مواجهة محدودة بين حزب الله وإسرائيل تبعد شبح 2006

• تدمير آلية عبرية بأفيفيم... وقصف هستيري لمارون الراس وعيترون ويارون
• نتنياهو يتوعد والحريري يطلب تدخل واشنطن وباريس... و«يونيفيل» لضبط النفس

نشر في 02-09-2019
آخر تحديث 02-09-2019 | 00:11
لبنانيون يلتقطون سيلفي أثناء قصف إسرائيل لمارون الراس أمس (رويترز)
لبنانيون يلتقطون سيلفي أثناء قصف إسرائيل لمارون الراس أمس (رويترز)
وسط حال من التوتر والتأهب بين لبنان وإسرائيل بسبب مواجهة بدأت قبل نحو أسبوع باستهداف طائرتين مُسيرتين لمعقل "حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية، ارتفعت سخونة الموقف أمس، كما كان متوقعاً، باختراق جديد للمجال الجوي اللبناني، وإسقاط مواد حارقة على الحدود، أعقبه قصف هستيري بأكثر من 100 قذيفة على قرى مارون الراس وعيترون ويارون، رداً على تدمير آلية عسكرية بمنطقة أفيفيم اليهودية.

ورغم مخاوف اللبنانيين من الانجرار إلى "حرب بالوكالة" وتكرار سيناريو حرب تموز 2006، التي كانوا فيها الخاسر الأكبر، عاد الهدوء سريعاً إلى المنطقة مع انتهاء القصف وإعلان الجيش الإسرائيلي وقف تبادل إطلاق النار.

وفي حين تناقلت وسائل إعلام مقربة من حزب الله وتل أبيب أنباء عن عدم وجود نية للتصعيد، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس أن "حزب الله نفذ هجوماً تكتيكياً، لكنه أخفق في إسقاط ضحايا"، مضيفاً أن "الاشتباك على الأرض انتهى، لكن الموقف الاستراتيجي لا يزال قائماً، وقوات الدفاع لا تزال في حال تأهب قصوى".

وغداة تعهد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله للمرة الثانية بالانتقام لعملية الضاحية، تبنى حزبه عملية تدمير الآلية الإسرائيلية، في حين تحدثت معلومات عن استهداف قائد فرقة الشمال أفيف كوخافي خلال تفقده الجبهة الشمالية للإشراف على جاهزية الجيش الإسرائيلي.

وأكد "حزب الله"، في بيان، أنه "عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر الأحد بتاريخ 1 سبتمبر 2019، قامت مجموعة بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم وقُتِل وجُرِح مَن فيها".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن "عدة صواريخ مضادة للدبابات أطلقت من لبنان باتجاه قاعدة عسكرية ومركبات للجيش"، مضيفاً: "ثبت وقوع عدد من الإصابات وردت القوات الإسرائيلية بعشرات القذائف على قريتي مارون الراس ويارون الحدوديتين في قضاء بنت جبيل، وأهداف في الجنوب اللبناني".

وأصدر الجيش أوامر بفتح الملاجئ في المستوطنات، التي تبعد 4 كلم عن الحدود مع لبنان، وأعلن حال الطوارئ في مستشفيات الشمال، فضلاً عن إغلاق الطريق المجاور للسياج الحدودي.

وفي وقت سابق، أفاد الجيش اللبناني بأن "مُسيرة إسرائيلية خرقت الأجواء اللبنانية من فوق مزرعة بسطرة، وألقت مواد حارقة على أحراج السنديان في المنطقة، مما أدى إلى نشوب حريق"، الذي أكدت إسرائيل أنه "بدأ بسبب عملياتها في المنطقة".

وبينما طلب رئيس حكومة لبنان سعد الحريري من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون "التدخل مع المجتمع الدولي لمواجهة تطورات الأوضاع على الحدود الجنوبية"، قطع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعه في القدس مع رئيس هندوراس خوان أورلاندو هرنانديز، وعقد اجتماعاً عاجلاً مع كبار قادة الأجهزة الأمنية في وزارة الدفاع، وتوعد لبنان بدفع الثمن.

وفي كلمة مباشرة، أكد نتنياهو عدم وجود أي إصابة، أو حتى خدش، في صفوف قواته من جراء هجوم "حزب الله"، مشدداً على أنه سيحدّد التحرك المقبل على الحدود مع لبنان وفقاً لتطور الأحداث.

وفي حين دعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) جميع الأطراف المعنية إلى "ضبط النفس"، أرسلت إسرائيل قوات إضافية قرب الحدود، التي ظلت هادئة إلى حد كبير منذ آخر حرب خاضها الجانبان واستمرت شهراً في 2006.

وفي ظل تهديدات "حزب الله"، تحدث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن استنفار حدودي وتعزيز قوات الجيش خلال الأسبوع المنصرم جاهزيتها، براً وجواً وبحراً، وفي المجال الاستخباري، استعداداً لسيناريوهات متنوعة في القيادة الشمالية وفرقة الجليل.

back to top