مع إصرار «حزب الله» على مفاجأة تل أبيب بضربة انتقامية محدودة، واصلت الدولة اللبنانية، أمس، البحث عن كيفية تفعيل شبكة الأمان الواقية من الاعتداءات الإسرائيلية وما قد يستتبعها من تطورات وردود، من أجل إعادة إحياء قواعد الاشتباك التي أرساها قرار مجلس الأمن رقم 1701 وعدم الانزلاق في اتجاه نسفها.وشهدت الساحة السياسية الداخلية «موجة» من الزيارات الدبلوماسية للمقار الرسمية، وأجمع الزائرون على ضرورة أن ينأى لبنان عن كل ما يهدد أمنه واستقراره. وأكد عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير الكويت لدى لبنان عبدالعال القناعي، بعد زيارته وسفراء الدول العربية، لرئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، «الوقوف والتأييد والحرص على أمن واستقرار لبنان وما يتخذه من إجراءات أو سياسات كفيلة بالحفاظ عليهما».
وبعد لقائه وزير الخارجية جبران باسيل، حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش من «تراخي الدولة اللبنانية تجاه إمساكها بسيادتها»، في حين بُلغ وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي بموقف فرنسا من التطورات خلال لقائه القائمة بأعمال سفارة باريس في بيروت سالينا غرونيه كاتالانو، التي شددت على «ضرورة ضبط النفس، لاسيما أن لبنان على مشارف التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب».وسبق هذا الحراك الدبلوماسي تأكيدُ نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن الحزب «سيرد بضربة مفاجئة على إسرائيل». وقال: «أستبعد أن تكون الأجواء أجواء حرب. الأجواء هي أجواء رد على اعتداء، وكل الأمور تتقرر في حينها».في المقابل، كشف موقع «ديبكا» الاستخباري العبري، مساء أمس الأول، عن رسائل نقلتها القيادة الإسرائيلية إلى لبنان، عبر قنوات سرية خلال الساعات الأخيرة، بشأن تهديدات «حزب الله»، مؤكداً وجود سلاح الجو على مدار الساعة داخل مجاله للرد السريع على أي هجوم.ونقل الموقع، عن مصادر عسكرية واستخبارية، أن «تل أبيب أكدت بصورة قاطعة أنها لن تتعامل مع هذا الأمر بمنطقين، وأن أي عملية عسكرية من حزب الله ضد أهداف مدنية أو عسكرية ستؤدي إلى ضربة عسكرية كاسحة في لبنان».وأضافت المصادر «من أجل التأكيد على الموقف فإن وجود سلاح الجو الإسرائيلي، على مدار الساعة داخل المجال الجوي اللبناني، يخلق وضعاً لن تضطر فيه تل أبيب للانتظار قبل الرد الفوري على أي هجوم من جانب حزب الله»، مؤكدة أن الجيش أغلق بالفعل المجال الجوي أمام الطائرات المدنية على الحدود مع لبنان بشريط عرضه 6 كيلومترات.
أخبار الأولى
لبنان يسعى إلى تفعيل شبكة الأمان وإحياء قواعد الاشتباك
29-08-2019