High Light: حسن جوهر حلها

حكومتنا عاجزة وفاشلة في إدارة البلد، والعجيب أنها تعترف بذلك بكل جرأة؛ وضح ذلك جلياً من خلال طلبها الجاد والمدروس من المواطنين بالمساعدة وبالتالي تزويدها بالمقترحات التي قد تمكنها من الخروج من عنق الزجاجة، وإنني أرى أن هذا الطلب عبقري، من جهة ينتفض المواطنون ليضعوا كل خبراتهم في إدارة الدول بين يدي حكومتنا الذكية، ومن جهة أخرى الكل يعلم أن حكومتنا الرشيدة متورطة وورطتها كبيرة جداً وتريد توريط المواطنين معها، وهنا تتحقق المعادلة الصعبة بتخفيف الضغط عليها من خلال المشاركة بالفشل!

وبعيداً عن عبقريات الحكومة في الإدارة أبصم بالعشرة أنها لا تدرك معنى مفهوم التنمية المستدامة الذي ينصب باتجاه عملية تلبية حاجات الأجيال الحالية دون التفريط في تلبية حاجات الأجيال المستقبلية، يتم ذلك من خلال الاستفادة من تجارب الماضي وتشخيص الواقع، ما من شأنه وضع سيناريوهات المستقبل المشرق، فالحكومة واضح أنها لا تدرك مفهوم بناء الدولة وإدارتها فضلاً عن قيادتها، والدليل استنجادها بالمواطنين، ظناً منها أن الأمر سهل هين والحقيقة غير ذلك إطلاقاً.

إنه يتجاوز كل دوائر الهواية بمراحل، فعملية إدارة الدولة تتكون من سلسلة متشابكة من الخبرات المتراكمة، وبمعنى أدق هي: القدرة على سرعة تشخيص الواقع وفهم تحدياته وفك شفراته وحل طلاسمه والتعامل معه على أسس علمية ومنطقية في ضوء تجارب الماضي الثرية وصولاً لاستشراف المستقبل الواعد.

ختاماً:

من المفيد هنا أن نختم بتغريدة للنائب الدكتور حسن جوهر والتي لخصت بإيجاز بليغ الموضوع على النحو التالي: "لا تبخل الحكومة علينا في إبداعاتها السخيفة التي وصلت إلى أعلى المستويات بعد الطلب من الناس تقديم اقتراحاتها مباشرة للعمل على تنفيذها، لكن ماذا لو جاءت الكلمة الجامعة، وباقتراح مباشر وصريح من الغالبية العظمى من المواطنين بضرورة رحيل الحكومة؟! فهل ستستجيب لهذا الطلب الشعبي الوحيد؟!

اللهم متع أميرنا وقائد مسيرتنا بالصحة والعافية، واللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه. ودمتم بخير.