أظهرت بعض فصائل الحشد الشعبي العراقية، المدعومة من إيران، مقاومة لمحاولة الحكومة المركزية في بغداد فرض سيطرتها عليها إداريا، في حين حذرت منظمة دولية الولايات المتحدة وطهران من جر البلد العربي إلى صراع الخصومة بينهما، وهو ما يهدد الاستقرار الهش الذي تحقق بعد الانتصار على «داعش».

ولا تزال رايات «اللواء 30»، أحد الفصائل شبه العسكرية، ترفرف عند الحواجز الأمنية المؤدية إلى مدينة الموصل شمال البلاد، رغم مرور ما يقرب من شهرين على صدور أوامر من الحكومة العراقية لكل الفصائل بالتخلي عن السيطرة على هذه الحواجز.

Ad

ويؤكد رفض «اللواء 30» التخلي عن مواقعه على الجانب الشرقي من الموصل، بل وقيامه بقطع الطرق والتسبب في احتجاجات غاضبة، الصعوبات الشديدة التي تواجهها بغداد في تأكيد سلطتها، كما أنه يثير خطر حدوث مزيد من القلاقل في منطقة تشهد تنافسا أميركياً إيرانياً.

ويقول محللون إن «اللواء 30» يرفض التخلي عما يسيطر عليه، شأنه في ذلك شأن جماعات أخرى سيطرت على أراض في شمال العراق أثناء حربها مع تنظيم «داعش».

ويعد هذا الفصيل الذي تسيطر عليه أقلية الشبك الشيعية أحد الفصائل في محافظة نينوى التي يعتقد أنها تسيطر على بعض قطاعات الاقتصاد المحلي.

وفي مناطق من محافظة صلاح الدين الواقعة شمالي بغداد لا تزال رايات بعض الفصائل ترفرف عند الحواجز الأمنية، ويتولى أفراد الفصائل إدارة حواجز على طرق في محافظة الأنبار المجاورة.

وتهيمن الجماعات المسلحة على الأمن المحلي في بعض المدن والبلدات في مختلف أنحاء البلاد، لاسيما في الأراضي التي كانت تخضع في السابق لـ«داعش».

ومن ناحية أخرى، يشغل حلفاء لهذه الفصائل مقاعد في البرلمان ويمارسون سلطات سياسية جديدة عمقت سطوتها على الحكومة.

ويرى مسؤولون عراقيون ومحللون أن من المحتمل أن يقع المزيد من أعمال العنف ضد المصالح الأميركية، إذا لم يستطع العراق لجم الفصائل شبه العسكرية التي يتجاوز عدد أفرادها 100 ألف مقاتل.

وكان المرسوم الذي أصدره رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي منح الفصائل شبه العسكرية المدعومة من إيران، والتي تتزايد سطوتها يوما بعد يوم، شهراً للاندماج بالكامل مع القوات المسلحة ومغادرة الحواجز الأمنية وقطع كل صلاتها بالكيانات السياسية.