هل موجة الصعود الأخيرة في أسعار النفط مبررة؟
بعد انخفاض أسعار النفط بنحو 10 دولارات للبرميل منذ ربيع هذا العام، يبدو أنها الآن في مسار صعودي جديد على الرغم من المخاوف المستمرة من تسبب الحرب التجارية في ركود، أو أن يؤدي الخلاف بين إيران وأميركا إلى الحد من الإمدادات، بحسب تقرير لـ"فوربس".من 51 دولاراً للبرميل قبل ثلاثة أسابيع، تعافى سعر خام "نايمكس" إلى أكثر من 56 دولاراً للبرميل "أنهى تعاملات الجمعة قرب 55 دولارا"، حيث اعتقد البعض أنه في الجلسات الأخيرة من هذه الأسابيع الثلاثة، والتي تسبق يوم العمال في الولايات المتحدة، سيهدأ هذا الاتجاه بفعل ضعف التداولات.
توقعات بتراجع الإمدادات
• يشير فحص عدد من المؤشرات المالية إلى أن الحركة الأخيرة للنفط تستند إلى أسس سليمة، (على الأقل بقدر ما يمكن أن يحدث لتحركات أسعار النفط) وأولا وقبل كل شيء، انتقل السوق إلى حالة "الميل إلى التراجع".• هذه الحالة هي عادة ما تكون علامة على توقع المتداولين نقص المعروض، وجاء التحول إليها، بعدما سيطرت على المشهد العام لسوق النفط خلال العام الماضي، قبل أن يتحول إلى حالة "كونتانغو" في وقت سابق من العام الحالي.• هناك فرق بين قيمة العقد المستقبلي لشهر قادم والعقد الذي يحين موعده بعد 4 أشهر، ويعني الرقم الموجب فيه أن العقد القريب مرتفع، وأن السوق في حالة "ميل إلى التراجع، فيما يشير الرقم السالب إلى أن العقد القريب منخفض، وأن السوق في حالة "كونتانغو".• مؤشر آخر لا يبدو أنه يلقى اهتمامًا كافيًا، هو الفرق السعري بين خامي "برنت" و"نايمكس"، حيث كان الثاني أعلى من الأول بنحو دولارين قديماً، لكن هذا الأمر تغير منذ ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة.• كلما تعاظمت وفرة إمدادات خام "نايمكس" زاد الفارق بينهما، الأمر الذي يشجع على تصدير الخام الأميركي، ويحد من واردات الولايات المتحدة، لكن على أي حال، انخفض هذا الفرق بشكل حاد إلى 5 دولارات حاليًا من 10 دولارات فقط قبل ثلاثة أشهر.المخزونات الأميركية
• يمكن ملاحظة بعض التغيرات على واردات الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، إذ تشير أحدث البيانات إلى انخفاض مشتريات البلاد من النفط الخام بأكثر من مليون برميل يومياً، مقارنة بالعام الماضي.• في الوقت نفسه، ارتفعت الصادرات من النفط مع تعافي قدرة خطوط الأنابيب في منطقة الحوض البرمي، ما يعني انخفاضًا كبيرًا في مخزونات الخام الأميركية، والتي تزايدت بشكل مستمر فترة من الوقت.• إجمالي مخزونات الخام الخاصة (باللون البرتقالي)، وتلك الموجودة في مركز التخزين الرئيسي في كوشينغ (باللون الأزرق)، وكلاهما يتحرك هبوطياً بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة.• بطبيعة الحال، انخفاض المخزونات الأميركية يقلل من الفارق السعري بين خامي "برنت" و"نايمكس"، وهذا الانخفاض السعري بدوره يحد من الواردات، ما يسهم في تعميق الانخفاض الحاصل بالمخزونات.• رغم أن فارق الخمسة دولارات للبرميل يبدو أنه يثبط الصادرات، فمن المرجح أن تظل صادرات النفط الخام في الولايات المتحدة رابحة إلا إذا انخفض الفرق إلى أكثر من ذلك.المعيار الأميركي
• البيانات حول المخزونات العالمية إما تصدر متأخرة أو أنها غير متوافرة، مما يعني أن المتداولين غالباً ما يركزون على بيانات النفط الأميركية الأسبوعية بشكل أكبر مما قد يبدو مبرراً.• لكن في الواقع، تعكس الولايات المتحدة صورة عما يحدث في السوق الأوسع نطاقاً، فإذا كان السوق العالمي في حالة تخمة، فإن الصادرات الأميركية ستكون أقل والواردات أعلى.• يمثل الانخفاض الحاد في المخزونات الأميركية، مؤشراً على أن السوق العالمي يشهد تراجع الإمدادات مؤخرًا، ورغم أن الركود العالمي ربما يؤدي إلى عملية زيادة المخزونات مجددًا، ففي الوقت الحالي على الأقل يبدو أن الاتجاه الصعودي مدعوم بشكل جيد من قبل البيانات المتوافرة.