«ميدان التحرير» يتزيّن بمسلة الملك رمسيس الثاني

في إطار خطة لتحويله إلى مزار أثري بالقاهرة

نشر في 05-09-2019
آخر تحديث 05-09-2019 | 00:00
يستعد ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية للظهور في حلة جديدة، ذات طابع فرعوني يعكس تاريخ مصر وحضارتها القديمة، بعدما تقرر نقل إحدى المسلات الفرعونية الخاصة بالملك رمسيس الثاني من منطقة صان الحجر الأثرية في محافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) لتستقر وسط الميدان الشهير ذي الصيت العالمي الذي شهد ثورتي يناير 2011، ويونيو 2013.
في خطوة مهمة تعكس اهتماماً كبيراً بالسياحة الأثرية، وفي إطار خطة تستهدف إبراز حضارة مصر الفريدة للعالم، نقلت وزارة الآثار المصرية قبل أيام، أجزاء من إحدى مسلات الملك رمسيس الثاني من منطقة «صان الحجر» الأثرية في محافظة الشرقية إلى القاهرة، للبدء في أعمال ترميمها وتجميعها تمهيداً لإقامتها وعرضها في ميدان التحرير، أحد أشهر الميادين في مصر والعالم، وسط سيناريو عرض وتصاميم جديدة لتجميل الميدان.

وحظى الميدان بتطوير وتجميل في أعقاب تعرض كعكته الحجرية للتشويه إبان ثورة شعبية قام بها المصريون في الخامس والعشرين من يناير عام 2011، حين احتشد الملايين منهم لإطاحة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكن ثورة أخرى أوقدها الشعب في 30 يونيو 2013، أعقبها إلباس الميدان الأشهر في مصر حلة جديدة تمثلت في تزيين الكعكة الحجرية بالزهور وكسوتها بالحشائش الخضراء، بينما توسط العككة مسار طويل في نهايته يرفرف علم البلاد.

ومن المتوقع أن تتم إزالة العلم المصري، تمهيداً لوضع المسلة الفرعونية بدلاً منه، في خطوة ترمز إلى تاريخ مصر القديم، وتبرز أهمية الميدان بالنسبة للمصريين، كونه شاهداً على أحداث مهمة في تاريخها المعاصر أيضاً، وعلى الطريقة ذاتها التي تجملت بها ميادين أوروبية وخاصة في فرنسا وإيطاليا التي نُقلت إليها مسلات فرعونية في فترات تاريخة سابقة، أشهر ميدان كونكورد في باريس.

عملية النقل

إلى ذلك، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، أن عملية النقل تمت وسط إجراءات أمنية من قبل شرطة السياحة والآثار، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية في إطار خطة الحكومة المصرية لتطوير ميدان التحرير واهتمامها بإظهاره في أبهى صورة، ليكون مزاراً جديداً ضمن المزارات الأثرية والسياحية في مدينة القاهرة، وستخضع أجزاء المسلة إلى أعمال الترميم والتجميع على يد فريق عمل من مرممين وزارة الآثار في القاهرة، تمهيداً لإقامتها لتُزين ميدان التحرير.

ثمانية أجزاء

من جانبه، أشار مدير المكتب العلمي للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد الصعيدي، إلى أن المسلة في منطقة صان الحجر الأثرية كانت مقسمة إلى ثمانية أجزاء، منها الجزء العلوي على شكل «بن بن» (هريم)، حيث سيبلغ ارتفاعها مكتملة بعد تجميعها لأول مرة نحو 17 متراً ويصل وزنها إلى نحو 90 طناً، وهي منحوتة من حجر الغرانيت الوردي وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك رمسيس الثانى واقفاً أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة للملك.

المرحلة الأولى

وانتهت وزارة الآثار في شهر سبتمبر الماضي من أعمال المرحلة الأولى لمشروع تطوير منطقة صان الحجر الأثرية، إذ تولت ترميم وتجميع وإقامة مسلتين وعامودين وتمثالين في معبد رمسيس الثاني وترميم ورفع بعض الأجزاء الأثرية الملقاة على الأرض منذ اكتشافها على مصاطب لحمايتها، كما بدأت أيضاً أعمال المرحلة الثانية لترميم وتجميع وإقامة عدد آخر من المسلات والتماثيل والأعمدة في منطقة صان الحجر، التي تعد أحد أهم المواقع الأثرية في محافظة الشرقية ودلتا مصر عموماً.

كفاءة الخدمات

وقبل أشهر تم إطلاق مشروع التعاون المصري الفرنسي لرفع كفاءة الخدمات في المنطقة، إذ استطاعت فرنسا توفير مبلغ كبير لتمويل مشروع التطوير الذي سيشمل إقامة مركز للزوار في المنطقة لتقديم الإرشادات والتسهيلات للزائرين، إلى جانب وضع لوحات إرشادية وإنشاء صفحات إلكترونية تقدم مزيداً من المعلومات والصور الأرشيفية لتاريخ اكتشاف المنطقة.

رمسيس الثاني

ويعد رمسيس الثاني ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشرة، وكان والده الملك سيتي الأول وُلد عام 1303 قبل الميلاد، وحكم مصر مدة 67 عاماً من 1279 ق.م حتى 1212 ق.م، وصعد إلى الحكم وهو في أوائل العشرينيات من عمره. ظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عاماً، إلا أنه على الأغلب توفي في أوائل تسعيناته.

ارتفاع المسلة بعد التجميع سيبلغ نحو 17 متراً ويصل وزنها إلى 90 طناً
back to top