قادة إيرانيون بمرمى «الفساد» والاعتقالات بموافقة خامنئي

طهران تسلح «حزب الله» و«حماس» بصواريخ دقيقة

نشر في 03-09-2019
آخر تحديث 03-09-2019 | 00:13
لبناني يراقب إسرائيل من «حديقة إيران» بمارون الراس أمس (أ ف ب)
لبناني يراقب إسرائيل من «حديقة إيران» بمارون الراس أمس (أ ف ب)
بعد نحو أسبوع من اعتقال نجل القائد العام للجيش الإيراني السابق عمار صالحي بتهمة تلقي رشوة ضخمة، أفاد مصدر في قيادة الأركان بأن السلطات القضائية العسكرية أوقفت عدداً من كبار قادة وضباط القوات المسلحة العاملين أو المتقاعدين، ومعظمهم من «الحرس الثوري»، بتهمة الفساد الاقتصادي خلال الأسبوعين الماضيين وسط تكتم شديد.

ورفض نجل صالحي في المحكمة، أمس، اتهامه بتلقي 110 ملايين دولار كرشوة لتسهيل معاملات لبنك «سرمايه»، مؤكداً أنه حصل على تلك الأموال عبر مشاريع تجارية ليس لها أي علاقة بإدارة المصرف التي ادعت أنها دفعت الرشوة.

وأشار المصدر إلى أن متهمين من مصرف «سرمايه» وآخرين من مصرف «حكمت» ادعوا خلال محاكمتهم أنهم كانوا يعملون كوسطاء لعدد من كبار ضباط «الحرس» والقوات المسلحة أو مقربين منهم، وعلى هذا الأساس أمرت المحكمة العسكرية باعتقالهم بعد الحصول على وثائق تثبت تورطهم.

وأضاف أن أمر الاعتقال بحق القادة الكبار جاء بعدما قام المرشد الأعلى علي خامنئي شخصياً بتأييد طلب المحكمة، موضحاً أن رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي أخذ توقيع المرشد لتنفيذ الأمر بشكل مباشر.

وواجهت إجراءات رئيسي، الذي يتهمه البعض بالسعي لخلافة المرشد، معارضة من ساسة في مقدمتهم رئيس الجمهورية حسن روحاني.

إلى ذلك، علمت «الجريدة»، من مصدر في وزارة الدفاع الإيرانية، أن طهران زودت «حزب الله» اللبناني و«الحشد الشعبي» العراقية وحركتَي «حماس» و«الجهاد» الفلسطينيتين بآلاف الصواريخ الدقيقة القصيرة والمتوسطة المدى والطائرات المسيرة من دون طيار (درون) رداً على سلسلة الضربات التي يعتقد أن إسرائيل شنتها على مخازن الفصائل العراقية الموالية لها.

وشدد المصدر على أن التحرك الإيراني جاء بعدما اعتبر قادة طهران أن الضربات التي اقتربت من حدود الجمهورية الإسلامية تخطت خطاً أحمر ضمن تفاهماتهم مع روسيا بشأن ضبط الصراع مع الدولة العبرية في المنطقة.

وأوضح أن عدداً من الصواريخ «أرض ـــ جو» و«أرض ـــ بحر» حديثة جداً، لافتاً إلى أن الخطوة غير المسبوقة، والتي كان من المفترض أن تمتنع عنها طهران وفق التفاهمات الروسية، تأتي ضمن تحضيرات لـ «مفاجئة كبيرة» رداً على تل أبيب والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن «حزب الله» استطاع تهريب عدد من الصواريخ إلى حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، الأمر الذي يهدد باستهداف مناطق حساسة داخل إسرائيل يمكنها إحداث دمار كبير مثل مخازن المواد الكيماوية أو الغاز أو محطات الوقود.

ولفت إلى أن الروس بدأوا اتصالات مكثفة خلف الكواليس لوقف التحركات الإيرانية، لكنهم لم يستطيعوا لجم الغضب الإيراني.

وفي وقت ساد هدوء حذر غداة اشتباك حدودي محدود بين «حزب الله»، اجتمع رئيس الأركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، أمس، مع قائد قوات «اليونيفيل» ستيفانو ديل كول للمرة الأولى منذ تسلمه مهام منصبه، مشدداً على أن قواته «ستبقى في حالة جاهزية لسيناريوهات متنوعة، ولن تقبل بمشروع الصواريخ الدقيقة التابع لحزب الله على الأراضي اللبنانية».

ودعا كوخافي لبنان و«اليونيفيل» للعمل على وقف مشروع الصواريخ الدقيقة وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل دقيق، مؤكداً أن «الوضع القائم اليوم لا يمكن التسامح معه».

back to top