جاسم النبهان: «لا موسيقى في الأحمدي» بانوراما لحياتي
خلال حلقة نقاشية للرواية والمسلسل ضمن معرض الكتاب الصيفي
شهد معرض الكتاب الصيفي حلقة نقاشية لفريق عمل مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» حضرها نجوم العمل.
ضمن فعاليات معرض الكتاب الصيفي في نسخته الرابعة لجمعية الخريجين الكويتية، بالتعاون مع نادي "هيباتيا" للقراءة، أقيمت ندوة نقاشية لرواية ومسلسل "لا موسيقي في الأحمدي" في قاعة الشهيد مبارك النوت بمقر الجمعية للكاتبة منى الشمري، بحضور نجوم وطاقم العمل، منهم الفنان القدير جاسم النبهان، وفاطمة الطباخ، وشيماء سليمان، وعلي كاكولي. بداية، قدم الناقد والكاتب فهد الهندال الكاتبة الشمري قائلاً، إننا في "لا موسيقي في الأحمدي" شاهدنا مسلسلاً في رمضان الماضي، وقبل ذلك قرأناه رواية للكاتبة الشمري، مستعرضاً مسيرتها الأدبية وأهم الإنجازات والجوائز التي نالتها.من جانبها، استهلت عضو نادي "هيباتيا" مريم علي الندوة النقاشية مقدمة نبذة تعريفية بالمسلسل وأبطاله، ثم بدأت التحاور مع المشاركين وطرحت سؤالاً: "كيف تتحول الرواية إلى عمل مرئي؟" لتجيب الشمري أنها كتبت "لا موسيقي في الأحمدي" رواية فقط وكانت عوالمها في رأسها، ولم تكن أي نية في أن تتحول إلى عمل درامي، ثم قرأها المخرج محمد دحام الشمري ونالت استحسانه ورأى أن فيها أموراً لم تطرح في الدراما سابقاً.
وبينت الشمري أنه في الأدب ليست كل رواية تصلح أن تتحول إلى عمل درامي، وحتى فيلم سينمائي فهناك عوالم تكون جديدة وأيضاً تشد المشاهد، وهناك عوالم لا تصلح أن تتداول حتى من ناحية الرقابة.وأعربت الشمري عن اعتقادها بأن الرواية كي تتحول إلى عمل فني تحتاج إلى حس فني وعين فاحصة وناقدة"، مضيفة أنها كانت حريصة جداً على شخصية "عضيبان الأجودي" التي جسدها الفنان القدير جاسم النبهان، إذ كانت البناء الرئيسي للعمل، وحول تلك الشخصية تمحورت كل العوالم الأخرى في الرواية.ولفتت إلى أن هناك فصولاً وشخصيات استبعدت من المسلسل، لكنها أدخلت شخصيات جديدة، وأحبت أن تكتب الرواية مرة أخرى كنسخة مرئية ، وأن تجعل المشاهد يرى عملاً جديداً يختلف عن النسخة الورقية لرواية، وفيها أشياء غير مقروءة، دون أن يشعر بالملل ولا يعرف حتى النهاية، وأحبت أن تكون هناك خطوط جديدة وشخصيات جديدة منها شخصية "عكش".وقالت الشمري، إن أبطال المسلسل تعايشوا مع أدوراهم التي جسدوها في المسلسل وأعطوا نتيجة جداً ناجحة وطموحة، لافتة إلى أنها استطاعت أن تقدم صورة مختلفة عن الرواية ونجحت كسيناريست.
