أكدت أمل عبدالله ريادة عبدالعزيز حسين في مختلف المجالات الثقافية، وسعيه الدؤوب لإرساء قواعد النهضة في الكويت، من خلال تحركاته الحثيثة، التي نتج عنها إقامة وتأسيس العديد من الصروح الثقافية التي لاتزال تؤدي دورها الريادي حتى الآن. جاء ذلك ضمن تقديمها محاضرة بعنوان "مساهمات عبدالعزيز حسين في تمكين المرأة" في مركز عبدالعزيز حسين ضمن فعاليات مهرجان "صيفي ثقافي" الـ14.
من جانبها، قالت نعيمة الشايجي، في محاضرتها، إن "حسين شخصية فذة ومتميزة لا يمكن أن نعطيها حقها الذي يليق بها". وأضافت "من واقع عملي في جهاز التخطيط، وفي مجلس التخطيط، ثم في وزارة التخطيط، فإنني أركز على تجارب ومواقف شخصية تشرفت من خلالها بالعمل معه، في الفترة من 1972 حتى 1980، خصوصاً في قضايا ومواضيع مهمة تجسد بوضوح مساهماته في تمكين المرأة".وأعطت الشايجي فكرة مختصرة عن عبدالعزيز حسين رائد التنوير في الكويت، الذي ترك بصمة واضحة في مختلف المجالات الثقافية والأدبية والتنموية، وطالب بحق تعليم المرأة. وأشارت إلى الإنجازات الثقافية للراحل، أهمها إنشاء المرسم الحر للفنانين، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في 1963، وظل رئيساً له حتى عام 1985، كما ارتبط اسمه بتأسيس الكثير من الصروح الثقافية محلياً ودولياً، مثل جامعة الكويت، ومعهد الأبحاث العلمية، والهيئة العامة للجنوب والخليج العربي، وكلية العلوم التكنولوجية في القدس، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومشروع مكتبة الإسكندرية العالمي، ومعهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية في جامعة فرنكفورت، ومعهد العالم العربي في باريس.وكشفت الشايجي أن تمكين المرأة يجب أن يكون ذاتياً، بمعنى أن يكون للمرأة نفسها الاستعداد كي تكون لها بصماتها وآثارها على محيطها الخارجي من خلال سعيها لإثبات وجودها، وتأكيد قدرتها في تطوير نفسها، كي يقتنع بها الآخرون. ولفتت إلى أن بعض تجاربها الشخصية مع حسين تعتبر مهمة، وهي المواقف التي أقرها وساهم فيها حينما كان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ومنها موضوع يتعلق بمكتب المعونة الفنية التابع لمجلس التخطيط سابقاً، ثم تأسيس الإدارة العامة للتعاون الفني في وزارة التخطيط، وترشيحه للشايجي وقتئذ لمنصب وكيل مساعد لشؤون التعاون الفني في وزارة التخطيط، كأول امرأة كويتية تُرشح لهذا المنصب، بالإضافة إلى دعمها في وضع تقرير الكويت الوطني للمؤتمر الوزاري للعلوم والتكنولوجيا في الدول العربية، الذي عقد في مدينة الرباط بالمغرب، تمهيداً لعقد المؤتمر الدولي في فيينا فيما بعد، ودوره في دعمها لتكون ضمن مجلس الإدارة التأسيسي للنادي العلمي، ثم ترشيحها كمدير عام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، والدور المساند في إدارة تخطيط البيئة في وزارة التخطيط، وتكليفها القيام بمهام إدارتها، ثم تكليفها بأن تكون أمينة سر اللجنة العليا لحماية البيئة.
إنجازات في الحياة الثقافية
من الإنجازات التي قام بها عبدالعزيز حسين، ولها أثرها الكبير في الحياة الثقافية الكويتية، إنشاء مجلة البعثة عام 1946 في القاهرة، وقد رأس تحريرها، وكانت المجلة تتكلم عن أحوال الطلبة الكويتيين في القاهرة. وعملت المجلة في ذلك الوقت على إفراد صفحات للكاتبات مثل غنيمة المرزوق، بدرية الغانم، وبثينة محمد جعفر بأسمائهن الصريحة، وساعد صالح العجيري على طبع تقويم له لعام 1951 في عام 1949 في بيت الكويت بالقاهرة.