اشتدّت قوّة الإعصار «دوريان»، الذي اجتاح جزر الباهاماس مخلّفاً دماراً كارثياً في الأرخبيل ويتّجه الآن إلى السواحل الأميركية، ليصبح أكثر «شراسة» بعدما بلغ الفئة الثالثة، تصاحبه رياح بلغت سرعتها 185 كلم/ساعة، حسبما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية ومقرها ميامي.

والإعصار، الذي خلّف 20 قتيلاً على الأقلّ في الباهاماس، اقترب صوب الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة حيث بدأت آثاره بالظهور.

Ad

ويتم قياس قوة الأعاصير على مقياس «سافير-سيمسون» المؤلف من خمس 5 درجات تصاعدية.

وترك الإعصار ولاية فلوريدا، التي تضم نحو 22 مليون شخص، من دون أضرار إلى حد كبير. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: «لقد كنا محظوظين في فلوريدا محظوظين جداً جداً حقاً».

وتوقعت هيئة الأرصاد أنّ تضرب عاصفة خطيرة تصل إلى 2.1 متر ومن 6 إلى 12 بوصة من الأمطار ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية.

لكنّ ترامب أكّد: «نحن مستعدون جدا».

الأمم المتحدة

وأكّد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، أنّ نحو 70 ألف شخص في جزر الباهاماس بحاجة إلى مساعدة فورية، مشيراً إلى أنّ الاحتياجات تشمل الغذاء والمياه والخيم والأدوية لنحو 50 ألف شخص في جزيرة الباهاماس الكبرى وبين 15 ألف و20 ألف شخص في أباكوس.

وأوضح في اتصال هاتفي مع بضعة صحافيين من ناساو التي وصل إليها في زيارة لبضع ساعات، أنّ المنظّمة الأممية حوّلت مبلغ مليون دولار من صندوقها المخصّص للحالات الطارئة لتقديم مساعدات أولية للمنكوبين.

حصيلة مؤقتة

وفي ناساو عاصمة الباهاماس، أعلنت وزارة الصحة، أنّ الحصيلة المؤقتة لضحايا الإعصار بلغت 20 قتيلاً، معربة عن خشيتها من أن يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير.

وخلّف الإعصار دماراً غير مسبوق في الأرخبيل، بسبب سرعة الرياح العاتية التي رافقته والبطء الشديد في تقدّمه ممّا جعل المناطق التي اجتاحها تغرق في الفيضانات. وبلغت كميّة الأمطار التي هطلت خلال الإعصار 76 سنتيمتراً.

وحسب رئيس الوزراء هوبيرت مينيس، فإن نسبة الدمار في مدينة مارش هاربور، كبرى مدن أرخبيل أباكوس، بلغت نحو 60 في المئة وتقدّر تكلفة الخسائر بمئات ملايين الدولارات.

وحذّر مينيس مَن يقومون بأعمال سلب ونهب من تعرضهم للمحاكمة «بأقصى حدود القانون»، وأعلن نشر عناصر إضافية من الشرطة والجيش.

ونفّذت المروحيات الأميركية والبريطانية عمليات إجلاء طبية للمساعدة في تنسيق جهود الإغاثة، كما سيّرت رحلات استطلاع لتقييم حجم الدمار.

ترامب

من ناحيته، تحدث الرئيس الأميركي عبر الهاتف مع مينيس وتعهد بالدعم. وقال ترامب: «قطاع كبير من الباهاماس ضُرب كما لم يحدث من قبل»، وتابع «أنهم يحتاجون إلى يد كبيرة للمساعدة».

وأظهرت صور جوية مشاهد دمار كارثية في أباكوس، حيث تطايرات أسطح مئات المنازل وغمرت المياه سيارات أو قلبت بعضها وسط فيضانات واسعة النطاق.

وفي حين تتسارع جهود الإغاثة، كان «دوريان» يتقدم صوب ولاية كارولاينا الجنوبية بسرعة تناهز نحو 11 كلم/ساعة، قبل أنّ يتحرك قرب او فوق ساحل كارولاينا الشمالية، على ما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية.

الجزيرة مدمرة

وفي مدينة فريبورت في جزيرة الباهاماس الكبرى، قال لاري لويس الذي يدير شركة للرياضات المائية إنّ معظم مياه الأمطار انحسرت، لكن بعض الطرق لا تزال يصعب استخدامها.

وأوضح أنّ القليل من المتاجر فتحت أبوابها، قائلا: «رأيت الكثير من الناس يبحثون عن شيء يأكلونه». ويساور روبرت سميث، الذي ولد في أباكوس ويعيش الآن في فلوريدا، القلق بشأن مصير عائلته.

وقال سميث: «تحدث مع والدي ليلة الإعصار مساء الأحد وانفجر سطح منزله». وتابع: «لم أتحدث إليه منذ ذلك الوقت. أنا قلق جدا. لا يمكنني حتى تناول الطعام». وأضاف أن «الجزيرة مدمرة ، ليس هناك مياه أو كهرباء».

وذكرت قوات خفر السواحل الأميركية أنها أنقذت 61 شخصاً من بينهم 19 مريضاً جريحا من عيادة مارش هاربور في جزيرة أباكوس تم نقلهم إلى ناساو.

بدورها، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنها تنقل جواً إمدادات مثل الخيم البلاستيكية وأدوات النظافة والمياه من ميامي، في حين قالت الإدارة البريطانية للتنمية الدولية إنها نشرت فريقا يضم ثلاثة خبراء في مجال الإغاثة الإنسانية. وقال وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية الوك شارما: «الوقت ينفد لإيصال المساعدة للمحتاجين».

(ميامي، ناساو- وكالات)