اكدت الكويت مجددا استعدادها لمواصلة العمل والتعاون مع العراق خلال هذه المرحلة لدعم جهود إعادة البناء والاعمار وإزالة آثار ما شهده من دمار وذلك تنفيذا لمخرجات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق.

جاء ذلك في كلمة الكويت في جلسة مجلس الأمن حول العراق مساء امس الاربعاء التي ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي.

Ad

وشجع العتيبي جميع الدول التي شاركت في المؤتمر على الوفاء بالتزاماتها التي تعهدوا بها معربا عن امله بالتعاون والتنسيق مع الحكومة العراقية لإنشاء آلية لمتابعة تنفيذ تلك الالتزامات للمساهمة في تحقيق تطلعات ابناء الشعب العراقي.

وقال "تشهد علاقتنا الثنائية مع جمهورية العراق تطورات مستمرة وايجابية ولطي صفحة ذلك الماضي المؤلم وفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر وترجمة هذا التوجه بحل ما تبقى من أمور عالقة هناك خطوات حثيثة اتخذت من قيادة كلا البلدين جسدت مفاهيم الاخوة والجيرة".

وتابع العتيبي "تعد الزيارات الثنائية على اعلى مستوى ابرزها زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في شهر يونيو الماضي واللجان الثنائية المشتركة مؤشرا هاما لتعزيز ذلك التعاون".

واشار الى ان الكويت بادرت منذ زوال نظام صدام حسين الى تقديم جميع انواع الدعم والمساعدة للشعب العراقي متجاوزة بذلك الظروف التي حالت سابقا دون ذلك وبما يتناسب مع عمق مصالحنا المشتركة.

واضاف العتيبي "نتطلع الى تعزيز الدعم من خلال استثمار الفرص الواعدة بما يسمو بعلاقاتنا ويرتقي بها الى مستوى الطموح ويحقق للبلدين وشعبيهما التقدم والازدهار".

واشاد بالتعهد والالتزام الذي يظهره العراق في الوفاء بكافة التزاماته الدولية المتبقية التي نصت عليها قرارات مجلس الامن ذات الصلة تجاه دولة الكويت على النحو المطلوب.

وجدد العتيبي استعداد الكويت التام لتقديم الدعم والمساندة لتسريع وتيرة تنفيذ تلك الالتزامات خاصة تلك المتعلقة بالالتزامات الإنسانية المتصلة بالمفقودين من الرعايا الكويتيين وغيرهم من رعايا البلدان الثالثة التي مازالت متبقية منذ تحرير دولة الكويت عام 1991 حيث تم التعرف على مصير 236 مفقودا من أصل 605.

وقال ان "معاناة أهالي المفقودين الاسرى مازالت مستمرة ونأمل أن يتم التعرف على مصير المزيد من المفقودين على إثر التطورات الايجابية الاخيرة المتمثلة في العثور على رفات لمفقودين كويتيين وجار العمل على تحليله".

واعرب العتيبي عن الامل في تحديد المزيد من مواقع الدفن المحتملة لإحراز تقدم ملموس في سبيل إنهاء تلك القضية الإنسانية فالكويت من جانبها لم تدخر اي جهد لدعم المساعي والجهود التي تبذل.

واكد انه بالإمكان تحقيق تقدم إذا ما تم تكثيف العمل وتنفيذ الخطط والبرامج المتفق عليها وحث العراق على الاستمرار في تعاونه البناء مع اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها بقيادة اللجنة الدولية للصليب الأحمر مشيدا ومقدرا الدور المهم الذي تقوم به في هذا الشأن.

وفيما يتعلق بالممتلكات الكويتية المفقودة ولا سيما الارشيف الوطني الذي لا يزال مصيره مجهولا قال العتيبي " ان التقدم في هذا الملف مازال محدودا ونرحب في هذا السياق بالجهود التي بذلتها السلطات العراقية لتسليم الكويت يوم امس عدد 42 ألف كتاب من اصل ما يقارب 160 الف كتاب".

واوضح "ان تلك الكتب تعود ملكيتها للمكتبة الوطنية وجامعة الكويت وذلك بإشراف الامم المتحدة ونأمل أن يستمر التعاون لإعادة الممتلكات التي تم الاستيلاء عليها اثناء الاحتلال وعلى وجه الخصوص الارشيف الوطني".

وتابع العتيبي قائلا " تابعنا باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في العراق والتي شهدت مؤخرا تقدما ملحوظا على صعيد الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي وهذا ما لمسناه من فهم وتجاوب للتحديات العديدة التي تواجههم خلال الزيارة التي قام بها مجلس الامن برئاسة كل من الكويت والولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق في نهاية شهر يونيو الماضي".

واضاف قائلا " في الوقت الذي ندرك أن المرحلة المقبلة مهمة بالنسبة للعراق لتجاوز التحديات التي يواجهها فإننا على ثقة بأن العراق يسير قدما نحو تحقيق تطلعاته بخطوات ثابتة حتى لا ينزلق في الاضطرابات التي تجاوزها".

وجدد العتيبي تاييد ودعم الكويت للحكومة العراقية في سعيها لتنفيذ برامجها الاصلاحية التي ستتطلب جهودا جماعية لتعزيز المصالحة الوطنية بين كافة مكونات الشعب العراقي تغليبا للصالح العام والتصدي للفساد وتحسين مستوى الخدمات العامة وفرض الأمن بما يساعد على عودة العراق لأخذ مكانته الطبيعية في محيطه الإقليمي والدولي.

ورحب بالدور الذي تضطلع به بعثة الأمم المتحدة لتعزيز تلك الجهود تنفيذا لولايتها.