بانوراما وتقبل الآخر
وتحدث أبطال المسلسل عن شخصياتهم التي جسدوها، إذ قال الفنان جاسم النبهان، إن "كل عمل فيه روائية لكنها منفصلة عن الانطباعية أو دور المؤلف، تتعلق بمحاكاة المجتمع نفسه".وأضاف النهبان، "أن الراوية التي كتبتها الشمري بالنسبة له شخصياً هي في الحقيقة بمنزلة "بانوراما لحياتي أنا منذ ولادتي ورأيت هذا المجتمع على مدى 75 عاماً، إذ رأيته منذ بدايته إلى يومنا هذا، نحن لا ننتقد أحداً، ولا ننتقد فئة أو طائفة إنما هو استعراض لهذه الدولة وكيف نمت، فإشعاع الحياة من الأحمدي". وأضاف النبهان، أن المسلسل بمنزلة استعراض لمجتمع، ولما طرح عليه العمل أبدى موافقته على المشاركة والتصق فيه كلياً بكل مفرداته، مبيناً أن المسلسل عبارة عن بانوراما لتطور هذا المجتمع وتقبل الآخر، وانتقاله من مكان إلى مكان. وفي المسلسل أشار النبهان إلى أن شخصية "عضبيان" التي جسدها تميزت أنه ربى أبناءه وأسرته بالحب وتقبل ثقافة الآخر، مبيناً أن "العمل متميز وأنا سعيد وأفتخر أني شاركت في العمل لأنه يهمني شخصياً".بدورها، قالت الفنانة الطباخ التي جسدت دور "كوثر"، إنها شخصية جميلة، مضيفة أنها كانت متخوفة في بداية التصوير ووضعت مجموعة من التساؤلات وهي كيف ستكون ردة الفعل، وهل ستأخذ هذه الشخصية على محمل الجد وتعطيها حقها بالإيجابيات والسلبيات أو تكون بمنزلة عنصر ضحك؟ مشيرة إلى أنها أرادت أن تؤدي الدور التي ستجسده بصورة محترفة.من ناحية أخرى، قالت الطباخ إنها تعكف على عمل رسالة الماجستير التي تعمل عليها بعنوان "إشكالية الهوية الثقافية في الدراما الخليجية"، ووجدت أنها تعالج الموضوع بصورة نظرية وتسقط عليه نماذج مختارة في الماجستير.وأضافت أن المسلسل كان الأنسب بالنسبة لها في أن تسقط عليه، وفي معناه الهوية، موضحة أنها طبقت عليه ما درسته في المنهج السوسيولوجي. وذكرت أنها أحبت الدور واستمتعت في أدائه، وقام بتشجيعها ودعمها الفنان القدير النبهان والكاتبة الشمري، مبينة أنها كانت تسجل ملاحظات وتحاول أن توظفها في الحوارات بعد موافقة الشمري والمخرج محمد دحام.أما الفنانة شيماء سليمان فتحدثت عن دورها في المسلسل الذي يمثل البنت الكويتية، والتي تراها غير موجودة في زمننا هذا، فهي من "جيل الطيبين"، مشيرة إلى أنها أحبت تجسيد الشخصية كثيراً.وقالت شيماء إنها نجحت في تجسيد الشخصية مثلما كانت مطلوبة منها وتتقبل الملاحظات بكل رحابة صدر، لافتة إلى أنها في البداية كانت متخوفة ودخلت في تحدّ مع نفسها لكن بعد ذلك نجحت.وقالت إن "كاست" المسلسل محترف ومتعاون مع بعضه بعضاً، و"العمل متكامل من جميع النواحي". بدوره، قال الفنان علي كاكولي، إن التجربة بالنسبة له كانت صعبة "لأن العمل يتضمن مفردات عميقة ويحتاج إلى نوع من التركيز، على الرغم من أن الدور لم يكن كبيراً ككل، لكن يحمل تأثيراً كبيراً داخل القصة؟وأضاف كاكولي أن وجود الكاتبة الشمري كان مهماً، وأيضاً ملاحظات المخرج كانت مهمة لأننا في المحصلة نعتبر فريقاً واحداً يكمل بعضه الآخر.فريق العمل
المسلسل عبارة عن دراما تاريخية تتناول ما حدث في مدينة الأحمدي في مرحلة مهمة من تاريخها، بداية من حقبة الأربعينيات وصولاً إلى الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي، والعلاقة الاجتماعية التي تحكم تلك المدينة التي كانت تتميز بالانفتاح. والعمل من بطولة مجموعة كبيرة من الممثلين منهم جاسم النبهان، وعبدالمحسن النمر، ونور الكويتية، وشيماء، وإيمان الحسيني، وغرور صفر، وعلي كاكولي، ورهف محمد، وسارة البلوشي، وفهد العبدالمحسن، وليلى الرندي، فاطمة الطباخ.
الشمري: ليست كل رواية تصلح لتتحول إلى عمل درامي أو فيلم سينمائي