وصــل القطـــار
المستقبل قد ينتظر جيلا أو عقدا لكنه لن ينتظر إلى الأبد، أقول هذا وأنا أتابع عن كسب قطار انتقال جامعة الكويت لمدينة صباح السالم الجامعية بالشدادية، والذي نراه الآن يحط الرحال في أكثر من موقع ضمن، مساحة إجمالية للجامعة تبلغ 6 ملايين متر مربع، إذ تم بالفعل تسليم المباني الجديدة ومكاتب الإداريين وأعضاء هيئة التدريس إضافة للقاعات الدراسية للطلاب في عدة كليات.وللإنصاف ربما تأخر قطار هذا المشروع الحلم (كما أطلق عليه) وقتاً من الزمن بل إن البعض، وقد كنت واحدا منهم حتى وقت قريب، لم يتوقعوا وصوله لسنوات أو عقود قادمة، إلا أن الواقع تغير، حيث وصل القطار بعد أن ترك موقعه القديم الذي أصبح غير قادر على سد حاجات الطلاب أو أعضاء الهيئة الأكاديمية والتدريسية المتزايدة، إضافة إلى أن عمليات الترميم التي كانت تحصل أصابها كثير من الترهل، بحيث أصبح لا ينفع معها ترميم أو حتى بعث من جديد.
وربما لا أعرف تحديداً ولا أخمن كيف ستتغير خريطة التعليم الجامعي بالكويت خلال السنوات القليلة القادمة في ضوء انتقال جامعة الكويت لمدينة صباح السالم الجامعية بالشدادية، إلا أنني على قناعة أن التغيير الحاصل (ولمن يريد استقراء المشهد) ينبئ عن بوادر طيبة نحو مرحلة تعيد صياغة، وتأهيل للمنظومة الجامعية بالكويت، وجعلها أكثر قدرة ومواءمة على مواكبة التغيرات العالمية الحاصلة. أخيراً الشدادية عمل ضخم فارق ومنجز في مسيرة دولة الكويت، عمل يحسب للجميع سواء كان مجتمع أو قيادة حكيمة توجه وتتابع، إذ استذكر لحضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، كلمات منذ أكثر من عشر سنوات قال فيها "إن تطويـر التعليمِ لا يقتصرُ على مسؤولي التعليم أو الحكومة، بل هو نتاجُ عملٍ وجهدٍ مشترك، لكل الأطراف في المجتمع".وعليه آمل أن تكون الجامعة الجديدة ومخرجاتها التعليمية انعكاسا واستجابة لمتطلبات مجتمع، وسوق عمل، واحتياجات وطن هو بالفعل في أمس الحاجة لإعادة تأهيل جديد لمنظومة تعليمية في عصرِ تقوم أركانه على عنصري العلمِ والمعرفة، حفظَ اللهُ الكويتَ وأميرها وأهلهَا، وأدام عليها نعمةَ الأمن والأمانِ.