الكويت في مجلس الأمن
ما زالت الكويت عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي للسنة الثانية والأخيرة، ففي نهاية هذا العام تنتهي عضويتها التي استمرت عامين، وهذه هي المرة الثانية التي تفوز فيها الكويت بعضوية مجلس الأمن، وإن تبوؤ الكويت لهذا المنصب الدولي الرفيع جاء لسمعة الكويت كمحبة للسلام واحترامها للمواثيق الدولية وأسلوبها في مساندة فض المنازعات بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وجاء ذلك نتيجة سياسة الكويت الخارجية المعتدلة ودفاعها عن القضايا العادلة، ومنها القضية الفلسطينية، ومساعدة الدول وقت الحاجة والأزمات، ورغم السياسة الثابتة للكويت فإنها لا تخلو من الهجوم من بعض الأنظمة التي تكيل لها التهم الباطلة. فقد تابعت السجال الذي حصل في مجلس الأمن الدولي بين مندوب الكويت سعادة الأخ السفير منصور العتيبي ومندوب سورية لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري الذي كال الاتهامات للكويت، وادعى أن بعض الكويتيين يدعمون الاٍرهاب في سورية مما يتسبب في مقتل السوريين، وذكر شخصاً ينتمي إلي إحدى القبائل (قبيله مطير) ولا يعرف اسمه الأول، فما كان من مندوب الكويت السفير منصور العتيبي إلا أن رد على هذه الاتهامات وفندها بالبراهين والأدلة، وذكره بأن الكويت تتألم لما يجري في الشقيقة سورية، وما يعانيه الشعب السوري الشقيق من جراء الحرب المدمرة، وأن الكويت تساند الشعب السوري، وتأمل أن تنتهي معاناته ومحنته لما فيه الخير للشعب السوري الشقيق.
هذا الكلام لم يعجب المندوب السوري فأصر على أن هناك من يمول ويجنّد من وصفهم بالإرهابيين في سورية من الكويتيين، فقال إن المليونين من قبيلة مطير كلهم إرهابيون، فقد اتهم المندوب السوري من ينتمون إلى هذه القبيلة المحترمة، والتي تنتشر ما بين دول الخليج العربية بأنهم إرهابيون، وهذا غير صحيح، فكيف يمكن منطقياً لهذا العدد الكبير من البشر أن يكونوا إرهابيين، فهذه التهمة ترتد على من ليس لديه إثباتات ضد الكويت، ومن يعيش على أرضها الطاهرة؟ فالكويت دائما تعرب عن أملها أن تنتهي معاناة الشعب السوري بأسرع ما يمكن، لأن هناك مئات الآلاف من القتلى والمشردين والمهجرين كانوا ضحايا الأحداث المؤلمة في بلادهم، وأذكر المندوب السوري بأن الكويت قد استضافت ثلاثة مؤتمرات لمساعدة الشعب السوري، وقدمت المساعدات الإنسانية للشعب السوري عن طريق الوكالات الدولية، وكذلك عن طريق الهلال الأحمر الكويتي. كما أن الكويت رغم مساحتها الصغيرة فإنها لم تتوان عن إرسال قوات كويتية للدفاع عن الأراضي السورية إبان الحرب العربية الإسرائيلية في عام ١٩٦٧ وحرب عام ١٩٧٣ والوقوف مع سورية الشقيقة لصد العدوان الإسرائيلي عنها، ومن ضمن من كانوا في القوات الكويتية عدد ممن ينتمون إلى قبيلة مطير التي اتهمها المندوب السوري في الأمم المتحدة بالإرهاب. فالإرهاب في سورية والتدمير لا يأتيان من الكويتيين بل من تدخل بعض الدول والأحزاب والميليشيات المستأجرة التي دخلت الأراضي السورية من أكثر من دولة وأكثر من جهة، وأتمنى أن تنتهي هذه الحرب المدمرة وأن تنتهي معاناة الشعب السوري وأن يعيش بأمن وأمان. أعود إلى دور الكويت في مجلس الأمن والجهود التي بذلت أثناء فترة عضويتها، وذلك من قبل الدبلوماسيين الكويتيين الذين عملوا ومازالوا يعملون بجد ونشاط، وكانوا خير سفراء لبلدهم الكويت في الأمم المتحدة، وأعطوا صورة مشرقة للدبلوماسية الكويتية، وكذلك أيضا أبرزوا دور الكويت المهم في أكبر تجمع دبلوماسي دولي يناقش مشاكل العالم، ويجد لها الحلول السلمية المرتكزة على ميثاق الأمم المتحدة، واحترام المواثيق والمعاهدات، وسيادة الدول، ومبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول، وبارك الله في جهودكم يا دبلوماسيينا المخلصين.