كوربين: «بريكست» دون اتفاق يضعنا تحت وصاية ترامب

بينما تتجه بريطانيا صوب أزمة دستورية في الداخل ومواجهة مع الاتحاد الأوروبي في ظل تعهد رئيس الوزراء بوريس جونسون بمغادرة التكتل خلال 66 يوما من دون اتفاق ما لم يوافق الاتحاد على معاودة التفاوض على اتفاق الانسحاب، حذّر زعيم المعارضة العمالية في بريطانيا جيريمي كوربين من مخاطر "بريكست" من دون اتفاق، لأنه سيصب في مصلحة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي تصريح أدلى به عشية محادثات يجريها البرلمان بهدف تفادي خروج من دون اتفاق، كتب كوربين في مقال نشرته صحيفة "ذي إينديبندنت" أن "بريكست من دون اتفاق سيضع بريطانيا تحت رحمة ترامب والشركات الأميركية"، مبدياً أسفه لـ"تودّد" جونسون إلى الرئيس الأميركي.

واستعرض ترامب وجونسون توافقاً كبيراً بينهما خلال قمة مجموعة السبع G7 التي انتهت أمس الأول في بياريتس بجنوب غربي فرنسا، فقدم ترامب دعمه لرئيس الوزراء البريطاني في معركته مع أوروبا حول "بريكست"، مشبها الاتحاد الأوروبي بـ"عقبة تكبّل" بريطانيا.

ويرى كوربين أن أفضل وسيلة لتفادي مثل هذا الوضع تكمن في تنظيم انتخابات عامة، غير أنه يبقى منفتحا على احتمالات أخرى.

ويدعو كوربين إلى إجراء عملية تصويت على سحب الثقة من جونسون بعد استئناف العمل في البرلمان، كما أبدى استعداده لتولي رئاسة حكومة انتقالية يكون هدفها إرجاء تاريخ "بريكست" المقرر في 31 أكتوبر.

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، أنه "أكثر تفاؤلاً بقليل" بإمكان التوصل إلى اتفاق ينظّم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد المحادثات التي أجراها في اليومين الماضيين خلال قمة G7، لكنّه أقر بصعوبة تحقيق هذا الأمر. وأكد جونسون أن تعزيز فرض التوصل إلى اتفاق يقع على عاتق الاتحاد الأوروبي، إلا أنه شدد على ضرورة التفاوض على اتفاق جديد لا يتضمن "شبكة الأمان" الأيرلندية.

و"شبكة الأمان" بند يضمن عدم عودة النقاط الحدودية بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإقليم أيرلندا الشمالية البريطاني.

وردا على التخوّف من استعداده لتجاهل مجلس العموم من أجل ضمان تحقيق "بريكست" في موعده في 31 أكتوبر، قال جونسون إن الشعب البريطاني سئم تصدّر ملف "بريكست" عناوين الصحف.

من ناحيته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن جونسون ربما يكون "يلعب بوكر" في سعيه إلى إجراء تغييرات كبرى على اتفاق انسحاب بلاده مع الاتحاد الأوروبي.

وقال ماكرون: "ربما يكون يلعب بوكر. هو ذكي. وأجريت معه نقاشاً جيداً. هو يرغب في تبسيط الأمور فيما يتعلق بمسألة الحدود الأيرلندية".

إلى ذلك، انتقلت نحو 100 شركة دولية إلى هولندا منذ استفتاء "بريكست" في يونيو 2016، بينما تبدي 325 شركة أخرى اهتمامها بذلك في ظل الغموض المحيط بالطلاق بين لندن وبروكسل.

وتتطلّع الشركات البريطانية باهتمام كبير إلى الانتقال إلى هولندا، حسبما أعلن "جهاز الاستثمار الأجنبي الهولندي" يورن نيلاند.