نسمات من الطرب الأصيل محملة بعبق الماضي الجميل هبت على مسرح عبدالحسين عبدالرضا فأطربت القلوب قبل الآذان وحلقت بأرواح عشرات من الجمهور الذي توافد بكثافة لمتابعة إبداعات فرقة «عشاق الطرب» التونسية تحت مظلة مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ 14 الذي يختتم فعالياته مساء اليوم.

وشهد الحفل حضورا كبيرا من مختلف الجاليات المقيمة على أرض الكويت، تقدمهم قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي وعشاق الطرب والفن الجميل ممن تهفو أنفسهم للكلمة الأصيلة واللحن العذب.

Ad

وتتألف الفرقة من مجموعة محترفة من الموسيقيين الذين أبدعوا عزفا على الآلات الشرقية بمعية ثلاثة مطربين، هم غسان بن حليمة وأُنس بوقطاية ووليد بوزيد، وأسست الفرقة عام 2008 تحت إشراف وتنسيق عام رائدة القطي شقرون، وجميع منتسبيها من خريجي المعهد العالي للموسيقى بصفاقس، وأغلبهم بصدد الحصول على درجة الدكتوراه في مختلف اختصاصات علوم الموسيقى، ولمجموعة عشاق الطرب العديد من المشاركات في فعاليات عدة مثل مهرجان الشيحة الدولي في صفاقس ومهرجان المدنية بسوسة وفعاليات السياحة الصحراوية.

كامل العدد

وفي تمام الثامنة والنصف مساء أمس الأول رفع القائمون على مسرح عبدالحسين لافتة كامل العدد قبل ان يعتلي أعضاء الفرقة المسرح، كل منهم يحتضن آلته الموسيقية، وعلى محياهم ابتسامة ثقة ممزوجة بسعادة لقاء الجمهور الذي بدا متفاعلا منذ الوهلة الأولى، وما هي إلا دقائق حتى انطلق الحفل الذي شهد 19 مقطوعة موسيقية وأغنية بمعزوفة امازيغ من ألحان فراس العلي، ثم تابع الحضور بشغف مقطوعتين من التراث التونسي، هما "أش دعاني وحرمت بيك نعاسي"، قبل أن يتقدم الفنان غسان بن حليمة ليستعرض إمكانات صوته بمزيج من التراث الجزائري تضمن أغنيات "وحد الغزيل" و"علاش تحير فيا" من كلمات رضا الخويني وألحان زياد غرسة، و"حديث عشقي"، وأخيرا "حبك كم عياره"، وهي من أشعار شاهر خضرة ومنصف الوهابي، وألحان سمير العقربي، ليستحق بن حليمة تحية الجمهور على ما قدم من لون فني قلما يجد طريقه إلى عشاق الغناء.

حنجرة ذهبية

أما الفقرة الثانية، وهي الأبرز في تلك الأمسية، فكانت من نصيب الفنانة التونسية صاحبة الحنجرة الذهبية أنس بوقطاية، التي صالت وجالت بصوتها لتقدم درر الطرب المصري، وكانت البداية مع واحدة من روائع كوكب الشرق أم كلثوم بأغنية "هذه ليلتي"، التي سطر كلماتها جورج جرداق ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكسبت أنس ثقة الجمهور بأغنيتها الأولى قبل أن تمضي بثقة كبيرة في رحاب أعمال كوكب الشرق وتقدم بعد ذلك أغنية "حبيبي يسعد أوقاته" للشاعر محمود بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد لتنتقل بعد ذلك لواحدة من أشهر أغنيات الفنانة نجاة الصغيرة "أما براوة"، التي كانت مادة خصبة لكل فنان باحث عن الوصول لقلوب الجمهور لتشدو بها أنس بتمكن.

وعادت الفنانة الشابة إلى الإرث التونسي وغنت "شرع الحب" من كلمات مصطفى خريف وألحان خميس ترنان، وتلتها أغنية "ربي عطاني" للحسن الشاذلي، ومن ألحان خميس ترنان، وختمت وصلتها بأغنية "فوق الشجرة" من أشعار محمد العربي الكبادي، وألحان خميس ترنان.

مسك الختام

ويمر الوقت سريعا على كل من حضر هذه الليلة الاستثنائية لنقترب من الختام، الذي ازدان بطلة الفنان وليد بوزيد الذي سيتذكره الجمهور طويلا لما يملكه من إحساس بالكلمة المغناة، فكان موفقا عندما قدم مزيجا من روائع عبدالحليم حافظ وسعاد محمد وهدى سلطان، فتابع الحضور بشغف وحماس "أي دمعة حزن لا" و"حاول تفتكرني" و"زي الهوى" وثلاثتها من تأليف محمد حمزة وألحان الموسيقار بليغ حمدي، و"إن كنت ناسي" من تأليف محمد علي أحمد ومن ألحان رياض السنباطي، و"وحشتني" من كلمات صلاح فايز وألحان خالد الأمير، وكان مسك الختام "دويتو" رائع للفنانة أنس والفنان وليد مع أغنية "ابعاد كنتم" لفنان العرب محمد عبده، التي سطر كلماتها الشاعر الراحل فائق عبدالجليل ولحنها الموسيقار يوسف المهنا.