وسط أجواء متوترة ومشدودة على عدة جبهات أبرزها اللبنانية، كشف مصدران مقربان من «حزب الله» أنه يجهز لشن «ضربة مدروسة» ضد إسرائيل لا تؤدي إلى حرب، رداً على العملية الجوية الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت بالطائرات المسيرة.

وقال المصدران، لـ «رويترز» إن «الترتيب يجري الآن لرد فعل لا يؤدي إلى حرب لا يريدها الطرفان، والتوجه الآن نحو ضربة مدروسة، ولكن كيف تتدحرج الأمور؟ هذا موضوع آخر؛ لأن الحروب لا تكون دائماً نتيجة قرارات منطقية».

Ad

ورداً على توعُّد الأمين العام للحزب حسن نصرالله ورفعه سقف المواجهة بتحذيره الإسرائيليين أنهم «ليسوا في أمان»، نبّه رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو، أمس، لبنان و«حزب الله» وقائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني إلى ضرورة أن «يتوخوا الحذر في أقوالهم، وفي أفعالهم أكثر».

وفي مؤتمر صحافي، قال نتنياهو: «سمعت تصريحات نصرالله، وأنصحه بأن يهدأ، إنه يعلم جيداً أن دولة إسرائيل تستطيع الدفاع عن نفسها جيداً، وأنها ترد على أعدائها»، مضيفاً: «أود أن أقول له وللدولة اللبنانية التي تحتضن منظمة تسعى إلى تدميرنا، ولقاسم سليماني: كونوا حذرين في كلامكم، وأكثر حذراً في أفعالكم».

وأبلغ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اتصال أمس، بأن «الاعتداء الإسرائيلي على بيروت هو عمل خطير واعتداء على السيادة اللبنانية وخرق لقرار مجلس الأمن رقم 1701»، في حين أجرى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، اتصالاً بنتنياهو، أمس الأول، أكد فيه دعم واشنطن الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وأكّد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين عبداللهيان أن «اعتداء تل أبيب على بيروت خطأ فادح في حسابات نتنياهو»، متوقّعاً أن «يكون رد حزب الله على إسرائيل صادماً ومزلزلًا».

وفي اتصال مع «الجريدة»، كشف مسؤول مصري عن إجراء القاهرة اتصالات مكثفة مع إسرائيل لنزع فتيل حرب قد تندلع مع «وكلاء إيران» في المنطقة، موضحاً أن نتيجة هذه الاتصالات ليست مطمئنة لمصر، التي ترغب بشدة في تهدئة الأجواء الملتهبة، إذ بدا أن حكومة نتنياهو لا تمانع مواصلة التصعيد على الجبهة اللبنانية، أو باتجاه قطاع غزة الذي انطلقت منه، مساء أمس، قذيفة باتجاه جنوب إسرائيل.

وذكر المسؤول أن اقتراب الانتخابات لن يمنع إسرائيل من الذهاب إلى حرب ترى أنها تأخرت مع «وكلاء إيران»، وهو ما دفع مصر إلى التدخل بسرعة، فباشرت اتصالاتها عبر قنوات أمنية لوقف انجراف الأوضاع وتثبيت تهدئتها.