في حين فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ناقلة النفط الإيرانية "ادريان داريا1" وقالت إنها تتجه إلى سورية، اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى مرونة بمنح اعفاءات لمصلحة بيع النفط الإيراني في خطوة تناقض سياسة "الضغوط القصوى" التي يعتمدها البيت الأبيض ضد طهران.

وقال عراقجي، إن ترامب أبدى مرونة خلال اجتماعه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمة الدول السبع "G7"، التي استضافتها فرنسا، أخيراً، بخصوص إمكانية منح إعفاءات لبعض الدول لاستيراد النفط الإيراني.

Ad

وأكد عراقجي، أن "عودة إيران إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي، مشروطة بحل قضايا النفط والنظام المصرفي"، معتبراً أن "السياسة الخارجية الإيرانية خلال العام الماضي في مواجهة الضغوط القصوى الأميركية كانت ناجحة".

وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني أن المشاورات مع الفرنسيين حول الاتفاق النووي لم تنتهِ بعد، موضحاً أن "إيران ردت على خطة ماكرون بشروط، هي إما أن تشتري أوروبا النفط من إيران أو تحصل على تراخيص من أميركا لشركاتها بشراء النفط منا".

وأوضح: "إذا لم تتمكن حكوماتهم من تزويد إيران بما يعادل النفط الذي نحتاج إلى بيعه كخطوط ائتمان أو ائتمانات تصدير بأي طريقة يعرفونها، فلن نتمكن من العودة لتنفيذ الاتفاق النووي بالكامل".

وكان عراقجي قال في تصريح غير مسبوق الخميس الماضي، إن "أي رئيس أميركي غير دونالد ترامب كان سينسحب أيضاً من الاتفاق النووي مع إيران".

روحاني وترامب

وبينما يتوقع البعض أن يتم التحضير لقمة تجمع ترامب مع روحاني في مقر الجمعية العمومية للأمم المتحدة نهاية سبتمبر الجاري، قال مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي، أمس، إن روحاني لن يلتقي نظيره الأميركي خلال زيارته المرتقبة إلى نيويورك لحضور اجتماعات المنظمة الدولية.

وأضاف: "اجتماع الرئيس مع ترامب لن يُعقد أبداً، ولم تتم مناقشته"، مشيراً إلى أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية فسَّرت خطاب روحاني، الأسبوع الماضي، على أنه تلميح منه على استعداده للاجتماع مع ترامب و"هذا غير صحيح".

وكان ترامب، أعلن خلال مؤتمر مع ماكرون الذي يسعى لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن والحفاظ على الاتفاق النووي، عن استعداده للقاء روحاني عندما تتوافر ظروف مناسبة.

ناقلة النفط

تأتي تلك التطورات في حين أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الأول، أن واشنطن لديها معلومات مؤكدة تفيد بأن ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا1" التي كانت محتجزة لدى سلطات جبل طارق تحت اسم "غريس 1"، اتجهت إلى سورية.

وأوضح الوزير عبر "تويتر": "لدينا معلومات ذات مصداقية تفيد بأن الناقلة اتجهت إلى ميناء طرطوس في سورية. آمل أن تغير مسارها"، وأضاف "من الخطأ الجسيم الثقة بظريف"، ونقلت تقارير إعلامية أن وزير الخارجية الإيراني تعهد للسلطات البريطانية بألا ترسل بلاده شحنة النفط التي تحملها الناقلة الإيرانية إلى دمشق التي تخضع لعقوبات أوروبية.

وأشار بومبيو في تغريدة ثانية، أمس، إلى العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على قبطان ناقلة النفط الإيرانية، لـ"مساعدته الحرس الثوري الإيراني في بيع النفط إلى سورية".

وأضاف أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد نظام الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم النفط الإيراني لإرهاب شعبه".

مخاوف أميركية

في سياق آخر، نشر الرئيس الأميركي، أمس الأول، على "تويتر" صورة لما بدا أنه موقع لعملية إطلاق فاشلة لقمر صناعي إيراني مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان ذلك قد كشف أسرار عمليات المراقبة والاستطلاع الأميركية.

وأظهرت الصورة غير الملونة موقع الإطلاق في مركز للفضاء بشمال إيران بما في ذلك برج خدمات وقاذفة متنقلة وقد تعرضا للتدمير.

ورأى باتريك إدينجتون وهو محلل سابق لصور الأقمار الصناعية بوكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي.آي.إيه" أن الصورة التي بثها ترامب تبدو سرية التقطها قمر تجسس أميركي.

وانتقد نشر الصورة التي حصل عليها الرئيس من إفادة سرية عبر "تويتر" باعتبارها وسيلة غير شرعية.

وفي وقت سابق، أشار ترامب في "تغريدة" له إلى الموقع المحدد لمكان الإطلاق، قائلاً، إن الولايات المتحدة ليست ضالعة في "الحادث المأساوي أثناء الاستعدادات النهائية لإطلاق الصاروخ سفير في موقع الاطلاق رقم واحد في سمنان بإيران".

وتابع: "أطيب التمنيات لإيران وأتمنى لها التوفيق في تحديد ما حدث في الموقع رقم واحد".

وفي تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض في وقت لاحق أمس الأول، دافع ترامب عن نشره للصورة وأكد مجدداً أن الولايات المتحدة ليس لها علاقة بالحادث.

وقال ترامب "كانت لدينا صورة. قمت بنشرها وهو ما لدي الحق المطلق في القيام به"، مضيفاً أن الإيرانيين "كانوا سيطلقون صاروخاً كبيراً ولم تسر الأمور بشكل جيد. لا علاقة لنا بذلك".

وفي طهران علق وزير الاتصالات الايراني محمد جهرمي على أنباء الفشل بإطلاق القمر الاصطناعي "ناهيد" بالتأكيد على أن القمر مازال قيد التجهيز ولم يسلم لوزارة الدفاع، لكنه امتنع عن الرد على سؤال حول وقوع حادث انفجار بمنصة الإطلاق وقال إن وزارة الدفاع هي المعنية.