مع فتح الباب أمام حيازة السلاح النووي، هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، بفتح الباب أمام اللاجئين السوريين للتوجه إلى الدول الأوروبية، في حال لم تقدم المساعدة الضرورية له.

وانتقد إردوغان، خلال اجتماع رؤساء أفرع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، «تقاعس» المجتمع الدولي، خصوصاً الاتحاد الأوروبي، في تقديم الدعم اللازم لتقاسم عبء استضافة اللاجئين»، محذراً من أنه سيضطر لفتح الأبواب أمام السوريين الساعين للوصول إلى أوروبا.

Ad

وشدد إردوغان، أمس، على أنه مصمم على البدء فعلياً بإنشاء المنطقة الآمنة شرق نهر الفرات بحلول الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر الجاري، بالشراكة مع واشنطن أو بمفرده، في حال اقتضت الضرورة، موضحاً أن هدفه توطين ما لا يقل عن مليون لاجئ سوري فيها.

وقال الرئيس التركي: «أعطونا دعماً لوجستياً، وسوف نستطيع بناء منازل في عمق 30 كيلومتراً شمال سورية. وبهذه الطريقة يمكننا أن نوفر لهم أوضاعا معيشية إنسانية، وإما أن يحدث هذا أو سيكون علينا فتح الأبواب»، مضيفاً: «إن لم تقدموا الدعم فاعذرونا، فنحن لن نتحمل هذا العبء وحدنا. لم نتمكن من الحصول على الدعم من المجتمع الدولي، وتحديداً الاتحاد الأوروبي».

تعهدات لتركيا

ووفق اتفاق مع الاتحاد الأوروبي في مارس 2016، وافقت أنقرة على كبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل دفع 6 مليارات يورو مساعدة. وفي السابق، أكد إردوغان أنه أنفق المليارات على نحو 3.6 ملايين لاجئ سوري، والاتحاد الأوروبي لم يقدم من تعهداته سوى 2.5 مليار.

وقبل ساعات، بحث المتحدث باسمه إبراهيم كالين مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أمس الأول، تسريع خطوات إنشاء المنطقة الآمنة، التي أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أنه يتابع «بحساسية» وفاء الولايات المتحدة بوعودها على الأرض.

وقال كالين لبولتون، في اتصال هاتفي، إن «تركيا استكملت استعداداتها لتنفيذ العملية المشتركة من دون تأخير»، مؤكداً الحفاظ على اتفاق إدلب، واستكمال لجنة صياغة الدستور السوري الجديد بأسرع وقت.

النووي وS400

وفي تطور لافت، قال إردوغان، في خطاب بمدينة سيواس إنّ «بعض الدول لديها صواريخ ذات رؤوس نووية، لكن ممنوع عليّ أن أحصل عليها. أنا لا أقبل ذلك».

ولا تمتلك تركيا أي سلاح نووي، وهي ملتزمة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية منذ عام 1980. ويأتي تصريح الرئيس التركي في وقت يعزّز فيه علاقاته الدفاعية مع روسيا على حساب الولايات المتحدة، الحليف التاريخي له في حلف شمال الأطلسي.

وبعد أن ألمح إلى أنه قد يشتري مقاتلات من روسيا، بعد أن استبعدتها الولايات المتحدة من برنامج F35، أظهرت صور للأقمار الاصطناعية نشرتها شركة «ISI» الإسرائيلية ثلاث بطاريات لصواريخ S400 متمركزة في القاعدة الجوية التركية «مورتد» بالقرب من العاصمة، ورادارات المنظومة في وضع التشغيل، إلا أن منصات الإطلاق غير مذخرة.

وشرعت روسيا في 12 يوليو الماضي بتسليم الدفعة الأولى من S400 لتركيا، ونفذت المرحلة الثانية في أغسطس الماضي، مما تسبب في توتر كبير بالعلاقات مع الولايات المتحدة، التي حاولت إقناع أنقرة وترهيبها للتخلي عن الصفقة دون جدوى.

القواعد الروسية

من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية، أوليغ سيرومولوتوف، أن الطائرات المسيرة المستخدمة لمهاجمة القواعد الروسية في سورية ليست مصنعة يدوياً، متحدثاً عن استخدام تكنولوجيا غربية، وأنه من الضروري وضع تدابير قانونية وتكنولوجية لمكافحة استخدامها من قبل الإرهابيين على نطاق عالمي، وتطوير تدابير مضادة ذات طابع دولي».

وفي إطار تنسيق التحركات العسكرية، ناقش رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، الوضع في سورية لمنع الحوادث خلال عمليات مكافحة التنظيمات المتطرفة».

وجاء الاتصال بعد ضربة نفذتها القوات الأميركية على مواقع في إدلب، دون إخطار أنقرة وموسكو، التي اتهمت واشنطن بتعريض التهدئة المعلنة بمنطقة خفض التصعيد والجنود المنتشرين على الأرض للخطر.

من جانبه، علّق رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو على قرار حزب «العدالة والتنمية» غير المسبوق بإحالته إلى لجنة الانضباط، بعد توجيهه انتقادا لسياسات الحزب الحاكم ورئيسه رجب طيب إردوغان.

وكتب داود أوغلو، على حسابه في «تويتر»: «هذه هي المبادئ التي تريد إدارة حزب العدالة والتنمية تصديرها. نتمسك بمواقفنا وبما قلناه»، في إشارة إلى تصريحاته السابقة، وتهديده قبل أيام بفتح الدفاتر القديمة.

وتنتظر الأوساط التركية اجتماع اللجنة التأديبية لحزب الحاكم خلال الأيام المقبلة للنظر في فصل داود أوغلو و3 مسؤولين سابقين آخرين، وسط توقّعات بإعلان الأعضاء الأربعة استقالتهم قبله.