دخلت الطائرة الجديدة (كاظمة)، وهي من طراز إيرباص (إيه 320 نيو) أسطول الخطوط الجوية الكويتية أمس الأول، ويتوقّع لها أن تسهم هي ونظيراتها المرتقب تسلّمها تباعا خلال الفترة المقبلة في تحقيق رؤية "الطائر الأزرق" لجهة تعزيز حضوره إقليميا ودوليا.

وجاء تسلّم الطائرة الذي تم في مدينة هامبورغ الألمانية كخطوة جادة من الناقل الوطني، ورغبة صادقة في تعزيز مسيرة التنمية بالبلاد، عبر باب مجال النقل، بما يسهم في تحويل الكويت مركزا ماليا وتجاريا.

Ad

ووصلت الطائرة الجديدة إلى البلاد عند السادسة من مساء أمس بالتوقيت المحلي، على أن تدخل الخدمة الفعلية خلال أيام، وذلك عقب الانتهاء من الإجراءات الإدارية مع الإدارة العامة للطيران المدني.

ومن المتوقع أن تسهم الطائرة في تعزيز خطط الشركة لناحية وجهاتها وعدد رحلاتها.

وتأمل الشركة في أن تمكّنها "كاظمة" من استيعاب الزيادة في الطلب على وجهاتها خلال الفترة المقبلة في ضوء القفزات الواسعة والزيادة في أعداد الركاب المنقولين المتوقع أن يصل إلى نحو 5 ملايين راكب بنهاية العام الحالي.

وتعد هذه الطائرة هي الأولى من بين 15 طائرة من نفس النوع ستتسلمها الشركة تباعا خلال الفترة المقبلة، في إطار خطة تحديث أسطولها التي تشمل شراء 13 طائرة جديدة من طرازات أخرى من "إيرباص" الأوروبية لصناعة الطائرات.

وتتميز الطائرة الجديدة التي تتسع لنقل نحو 134 راكبا موزعين على درجتي رجال الأعمال والسياحية بكفاءتها التشغيلية العالية، مقارنة بنظيراتها، إذ تتضمن محركا جديدا ذا استهلاك منخفض للوقود، مع إضافات فنية على الأجنحة تعمل على الحد من استهلاك الوقود بنسبة 15 بالمئة وبنحو 5 في المئة تكاليف أقل في صيانة هيكل الطائرة، وكذلك انخفاض تكاليفها التشغيلية بنسبة 14 في المئة.

وأطلقت الشركة اسم "كاظمة" على طائرتها الجديدة لما لهذا الاسم من دلالات في تاريخ الناقل الوطني الذي يعتز ويفتخر باستمراريته من خلال إعادة طرحه انسجاما مع تقاليده، إذ إن مكونات أسطوله دائما ما تحمل أسماء تعكس الهوية الوطنية.

وكانت الخطوط الكويتية وقعت في 2 ديسمبر 2013 عقدا مع شركة إيرباص الأوروبية لشراء 25 طائرة جديدة من طرازي "إيه 350" و"320 نيو" وتأجير 12 أخرى جديدة من طرازي "إيه 330" و"إيه 320" محل بعض طائرات الأسطول إلى حين وصول الطائرات المشتراة.

وفي 19 فبراير 2014 وقعت عقدا آخر مع "إيرباص" استكمالا وتطويرا للعقد السابق الذي تم توقيعه، وتسلمت "الكويتية" في 18 ديسمبر 2014 أول طائرة جديدة مستأجرة من طراز "إيه 320"، لتمثل بداية تنفيذ خطة كبرى لتجديد أسطولها تزامنا مع التطور الذي يشهده قطاع الطيران في المنطقة.

وبعد ذلك تسلمت الشركة عدة طائرات مستأجرة وصلت تباعا على عدة فترات، وخلال أقل من سنة، تسلمت الشركة، وتحديدا في 29 نوفمبر 2015 الطائرة الـ12 والأخيرة في عقد التأجير مع شركة إيرباص، وهي من طراز إيه 3030 - 200.

