شهدت مدينة مونتريال الكندية انطلاقة فرقة "سيرك دو سوليي"، وافتتاح عشرات الاستديوهات لألعاب الفيديو فيها، وهي تعوِّل على هذه المكتسبات لبلورة نوع جديد من عروض السيرك تنصهر فيها الفنون التقليدية والتكنولوجيات المتطورة.

وسط المرفأ القديم في كبرى مدن مقاطعة كيبيك، بين جسر جاك كارتييه الضخم على نهر سان لوران والعجلة الكبيرة، شُيِّد هذا الصيف هرمان غريبان لونهما أبيض.

Ad

وصمَّم غي لاليبرتيه، مؤسس فرقة سيرك دو سوليي، والذي أنشأ شركة جديدة باسم "لون روج"، منشأة فنية تحمل اسم "بي 1".

ويقول جان غيبير، مدير الابتكارات في "لون روج"، وهو فرنسي انتقل إلى مونتريال في مطلع الألفية للتعاون مع سيرك دو سوليي، إن "مونتريال عاصمة السيرك والترفيه".

ومشروع "بي 1" هو باكورة مشاريع الشركة الجديدة، التي تسعى إلى إحداث ثورة في مجال الترفيه، وتقدِّم أول عروضها بعنوان "أو- دولا ديزيكو" (بعيدا عن الأصداء)، وهو يستعرض خلال ساعة "التاريخ من نشأة الكون حتى بزوغ التكنولوجيا"، وفق غيبير.

ويحول الهرم إلى شاشة عملاقة لها أربع واجهات مثلثة الشكل تعرض عليها صور مجردة يرافقها صوت الراوي على خلفية موسيقى إلكترونية.

نظارات للواقع

وبالإضافة إلى هذا العرض، يتحول "بي 1" أحيانا إلى قاعة لليوغا خلال الصباح.

ومن المرتقب أن ينقل الهرمان اللذان يتسعان لنحو 600 شخص في الخريف من مونتريال إلى ميامي، مع تزويدهما بتكنولوجيا إضافية، هي نظارات للواقع المعزز تسمح بمتابعة بهلوانيين وممثلين افتراضيين.

ويقول غيبير: "نحضِّر عروضنا بالاستعانة بخبرات في مجال ألعاب الفيديو، فنكسر الحواجز بين أوساط السيرك والمسرح وألعاب الفيديو، لتشكيل نوع جديد من أساليب الترفيه".

النهج التوليفي

"بوش دريمز" مثال آخر على هذا النهج التوليفي في مجال العروض، وهو عرض يمزج بين التكنولوجيا والسرد المسرحي وفنون السيرك، وهو من تأليف فرقة "7 دوا" من مونتريال وإخراجها، ويتيح الغوص في عالم الرسام جيروم بوش، من خلال إضفاء حياة على أشهر أعماله، بواسطة تقنيات رقمية على شاشة عملاقة يتحرك وسطها بهلوانيون حقيقيون.

وقدم "بوش دريمز" في مهرجان السيرك بمونتريال في يوليو، وكل البطاقات نفدت لعروضها الجارية.

ويمكن للفرق العاملة في مونتريال أن تستفيد من فنانين "رفيعي المستوى يتمتعون بمهارات بهلوانية عالية" تدربوا في المدرسة الوطنية للسيرك، التي فتحت أبوابها في مونتريال عام 1981، وفق أنتوني فونيس، مخرج عرض شارع أعد خصيصا للمهرجان. وهو يقول إن "ميزة المدرسة الوطنية للسيرك، أنها تركز كثيرا على التقنية، فضلا عن صقل المهارات الفنية أيضا".

ويتيح هذا النهج فرصا كثيرة، "ما يدفع بعض الفنانين إلى تفضيل السيرك على المسرح أو الرقص"، بحسب نادين مارشان، مديرة مهرجان السيرك في مونتريال.