالية. وقال بوتين الذي وصف إردوغان بأنه "صديقه العزيز"، إنه يأمل أن يخلق اللقاء "فرصاً جديدة" للتعاون، مضيفاً: "بالمناسبة تمت عملية تسليم منظومة S400 أخرى لتركيا هذا الصباح".معرض وإعمار
وإذ اعتبرت موسكو محاولات واشنطن تعطيل انعقاد معرض دمشق الدولي إضراراً متعمداً بسورية ومخالفة لقرارات مجلس الأمن، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه لا مجال للمشاركة في إعادة الإعمار قبل التوصل إلى حل سياسي.وتحدثت ميركل، في ختام قمة G7 بفرنسا، عن وجود فرصة أمام العملية السياسية في سورية رغم عدم وجود تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية السورية.
موسكو تسلم أنقرة دفعة ثانية من S400 وتحذر واشنطن من تعطيل معرض دمشق