«كنائس النقد»... السلامي في مواجهة النقد!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
الدكتور السلامي، يبني فهمه النقدي الخاص بوجود ثلاثة أنواع من النصوص: "نص الواقع، ونص الكاتب، ونص القارئ/الناقد" ص27. وهو يرى الكاتب بوصفه عنصراً من عناصر الواقع، لكنه عنصر فاعل، عنصر خالق، يقوم بالتقاط شيءٍ من حوادث الواقع، ليعيد صياغته بشكل جديد ولغة جديدة ورؤية جديدة. وأهم ما يجب أن يتوافر في نص الكاتب، هو خروجه على السائد المستقر، وتجاوزه بواقع فني مبدع، يقدم للقارئ فهماً مغايراً لما هو سائد، ويساعده على استنباط وعي جديد يتعامل به مع ما يحيط به. كما يقدم السلامي رأياً جديداً بقوله: "بودّي أن أحرر النقد من سلطة دالة، عبر التخلي عن استخدام لفظة (نقد) بسبب ما فيها من ميل إلى سلطة الفرز والتعبير والتقويم والتجريد والنكد، واستبدالها بلفظة "قراءة" باعتبارها متضمنة لفعل مسائل لنص أول ومنتج لنص ثانٍ" ص29.إن كتاب "كنائس النقد" يقف أمام المشهد العربي الإبداعي والنقدي والثقافي وكذلك الجوائز، تاركاً مسافة كافية بينه وبين ضفاف المشهد، وبما يمنحه القدرة على الرؤية النافذة، وعلى التحليل المقنع، متناولاً بالشرح آلية الكتابة الإبداعية، وعلاقتها بالنقد، ورافعاً صوته بجراءة مشرِّحاً بنية نصوص روائية لكتّاب عرب أخذوا صيتاً كبيراً، وحازت نصوصهم جوائز لافتة. والكاتب بهذا يقدم شهادة ناجزة على مشهد النقد العربي القائم، بتعلقه بنظريات النقد الغربية دون مساءلتها، ودون مطابقة شروطها وظروف نشأتها مع طبيعة أقطار الوطن العربي. وهو يرى أن المشهد الروائي العربي القائم، صار يأخذ بفكر الكاتب نحو الجائزة أكثر مما يحرّضه على كتابة مادة إبداعية، شاهدة على الواقع ومتطلعة لغدٍ إنساني أفضل، وهذه المادة يجب أن يُنظر إليها من داخلها بقدر ما يُنظر إلى علاقتها بالخارج.عبدالدائم السلامي، يقدم كتاباً نقدياً مغايراً في بابه، وجريئاً في طرحه، وهو قبل هذا وذاك، استطاع أن يقدم متعة فكرية جد رائقة لقارئه.