يعتبر «حصن شالي» أو واحة سيوة القديمة من المعالم القديمة الاثرية في مصر، ويضم المخزن المتحفي فيها قطعاً حجرية أثرية وهياكل عظمية ومومياوات اكتشفت في وقت سابق، ومن المتوقع أن تنتهي أعمال الترميم في فبراير المقبل، لتتضاعف أعداد السُياح عاشقي الآثار الوافدين إليها باستمرار.ويترقب أهالي واحة سيوة أو واحة الإله أمون (نحو 300 كليومتر جنوب محافظة مطرح الحدودية مع ليبيا) إدراج الحصن الأثري على قائمة التراث العالمي، مع قرب الانتهاء من أعمال الترميم التي يخضع لها الحصن التاريخي الذي شيد قبل نحو 800 سنة، وتهدمت أجزاء منه بفعل عوامل الزمن، ويتم منذ نحو عام إعادة بنائه بمادة «الكرشيف» الموجودة في الطبيعة السيوية والتي شيدت منها بنايات الواحة الأثرية.
الواحة الأثرية
و«الكرشيف» عبارة عن مزيج بين الطين الموجود في أرض سيوة، والملح الذي يستخرج من ملاحات في الواحة الأثرية ذاتها، وتمتاز مادة الكرشيف بأنها تصبح قوية جداً بعد أن تجف، وربما هذا هو سبب أن أطلال حصن شالي موجودة حتى الآن، على الرغم من مرور سنوات طويلة على إنشائه.وأوشكت وزارة الآثار المصرية متمثلة في الإدارة المركزية لصيانة وترميم الآثار على الانتهاء من أعمال ترميم القطع الثرية الموجودة في المخزن المتحفي بواحة سيوة.ويجري العمل في الوقت الراهن على مشروع ترميم عدد من القطع الحجرية والهياكل العظمية، وتنظيف عدد من المومياوات، وذلك على عدة مراحل، وسوف تبدأ المرحلة الأخيرة خلال شهر ديسمبر المقبل، على أن تنتهي في فبراير 2020، وبهذا يتم الانتهاء من جميع أعمال ترميم المخزن المتحفي، الذي يضم كنوزاً أثرية مهمة لا تقدر بثمن.قماش الكتان
يشار إلى أن المومياوات التي تخضع للتنظيف حالياً اكتشفت قبل عامين في منطقة تبعد عن واحة سيوة بنحو 300 متر، وهي عبارة عن ثلاث مومياوات عليها بقايا «كرتوناج» ملون، ومومياء ملفوفة بقماش الكتان، وما يقرب من 12 هيكلاً عظمياً، ومومياء لطفل يوجد على سرير بدائي، وتعود جميعها إلى العصر الروماني.وتم عمل ترميم كمرحلة أولى للمومياء الملفوفة في الكتان، ومومياء أخرى عليها «كرتوناج»، في إطار خطة الإدارة المركزية لترميم وصيانة الآثار لحماية وحفظ المومياوات من التآكل.جبل صغير
وأنشئ «حصن شالي» الذي يصفه سكان المنطقة بأنه «واحة سيوة القديمة»، على جبل صغير تحيطه الزراعات وعيون المياه، للإقامة فيها ولصد غارات الغزاة واللصوص، ومع مرور الزمن تهدمت أجزاء من الحصن الأثري وتزايد عدد سكان الواحة، فنزلوا إلى السهل المحيط بها وتوسعوا في بناء المنازل، قبل نحو مئة عام، حين هطلت أمطار غزيرة أثرت على البنايات القديمة، وأصبح الحصن مهجوراً لكنه ظل مزاراً سياحياً مهماً.أعمال ترميم
وبدأت أعمال ترميم وإعادة بناء الأجزاء المتهدمة من الحصن، قبل نحو عام، بجهود مشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، لإعادة إحياء الحصن القديم بغرض إعلانه ضمن قائمة التراث العالمي بترشيح من منظمة اليونسكو، كما تشرف منطقة الآثار الإسلامية في سيوة، على أعمال الترميم، التي تنفذها شركة متخصصة في العمارة البيئية، من خلال الاستعانة بأبناء سيوة من البنائين الذين يحترفون البناء بمادة الكرشيف التراثية.وبدأت الأعمال بترميم «المسجد العتيق» الذي يعد أقدم مسجد مشيد بالطين في قارة إفريقيا، إذ شيد بالتزامن مع الجامع الأزهر في القاهرة، كما تم الانتهاء من حوالي 70% من أعمال الترميم في «شالي».وفي حين تنتهي أعمال الترميم في المخزن المتحفي خلال فبراير المقبل، فإن من المقرر الانتهاء من جميع أعمال الترميم في «شالي» بعدها بنحو خمسة أشهر، ليعود الحصن الأثري لما كان عليه قبل 800 عام، في مظهر جديد بحلول يوليو 2020.