أقامت رابطة الأدباء الكويتيين أمسية ثقافية في مقرها على مسرح د. سعاد الصباح بعنوان "عبداللطيف الكويتي... في مرحلة الأسطوانات الحجرية 1927 - 1947"، حاضر فيها رئيس مركز الموسيقى في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، د. أحمد الصالحي، وأدارت الأمسية عضوة رابطة الأدباء الكويتيين، الباحثة أبرار ملك.وحضر الأمسية الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كامل العبدالجليل، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري، والفنان الكبير عبدالعزيز المفرج، وجمع غفير من الأدباء والمهتمين.
على هامش الأمسية أقيم معرض بعنوان "ذاكرة الأصوات" للمطربين الرواد للفنانة ابتسام العصفور وصاحبه عزف للفنانة منى منصور.وفي ختام الأمسية شارك د. الصالحي في الغناء، ومنها صوت عربي "فارقتكم وفؤادي ظل ولهانا"، وصوت شامي "زين المقاسم"، وتكونت الفرقة من د. بسام البلوشي على آلة القانون، وعلى آلة الكمان أحمد حمزة، وعلى "المرواس" عبدالله الجدة.من جانبه، قال د. الصالحي: من خلال العنوان يتبين أن الأمسية تخص الاسطوانات الحجرية، لكن سيتكلم عن الصناعات الموسيقية في ذلك الوقت، وأشياء تصب في إنتاج عبداللطيف الكويتي والصناعة الموسيقية والموسيقيين في هذه الفترة، لافتا إلى أن المحاضرة عبارة عن اختصار لكتاب أصدره عن طريق المجلس الوطني بعنوان "عبداللطيف الكويتي... في مرحلة الاسطوانات الحجرية، 1927 – 1947"، مشيرا إلى أنه ركز في ذلك الكتاب بشكل كامل على إنتاج عبداللطيف، ومرحلة العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات لم يتم توثيقها بشكل دقيق من قبل كثير من المهتمين.والجميل في هذا البحث، التركيز على الجانب الموسيقي والتاريخي، وتتبّع الألحان، والكشف عن الفرق الموسيقية.أما الفائدة المرجوة من هذا البحث، فهي حصر إنتاج عبداللطيف الكويتي في مرحلة الاسطوانات، ومتابعة التغيرات الثقافية التي طرأت على المشهد الثقافي المحلي، وإشارات إلى تعاونه مع بعض شعراء الفصحى والعامية، حيث كان للكويتي اهتمام كبير بالتقاء الشعراء، ومنهم المعاصرون، فقد كان يتواصل معهم، إضافة إلى تواصله مع شعراء العامية والنبطية، وفضلا عن إشارات إلى تسجيلات المطربين الخليجيين في نفس الفترة، ذكر أسماء العازفين الموسيقيين المصاحبين لعبداللطيف في تسجيلاته، ذكر بعض المعلومات المتوافرة حول شركات الأسطوانات التي سجلت لعبداللطيف الكويتي.
نشأة الكويتي
ولد عبداللطيف الكويتي عام 1900 في فريج العبدالرزاق أو الرزاقة، بمنطقة شرق في الكويت، وتعلّم على يد الملا زكريا الأنصاري، ولاحقا سكن في الهند مدة 5 سنوات، وتعلّم اللغتين الإنكليزية والأوردية. وكان منذ طفولته ملازما لأخيه الأكبر عيسى المتوفى في بداية الثلاثينيات، وكان شاعرا ومحبّا للغناء.تطور عبداللطيف موسيقيا عندما واتته الفرصة لأن يلتقي خالد البكر، بواسطة صديق له، هو الشيخ صباح الناصر الصباح. أما عن تجربته الغنائية الأولى، فقد خاضها عبداللطيف لتسجيل أغانيه، وكانت في أكتوبر 1927، عندما ذهب إلى بغداد للتسجيل لمصلحة شركة بيضافون اللبنانية. وبعدها توالت تسجيلاته لمختلف الشركات، في بغداد وحلب والقاهرة وبومباي.في عام 1936، أقام عبداللطيف في بغداد، وأصبح مطربا في الإذاعة العراقية، وكان يقدم وصلته الغنائية الكويتية كل يوم اثنين مساء عبر أثير الإذاعة العراقية لعدة سنوات. كذلك قدّم عبداللطيف وصلة غنائية أسبوعية في إذاعة بيروت مدة سنتين ونصف السنة، وشارك بالغناء في عدة إذاعات عالمية، مثل القدس، وبي بي سي، ودلهي، ودمشق.وكانت آخر مشاركة رسمية له لإذاعة عدن عام 1966، وقد سجّل مع فرقة إذاعة عدن عددا من الأغاني، منها الحمد لمن قدر خيرا، ويا غزالا رام قتلي، وشي عجيب يا ولد منصور.من ناحية أخرى، استعرض الصالحي بعض المعلومات حول شركات الأسطوانات التي تعامل معها عبداللطيف، ومنها شركة بيضافون، مشيرا إلى أن الشركة حققت نجاحا كبيرا، وهيمنت على أغلب الأسواق العربية، ومن ثم سجل عبداللطيف عددا كبيرا من الأغاني الكويتية في استديو شركة تسجيلات أوديون بشارع الرشيد في مدينة بغداد، وذلك بمصاحبة الكويتيين، كذلك ظهر القانون في عدد من هذه الاسطوانات، ويبدو أن هذا أول ظهور للقانون في تسجيلات مطربي الخليج.وفي الختام، أشار الصالحي إلى أن تأثير عبداللطيف كان مهما في مرحلته، ومن الفنانين الذين ساهموا في تحديد شكل الثقافة الكويتية المحلية آنذاك، ونحن لم نعرف هذا الشيء، لكن مع الدلائل والوثائق التي ظهرت اكتشفنا بالفعل أن له مساهمة مهمة.من ناحية أخرى، يشير محتوى أسطوانات عبداللطيف إلى وجود هاجس لديه في تقديم ما هو أصيل ومتنوع في الألحان والقوالب اللحنية والإيقاعية، وأيضا إلى تأثرة الطبيعي بألوان مختلفة من الغناء العربي، وذلك بسبب إقامته الطويلة في بعض المدن العربية، مثل بغداد وبيروت، إضافة إلى احتكاكه بالجالية العربية المقيمة في مدينة بومباي الهندية. لذلك نجح عبداللطيف وغيره من فناني المنطقة في تقديم الأغاني العربية بجانب أغانيهم المحلية المتوارثة.