على الولايات المتحدة مواجهة إيران المتعطشة للسلطة!
مع مرور كل أسبوع، يزداد التركيز على الاستراتيجية الإيرانية المبنية على مضايقة المجتمع الدولي ومحاولة نشر المخاوف في أسواق الطاقة، لكن من دون اتخاذ خطوة استفزازية كفيلة بافتعال ردة فعل قوية.إيران قوة راديكالية وتُعتبر أول دولة راعية للإرهاب في العالم، كما أنها جهة مخادعة تتكل على بلدان ضعيفة يسهل أن تستسلم للابتزاز، ويحاول قادة النظام ادعاء القوة، لكنّ استراتيجيتهم تعطي نتيجة عكسية.عملياً، تبدو إيران ضعيفة، لكنها تعمد إلى اقتحام السفن التي تعبر المياه الدولية بطريقة غير قانونية وتصادرها مقابل فدية سياسية أو دبلوماسية أو مالية، إنه التكتيك الذي استعمله القراصنة الصوماليون طوال سنوات، قبل أن تضع فرقة عمل بحرية دولية حداً لعملياتهم.
قد يعتبر البعض أن هيمنة الولايات المتحدة على قطاع الطاقة تنفي الحاجة إلى وجود أميركي في المنطقة، لكنه تحليل خاطئ! يجب أن تقود الولايات المتحدة جهوداً متعددة الجوانب لمنع أي تحركات غير قانونية إضافية، لأن حرية الملاحة والتفوق الجيوسياسي واستقرار أسواق الطاقة عناصر محورية بالنسبة إلى الأمن القومي الأميركي، ويطرح السلوك الإيراني تهديدات عليها كلها.تَقِلّ العوامل التي تساوي بأهميتها حرية الملاحة لضمان الأمن القومي الأميركي. يدرك الرئيس دونالد ترامب هذا الواقع، ولطالما أرسل سفناً أميركية إلى بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، حيث أثارت بكين استياء الكثيرين بسبب مطالبها ونشاطاتها التي تتحدى النظام العالمي. وإذا لم تطلق الولايات المتحدة تلك الجهود بنفسها فستفهم الدول غير الليبرالية أن السياسات الأميركية لم تعد عالمية، وستكون التداعيات حادة وطويلة الأمد. من المتوقع أن تسارع الصين وروسيا إلى ملء هذا الفراغ القيادي، مما يفيد شريكتهما إيران ويهدد أمن العالم، وفي الوقت نفسه، سيضعف شركاء الأميركيين في المنطقة، على غرار إسرائيل، بسبب عدم استعداد واشنطن لتولي دور القيادة. حذّرت الأوساط الاستخبارية الأميركية في أحدث "تقييم للتهديدات العالمية" من تورط بكين وموسكو في "سباق على التفوق التكنولوجي والعسكري"، و"تقرّبهما من بعضهما أكثر من أي مرحلة أخرى منذ منتصف الخمسينات". سيكون الغياب الأميركي من المنطقة كفيلاً بمضاعفة الطموحات الصينية والروسية إذاً.كذلك، قد تتعرض أسواق النفط والغاز لصدمة مفاجئة، فيدرك الرئيس ترامب وأعضاء فريقه أن أي جهد تقوده الولايات المتحدة يضمن استقرار أسواق الطاقة وأمنها، مما يؤدي إلى انعكاسات إيجابية واضحة على الاقتصاد والمستهلكين والشركات في الولايات المتحدة. هم يعرفون أيضاً أن كبح أي تهديد مسؤول عن اضطراب الأسواق سيُحرر استثمارات شركات الطاقة الأميركية ويجعلها تتابع توسيع الحصة الأميركية في أسواق الطاقة العالمية.تكثر التقارير الحديثة التي تذكر أن إدارة ترامب تُسرّع الخطط الرامية إلى تشكيل تحالف عسكري لحماية المساحات المائية من إيران واليمن، لكن يشهد الوضع تدهوراً سريعاً. على الرئيس المعروف بصرامة مواقفه أن يتخذ هذه الخطوة فوراً.يبذل حلفاء، مثل البحرين، قصارى جهدهم للتصدي للتهديدات الإيرانية في الخليج عبر تنظيم مؤتمر الأمن البحري العالمي هذا الخريف، لكن إذا انتظرنا حتى ذلك الوقت، قد يفوت الأوان على التحرك. كذلك، يجب أن يتعاون ترامب مع المملكة المتحدة التي انضمّت حديثاً إلى التحالف لتشجيع بلدان أوروبية إضافية على المشاركة. يُفترض ألا تتمكن إيران من استغلال "خطة العمل الشاملة المشتركة" لتدمير الوحدة العابرة للأطلسي. لا تسعى الولايات المتحدة إلى مواجهة إيران، لكنها لا تستطيع التهرب من مسؤولياتها لحماية مصالحها الوطنية. للتصدي لتكتيك العصابات هذا، يجب أن تتعاون معها أهم قوة بحرية في العالم وأبرز حلفاء الأميركيين لكبح اعتداءات طهران.إيران دولة متعطشة للسلطة ونشر الخوف، لذا يجب أن تحارب الولايات المتحدة وحلفاؤها قدرة طهران على تحقيق هذين الهدفَين، وما لم يتم تقييد النظام، يسهل أن يقترب من تنفيذ طموحاته وأن تميل الولايات المتحدة إلى الانسحاب. يرتكز التعامل مع العدائية الإيرانية على لعبة "لا غالب ولا مغلوب". بالتالي، ما من حل وسطي يسمح للبلدين المستقلَين، بقيادة واشنطن من جهة والنظام الإيراني من جهة أخرى، بتحقيق الفوز. لذا يجب أن تتراجع طهران عن ميلها إلى متابعة انتهاك القانون الدولي فوراً، قبل وقوع أخطاء فادحة وسقوط الضحايا.* "مارك والاس وفريد زيدمان *