في خطوة تهدف لتعزيز وجودها العسكري ضمن مهمة حماية الملاحة بقيادة الولايات المتحدة قبالة السواحل الإيرانية، تستعد لندن لإرسال طائرات مُسيّرة «درون» إلى منطقة الخليج، وسط حالة التوتر مع طهران، التي تحتجز ناقلتها النفطية منذ يوليو الماضي.

ونقلت شبكة «سكاي نيوز» عن ضابط كبير في البحرية البريطانية أن الطائرات المسيرة ستساعد في عمليات الاستطلاع في حين تواصل السفن الحربية البريطانية مرافقة الناقلات التي ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز.

Ad

ولدى سلاح الجو الملكي البريطاني عدد من طائرات «ريبر» المسيرة متمركزة في الكويت للقيام بعمليات في أجواء العراق وسورية.

وقالت القناة، إنه يمكن تكليف هذه الطائرات بمهام أخرى «إذا جرى اتخاذ قرار بنشر طائرات مسيرة في الخليج». ودعت لندن الجمعة الماضية إلى دعم واسع للتصدي لتهديدات الشحن.

في المقابل، هدد «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، بأن «طهران ستوجه ضربات مدمرة لكل من يشجع أعداءها على أي حرب»، مشيراً إلى أن «خمسة جيوش في المنطقة تقف إلى جانبها عقائدياً ومعنوياً».

وقال نائب قائد مقر «خاتم الأنبياء» في «الحرس الثوري» العميد قادر رحيم زادة، إن «الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، هو ابن الثورة الإيرانية، وحركة أنصار الله الحوثية تضم مليون مواطن يمني مقاوم وثوري يقفون إلى جانب إيران من حيث العقيدة».

وأضاف أن «ما أنفقته إيران في سورية وعلى محور المقاومة خلال السنوات الـ 10 الماضية، يخدم أولاً الأهداف المقدسة للجمهورية الإسلامية ومصالح شعبها، وهو مبلغ زهيد إزاء ما تحقق من إنجازات سياسية وأمنية ودفاعية لإيران».

ولفت زادة إلى أن «طهران أبلغت دول الجوار بأنها ستضرب أي موقع تتم مهاجمتها منه»، مشيراً إلى «السفن التجارية وناقلات نفط الأعداء وأصدقائه ستكون تحت سيطرتنا في أي حرب، والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة تحت مرمى نيران إيران».

«صندوق باندورا»

إلى ذلك، نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وجود فرصة لإعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني، مستبعداً إعادة فتح ما وصفه بـ«صندوق باندورا»، مما يشير إلى «صندوق كل الشرور».

وجدد ظريف خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس، رفض التفاوض بشأن الاتفاق النووي الذي يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إبرام بديل شامل له.

وقال إن إيران ستزيد من تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق المبرم عام 2015 إذا أخفقت الأطراف الأوروبية الموقعة عليه في حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأميركية.

وأضاف: «لا معنى لمواصلة الالتزام بالاتفاق من جانب واحد إذا لم نتمتع بالفوائد التي وعدت بها الأطراف الأوروبية في الاتفاق».

من جانب آخر، أكد ظريف أنه لا يمكن تحقيق الأمن الإقليمي إلا من خلال التعاون بين دول الخليج.

وجدد ترحيب طهران باقتراح روسي لتأمين المنطقة، مشيراً إلى أن «علاقاتنا مع روسيا في أفضل حال في الفترة الأخيرة، ونحن على تنسيق وثيق بشأن القضايا الإقليمية».

ولاحقا، نقلت وكالة «تاس» عن ظريف قوله إن روسيا وإيران ستجريان تدريبات بحرية مشتركة في المحيط الهندي.

خطة شاملة

من جهته، قال لافروف: «بالتأكيد، الوضع مثير للقلق. الاتفاق، الذي أطلق عليه خطة العمل الشاملة المشتركة لتسوية البرنامج النووي الإيراني، وصفه جميع أعضاء المجتمع الدولي، دون استثناء، بالإنجاز البارز للدبلوماسية الدولية في العقود الأخيرة، وليس فقط من حيث ضمان تهدئة الوضع حول إيران، في منطقة الخليج، ولكن أيضاً من حيث أهميته في تعزيز نظام عدم الانتشار النووي».

وشدد الوزير الروسي على اعتزام بلاده وإيران اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية العلاقات الاقتصادية من العقوبات الأميركية. وتابع: «نعتقد أن الوضع حول اتفاق إيران النووي نتيجة مباشرة لسياسة واشنطن الهدامة»، متهماً الأميركيين بإجبار طهران على انتهاك الالتزامات «المنصوص عليها في الاتفاق النووي».

ورأى لافروف أن واشنطن وبعض حلفائها في الشرق الأوسط يحاولون استفزاز إيران، مشدداً على ضرورة حل المشاكل في الخليج وبين دول المنطقة عن طريق الحوار.

تقارب فرنسي

وفي وقت يقوم وفد إيراني ببحث مقترحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاحتواء التوتر بين طهران وواشنطن والحفاظ على الاتفاق النووي في باريس، أشار المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إلى تقارب في وجهات النظر بين إيران وفرنسا فيما يتعلق ببرنامج طهران النووي، خصوصاً بعد مكالمات هاتفية بين الرئيس حسن روحاني ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وشدد على أن «الالتزام مقابل الالتزام»، هو الاستراتيجية التي تعتمدها إيران حالياً.

في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن طهران مستعدة لاتخاذ «خطوة أقوى» في تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إذا لم تتحرك الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق، لكنه أكد رغبة بلاده في منح الدبلوماسية فرصة جديدة.