كشف مصدر في مكتب رئيس الجمهورية الإيرانية لـ "الجريدة" أن الرئيس حسن روحاني أعلن بشكل مبطن استعداده لمقابلة نظيره الأميركي دونالد ترامب لإنجاح وساطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كلمة نسقها مع المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يمنع أي مسؤول من التفاوض مع الأميركيين.

وغيّر روحاني كلمته المنسقة مع المرشد من قبوله عقد قمة مع الرئيس الأميركي، إلى أنه مستعد للجلوس مع أي شخص إذا كان ذلك سيحل مشاكل الإيرانيين، بعد أن تراجع ترامب عن شرط إعلان إعادة إعفاء 8 دول من شراء النفط الإيراني، واكتفائه بالقول خلال مؤتمر مشترك مع ماكرون في ختام قمة G7 إنه سيتم فتح حسابات ائتمانية لتسهيل حصول طهران على احتياجاتها.

Ad

وقال المصدر إن طهران اعتبرت الإعلان الأميركي المنقوص تلاعباً، وأخبرت باريس أنها غير مستعدة للاستمرار في خطوات مقترح ماكرون، إذا كانت الخطوة الأولى بهذا الشكل.

ولاحقاً، أعاد روحاني صياغة كلامه، وأكد أنه يستبعد الجلوس مع ترامب إذا لم تتهيأ الظروف المناسبة، وأنه لن يغير سلوكه إذا لم ترفع العقوبات الأميركية بشكل كامل.

ووفق المصدر، فإن المقترح الفرنسي كان يتضمن ضخ أموال بيع النفط الإيراني في نظام "إنستكس"، (أداة أوروبية لدعم التبادل التجاري مع إيران)، لتستطيع الاستفادة منها في شراء شتى أنواع البضائع المحتاجة لها من أي بلد كان، أو تمول مشاريع أو عقود توقّعها مع شركات دولية، مقابل الانخراط في مفاوضات جديدة مع واشنطن والعودة إلى تطبيق الاتفاق النووي بشكل كامل والتخلي عن خطوات تقليص الالتزامات النووية.

اشتراط ومصادفة

وأشار المصدر إلى أن الفرنسيين أخبروا الإيرانيين أن الأميركيين سيعلنون الإعفاءات، لكنهم لا يريدون أن يتم تصوير الخطوة على أنها بمنزلة اتفاق خلف الكواليس أو تراجع، وأن ترامب مصرّ على أن يكون هناك اتصال هاتفي أو لقاء مع روحاني بأي شكل كان، حتى لو كان بشكل مصادفة في كواليس الأمم المتحدة، كي يتأكد من حُسن نوايا الإيرانيين وتغيير سياستهم العدائية تجاهه أيضاً.

وحسب المصدر أن الفرنسيين طلبوا من الإيرانيين وقف جميع اتصالاتهم وتنسيقاتهم مع الديمقراطيين في الولايات المتحدة، لأنهم يحاولون عرقلة أي حل للأزمة مع ترامب قبل الانتخابات الرئاسية، وأنصاره يرصدون جميع هذه الاتصالات والتنسيقات ويعتبرونها خطوات استفزازية وتدخّلا في الشأن الداخلي للتأثير عليه.

سم الشيطان

إلى ذلك، دعا أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، الرئيس روحاني، إلى عدم الخروج عن سياسات النظام تجاه الولايات المتحدة الأميركية.

وكتب رضائي، وهو قائد سابق للحرس الثوري، عبر "تويتر": "على السلطة التنفيذية وجميع مؤسسات البلاد أن تتصرف في إطار السياسات العامة للنظام".

وتابع: "سياسة النظام تجاه أميركا واضحة؛ التفاوض مع الشيطان سم"، في إشارة إلى موقف المرشد الأعلى.

من جانبه، قال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، إن "على أميركا إصلاح الخطأ الذي ارتكبته بفرض العقوبات، وحينها ندخل في موضوع آخر".

وأضاف، في تصريحات على هامش اجتماع مجلس الوزراء: "مادمنا غير واثقين بتحقيق هدفنا، فإن الحديث عن إجراء لقاء مع الأميركيين خطأ".

وخلال جلسة الحكومة الإيرانية أمس، قال روحاني الذي يواجه عاصفة انتقادات من التيار الأصولي في البرلمان إنه "ليس من مسؤولياتنا إطلاق الشعارات، ويجب أن نتحدث مع العالم، ولا يمكن أن تكون إيران معزولة عن العالم".

توتر وإعدام

في هذه الأثناء، أجرى وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف زيارة إلى اليابان، في إطار جولة شهدت مشاركته المفاجئة في "G7" بفرنسا.

وأكد ظريف خلال لقائه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في طوكيو أمس، أن بلاده لا تريد زيادة التوتر، بل حقوقها "التي يكفلها القانون الدولي".

في سياق منفصل، أعدم حميد درخشنده، الذي قَتَل إمام جمعة کازرون محمد خرسند، أمام منزله، طعنا بالسكين في مايو الماضي.

وتم تنفيذ الحكم في قاتل إمام کازرون على الملأ، وفقاً للحكم الصادر عن الفرع الأول لمحكمة فارس الجنائية أمس الأول.