الأسد يمكّن إيران بالساحل ولقاء ثان لإخراجها من سورية
• أنقرة لواشنطن: منطقة آمنة أو «الخطة ب»
• «النصرة» تخسر قاعدتها ودعوات حلها تتسع
وسط أنباء مؤكدة عن تمكين دمشق حليفتها الرئيسية في الحرب الدائرة من أكثر 8 سنوات من الساحل، تفرغت إسرائيل لعقد لقاء ثلاثي جديد مع الولايات المتحدة وروسيا لاستكمال خطط إخراج إيران وقواتها من سورية.
ألغى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو زيارة مهمة إلى الهند لانشغاله بالتحضير لعقد قمة أمنية ثلاثية ثانية تجمع مستشاري الأمن القومي الأميركي جون بولتون والروسي نيكولا بتروشيف والإسرائيلي مئير بن شابات.وأوضح نتنياهو، خلال اجتماع حكومته، أن هناك "جهوداً تبذل هذه الأيام لترتيب لقاء ثلاثي في القدس لممثلي إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا لمتابعة المناقشات حول إخراج القوات الإيرانية من الأراضي السورية"، مشدداً على أنه "سيواصل اتخاذ جميع الخطوات السياسية والأمنية والاستخبارية والمهنية لتحقيق أهدافه".وقال نتنياهو: "حتى العالم العربي يدرك أن العدوان الإيراني لا يهدد إسرائيل وحدها بل المنطقة بأسرها"، مضيفاً "أناشد المزيد من الدول أن تقف ضد العدوان من إيران وأقمارها الصناعية".
وفي يومي 24 و25 يونيو الماضي، استضاف نتنياهو بالقدس اجتماعات مماثلة وغير مسبوقة بين الدول الثلاث، تمحورت حول استعداد واشنطن وتل أبيب للمساعدة في تأهيل نظام الرئيس بشار السد إقليمياً ودولياً، في مقابل أن تساعد روسيا في إخراج القوات الإيرانية وميليشياتها من سورية.
مرفأ طرطوس
في المقابل، أفادت صحيفة "البعث" الناطقة باسم النظام عن مباحثات مع إيران ممثلة بشركة "خاتم الأنبياء" لتقديم دراسة لإنشاء مرفأ جديد على الساحل، يمتد من منطقة عين الزرقا شمال الحميدية بمحافظة طرطوس وبواجهة طولها نحو 2.5 كم قرب الحدود اللبنانية.وزعمت الصحيفة أن المرفأ المزمع إنشاؤه يعد وسيلة مهمة من أجل تمويل مشاريع البنية الأساسية بعيداً عن ميزانية الدولة، إذ ستتولى إيران مهمة تشغيل المشروع وإدارته بعد الانتهاء منه، مقابل مدة امتياز تمتد إلى نحو 40 عاماً.خطط تركية
إلى ذلك، كشف وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أمس، عن خطط بديلة جاهزة للتطبيق في حال عدم التزام واشنطن بوعودها بشأن المنطقة الآمنة شرق الفرات، مشدداً على أن أنقرة "قادرة على فعل ما يلزم".وقال آكار: "لدينا خطة ب وخطة ج، ولم ننس تجاربنا مع وعود الولايات المتحدة في منبج والرقة، لذلك نتابع بدقة وعن كثب التزامها بشأن المنطقة الآمنة، ولن نقبل بأي أمر من دون التدقيق بكل المعلومات المقدمة لنا". وقبل ساعات، أمطرت القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها ليل الاثنين- الثلاثاء مواقع قوات سورية الديمقراطية (قسد)، بقصف مدفعي مكثف طال مناطق انتشار هذه العناصر ذات الأغلبية الكردية المدعومة أميركياً في كل من مرعناز والمالكية وعلقمية وشوارغة وأطراف تل رفعت بريف حلب الشمالي.وفي حين شهدت أعزاز بريف حلب الشمالي انفجار دراجة نارية مفخخة في السوق التركي بالمدينة مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، أفاد المرصد السوري عن قصف متبادل على محاور غرب بلدة مارع وتصاعد وتيرة الاشتباكات على خطوط التماس بين الفصائل الموالية لتركيا والوحدات الكردية.حراك إدلب
وفي إدلب، شهدت مدن وبلدات الريف الجنوبي حراكاً شعبياً ضد جبهة النصرة سابقاً وحكومتها، في حين تسري هدنة أعلنتها روسيا والنظام السوري من جانب واحد.وخرجت تظاهرات بمدن معرة النعمان وكفرتخاريم وأريحا بريف إدلب والأتارب في ريف حلب الغربي طالبت بإسقاط النظام ونددت بـ"النصرة" وطالبتها بالخروج من المدن التي تسيطر عليها. وفي اليومين الماضيين، بدأت تظاهرات سلمية في مدينة سراقب لدفع "النصرة" إلى حل نفسها، إلى جانب الحكومة التابعة لها كي تنتهي الذريعة التي تبرر روسيا فيها حملتها العسكرية على المحافظة.ويأتي التحرك الشعبي ضد "النصرة" بعد أيام من احتجاجات شارك فيها المئات على الحدود السورية- التركية، من جهة معبري أطمة وباب الهوى، وطالبوا بفتح ممرات آمنة للمدنيين، ووقف الحملة العسكرية من جانب روسيا والنظام.دير الزور
وفي دير الزور، نفذت قوات أميركية ـ كردية عملية إنزال جوي لاعتقال نازح يقيم في قرية معيزيلة يدعى أحمد الحسون، وشهدت المنطقة حركة طيران مروحي كثيف الأباتشي وطيران "V22" الخاص بالعتاد العسكري من وإلى قاعدة حقل العمر النفطي.في غضون ذلك، ذكر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنه يركز في سورية على حماية البنى التحتية في قاعدتي حميميم وطرطوس والحفاظ على جهوزية الأسلحة والمعدات الروسية فيهما، مبيناً أن جهود تجهيز البنية التحتية للقاعدتين تأخذ في الاعتبار مختلف العوامل السلبية المحتملة، ابتداء من الظروف الجوية وانتهاء بالهجمات الإرهابية المباغتة".وقال شويغو: "يتم في قاعدة حميميم توفير كل الضروري للطيران الحربي، كما يشهد ميناء طرطوس استمرار تجهيز منشآت خدمة وصيانة سفن الأسطول البحري الروسي".
إنزال أميركي بدير الزور... وأولوية روسيا حماية قواعدها