مع توصل الأحزاب والكتل النيابية إلى مقاربة لإنهاء أزمة الاقتصاد وإنعاشه، تواصلت الأزمة السياسية بين بيروت وأنقرة باستدعاء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أمس، السفير التركي هاكان تشاكل.

وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان، أنه بناء لتعليمات باسيل، استدعى مدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير غادي الخوري، تشاكل، على خلفية بيان أصدرته «الخارجية» التركية يوم الأحد تضمن تعابير ولغة لا تتطابق مع الأصول الدبلوماسية والعلاقات الودية التاريخية بين الدولتين والشعبين.

Ad

وطلب الخوري استيضاحاً حول هذا البيان وتصحيحاً واضحاً للخطأ من الجانب التركي، لتجنب سوء التفاهم، حفاظاً على العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين، ومنعاً للإضرار بها.

وبدأت الأزمة عندما تحدث الرئيس ميشال عون السبت الماضي، في الاحتفالات المرتقبة بمئوية تأسيس الدولة عن «فترة الاحتلال العثماني للبنان، وما مر به البلد من ظروف قاسية، خصوصا خلال الحرب العالمية الأولى، على نحو أودى بمئات آلاف الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة، فضلا عن استخدام العثمانيين المشانق في سبيل القضاء على روح التحرر اللبنانية».

وسرد عون للتاريخ لم يرق للأتراك الذين سارعوا وأطلقوا بياناً شديد اللهجة تعرّضت فيه لشخصه بعبارات مسيئة، مؤكدين أنه «حرّف التاريخ عبر الهذيان، والتجلي المأساوي لشغفه بالخضوع للاستعمار، والمقاربة اللامسؤولة».

من ناحية أخرى، أكد الرئيس اللبناني، أمس، أن "اللقاء الذي عقد الاثنين مع رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، خرج بورقة اقتصادية مالية لمقاربة الأزمة التي يمر بها لبنان حاليا".

ولفت الى أن "الاقتراحات التي أقرت لبدء مسيرة النهوض الاقتصادي يجب أن تأخذ طريقها الى التنفيذ، خصوصا أن المهلة قصيرة ولا تتعدى الـ6 أشهر، ليثبت لبنان قدرته على مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الراهنة، مما يعيد الثقة وينعش الحياة الاقتصادية من جديد".

في موازاة ذلك، شكّل طرح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع القاضي برحيل الحكومة الحالية وقيام حكومة اختصاصيين وتكنوقراط ضربة قوية لمجلس الوزراء، لأنه أتى من أحد أهل بيته.

فدلّ موقفه هذا على حجم التخبط والتعثر اللذين يرافقان عمل الحكومة، والى أن الأخيرة أعجز من رفع تحدي "الإنقاذ" المطلوب. ودعا جعجع إلى تغيير الطاقم السياسي الحكومي، وقال: ‏‏"لا ثقة بين الدولة والناس، ومن الضروري تغيير الواجهة والإتيان بحكومة لا تضم سياسيين"‎.

وتوجه جعجع الى عون ورئيس الحكومة سعد الحريري عبر "تويتر"، أمس، سائلاً: "هل أخذتما علما قبل أو بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، بإلغاء قرار مجلس الأمن 1701؟ وهل أنتم موافقون على ذلك"؟

وكان الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، قال في كلمة له في الليلة الثالثة من عاشوراء مساء أمس الأول، إن المقاومة كسرت أكبر خط أحمر إسرائيلي قائم منذ عشرات السنين، وثبتت المعادلة التي أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كسرها.

وأضاف: "النتيجة كانت أننا ثبتنا المعادلة، وإذا أراد نتنياهو تغيير المعادلات فنحن ثبتناها وأعطيناها قوة أكبر، ولم يعد لدينا خطوط حمر، وإذا اعتديتم فإن كل حدودكم وجنودكم على الحدود وعلى العمق وفي عمق العمق ستكون في دائرة التهديد والاستهداف".

وطلب نصرالله من الإسرائيليين "أن يحفظوا تاريخ الأحد 1 سبتمبر 2019، لأنه بداية لمرحلة جديدة من الوضع عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة للدفاع عن لبنان وسيادة لبنان وكرامة لبنان وأمن لبنان وشعب لبنان، وليس هناك خطوط حمر بعد الآن".