وأوضحت "الكويتية" أنه مع تسلّم الطائرة الأخيرة في عقد التأجير تنتهي المرحلة الأولى من مراحل تحديث أسطولها من طائرات إيرباص إلى أن تبدأ المرحلة الثانية من العملية في 2019.

وفي 15 أكتوبر 2018 وقّعت "الكويتية" اتفاقية جديدة مع "إيرباص" لشراء ثماني طائرات جديدة من طراز "إيه 330-800 نيو" متوسطة الى بعيدة المدى، وتعد هذه الاتفاقية تعديلا وتطويرا للاتفاقيتين السابقتين الموقعتين في نهاية 2013 ومطلع 2014.

وذكرت الشركة أنه بموجب هذا الاتفاق حققت وفرا ماليا بما يزيد على 100 مليون دولار في التكاليف الرأسمالية للأسطول بتركيبته الجديدة، فضلا عن التحسين في تكاليف تشغيل الطائرات.

وبناء على الاتفاقية الجديدة سيتكون أسطول "الكويتية" النهائي من 38 طائرة موزعة على 5 طائرات "إيه 350 - 900"، و8 طائرات إيه 330-800 نيو، و15 طائرة "إيه 320 نيو" و10 طائرات "بوينغ بي 777 -300 آي آر".

وسيتم تسلّم الطائرات عبر جدول زمني يمتد حتى عام 2026 لتحل محل الطائرات المستأجرة المستخدمة حاليا، وفقا للجدول المتفق عليه.

وكشفت الشركة في يوليو الماضي أنها ستتسلم بدءا من شهر أغسطس الماضي وحتى نهاية العام الحالي، بين 5 إلى 6 طائرات جديدة من طراز "إيه 320 نيو"، بينما ستستلم بقية الطائرات تباعا حتى عام 2026.

وسيكون عام 2026 محطة مهمة وتاريخية للناقل الوطني في مسيرة عمرها أكثر من 66 عاما رفرف عبرها "الطائر الأزرق" في سماء العالم ستسعى من خلالها إلى التحليق في المقدمة مع أسراب الطائرات العالمية الأخرى، بعد استكمال أسطولها الجديد المكون من 38 طائرة وتشغيله.

وتتميز طائرات أسطول "الكويتية" الجديد من طرازي "بوينغ" و"إيرباص" بحسب الإحصاءات بأنها الأوسع من حيث المقاعد والممرات على مستوى شركات الطائرات العالمية، مما يعطي راحة أكبر للراكب، إذ إن سياسة الشركة تستهدف التضحية بعدد من المقاعد في سبيل توفير خدمات أفضل للمسافر، لا سيما فيما يتعلق براحته.

يذكر أن "كاظمة" يرمز إلى أول طائرة للخطوط الكويتية عام 1954، إذ تعتز الشركة بهذا الاسم وتجدده بين فترة وأخرى عند انتهاء خدمة الطائرة التي تتم تسميتها به يطلق على إحدى الطائرات الجديدة.

وتسلمت "الكويتية" طائرة أخرى جديدة من طراز "بوينغ" في 31 يناير 2017، وأطلقت عليها اسم "كاظمة"، وبذلك يشمل أسطول "الكويتية" الجديد على طائرتين بهذا الاسم واحدة من طراز إيرباص والأخرى من طراز بوينغ.

ويرمز اسم "كاظمة" إلى منطقة تاريخية توجد في الجزء الشمالي الغربي من جون الكويت، وتقع في محافظة الجهراء على بعد 40 كيلومترا من العاصمة، وكانت من المواقع المعروفة لدى العرب في الجاهلية وصدر الإسلام، حيث سكنتها كبرى القبائل العربية، ووقعت فيها معركة ذات السلاسل المشهورة التي انتصر فيها المسلمون بقيادة الصحابي خالد بن الوليد على جيش الفرس عام 633.