لائق نفسياً

قبل عشر سنوات أصدرت وزارة الصحة قانون الفحص الطبي قبل الزواج بالتعاون مع وزارة العدل، هذا القانون يهدف إلى حماية ووقاية الزوجين المقبلين على الزواج من الأمراض الوراثية والمعدية والخطيرة، وكذلك حماية النشء من عواقب ومخاطر تلك الأمراض الوراثية والمعدية.

وكم كنت أتمنى لو كان هناك فحص نفسي للمقبلين على الزواج، لأن الأمراض النفسية لا تقل خطورة عن الأمراض الوراثية والمعدية، والأمراض النفسية تؤثر سلبا على الحياة الزوجية خصوصا إذا اكتشف أحد الزوجين أن الآخر مريض نفسياً.

ومن الأمراض النفسية التي تؤثر سلبا في الحياة الزوجية: الاكتئاب، الوسواس القهري، الشك المرضي، الغيرة الشديدة، الغضب، الكذب والكره والنقص، والأنانية وعشق الذات وجفاف المشاعر وتبلدها وعدم تحمل الانتقاد، والعصبية المفرطة، والاستبداد والتسلط والسيطرة والتفرد بالرأي، والشخص الذي يتصف بهذه الصفات يسمى نرجسياً، ولكن إذا اتصفت المرأة بهذه الصفات فالله يكون بعون الزوج على زوجته النرجسية.

تحضرني قصة حقيقية سمعتها عن أحد الأزواج ابتلي بزوجة نرجسية فيها كل الصفات التي ذكرتها آنفاً، حاول معها زوجها بأن توافق للذهاب معه إلى دكتور نفساني لعلاجها لكنها كانت ترفض بشدة فكرة العلاج النفسي، ومع ذلك صبر زوجها عليها وتحملها، وتحمل مشاكلها أكثر من ربع قرن، ولكن في النهاية للأسف تم الانفصال بينهما، فلو كان هناك فحص نفسي قبل الزواج لعرف كل منهما شخصية الآخر ولما "وقع الفاس بالراس".

لذا نناشد وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة العدل إصدار قانون الفحص النفسي قبل الزواج للتأكد من خلو الزوجين من الأمراض النفسية التي تؤثر سلباً في الحياة الزوجية، وبذلك نكون قد ساهمنا في خلق بيئة أسرية صحية ونفسية سليمة للمقبلين على الزواج. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

* آخر المقال:

قالوا في الأمثال:

"درهم وقاية خير من قنطار علاج"