إسطنبول... طبيعة وأجواء ساحرة وذكرى تاريخ لا يزول
مطارها يستوعب 200 مليون مسافر وزوّارها من جنسيات وبلدان مختلفة
عندما تنزل للمرة الأولى في مطار إسطنبول، لن يدهشك فقط حجم المطار الكبير الذي يعد من أكبر مشاريع البنية التحتية في تاريخ الجمهورية التركية، ولا سهولة الإجراءات وحُسن التنظيم ولطافة الاستقبال، إنما ستفاجئك أيضا أعداد المسافرين وتنوّع جنسياتهم وبلدانهم، مما يشير الى أنك في بلد يمثّل وجهة رئيسية في خيارات الراغبين بالسفر. وكلما كانت رحلتك على متن الخطوط الجوية التركية، فإنك حتما ستكون أكثر سعادة، لأنك ستجد الكثير من الراحة والخدمات المتنوعة والاهتمام الكبير، منذ لحظة ركوب الطائرة الى وقت الوصول، في طائرات حديثة ومتطورة ومجهزة بكل الخدمات، فضلا عن طيارين مؤهلين ومدربين، على كفاءة ومهنية عالية لا تشعر معها بصعوبة الإقلاع والهبوط. أما إذا كان حجزك على درجة رجال الأعمال، فإنك ستضيف متعة أخرى الى رحلة السفر من خلال الاستمتاع بالهدوء والمقاعد المريحة في الطائرة وخدمات الضيافة المتنوعة، فضلا عن قاعات الاستقبال التي تضم كل أشكال الرفاهية والفخامة التي لا تشعر معها بمرور الوقت، مهما كانت فترة الانتظار طويلة في المطار.
مطار إسطنبول الجديد الذي بدأ تشغيله في أبريل الفائت، أحد مميزات هذه المدينة، وهو يمثّل محورا عالميا بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وتم تكريمه بإحدى الجوائز في فئة الابتكار المتميز. ومن المتوقع أن يستوعب المطار الذي يقع على الجانب الأوروبي من إسطنبول بجانب البحر الأسود 200 مليون مسافر.
السفارة التركية... جهود كبيرة
بذلت السفارة التركية في الكويت جهودا كبيرة من أجل تنسيق وإنجاح الزيارة الى مدينة إسطنبول، من خلال التعاون الكبير وتسهيل الإجراءات، في حرص على دعم كل عمل يؤدي الى إبراز دور تركيا ومدنها، ومشاريعها وخدماتها، فشكرا لأعضاء السفارة، وعلى رأسهم سفيرة تركيا لدى الكويت عائشة كويتاك على ما قاموا به من دور.
ويخدم المطار الذي تبلغ مساحته 76.5 مليون متر مربع، المسافرين في الرحلات الداخلية والدولية على السواء، إذ تصل الرحلات الجوية الداخلية الى 45 مدينة محلية، أما الرحلات الدولية، فيمكن للمسافر الوصول الى 249 مدينة في 110 دول من الصالة الدولية لمطار إسطنبول.ويتميز المطار بمساحة كبيرة من السوق الحرة تبلغ 53.000 متر مربع تضم العديد من المتاجر الشهيرة صاحبة العلامات التجارية العالمية، وهو ما يوفر تجربة تسوّق ممتعة للمسافرين قبل وبعد رحلاتهم، فضلا عمّا يضمه من مجموعة مختارة من المطاعم المختلفة الأصناف.ومهما كنت معتادا على زيارة إسطنبول، فإنك ستجد حتما التغيير والاختلاف في كل مرة تزور فيها هذه المدينة التي تعتبر مركز تركيا الثقافي والاقتصادي والمالي، في ظل استمرار حالة الازدهار الاقتصادي وبناء المشاريع والاهتمام بالبنية التحتية وإنشاء الطرق والجسور والمباني العمرانية المختلفة. إسطنبول التي تعد أكبر مدن تركيا ليست مدينة تاريخية وحسب، باعتبارها كانت عاصمة عدد من الدول والإمبراطوريات في التاريخ القديم، إنما هي مدينة عالمية تتمتع بمميزات ومواصفات قلّما تجدها في مدن أخرى، سواء من ناحية الموقع الجغرافي والتنوع الثقافي والازدهار الاقتصادي. ومهما كانت مدة الزيارة طويلة، فإنها لن تكفي لاكتشاف معالم هذه المدينة العريقة والاطلاع على حضارتها وتاريخها ومواقعها التاريخية والأثرية، أو التجول في شوارعها والاستمتاع بمناخها الجميل وأجوائها الساحرة. ولم تكشف الزيارة التي قام بها وفد إعلامي الى إسطنبول، بدعوة من السفارة التركية في الكويت، وتنظيم من الخطوط الجوية التركية، رغم برنامج الرحلة المكثف، إلا عن جانب بسيط، لكنه مهم، من جمال هذه المدينة التي تحتاج الى زيارات متكررة للتعرف على معالمها والاطلاع على آثارها وتاريخها ومبانيها القديمة والحديثة.ولن يجد المسافرون الى إسطنبول صعوبة في الاستمتاع برحلة السفر، لأنه مهما كانت توجهاتهم سيجدون في هذه المدينة ما يرضي رغباتهم، فمن يهوى الآثار يجد المباني الأثرية والتاريخية، ومن يبحث عن العمارة يلقى التصاميم العمرانية والمباني المختلفة، ومن يعشق التسوق فأمامه مجمعات تجارية ضخمة بتصاميم حديثة، أما من يريد البحر والأجواء الجميلة، فإنه لن يجد أفضل من إسطنبول مكانا، ولذلك تكثر أعداد السياح والمسافرين الذين تزدحم بهم هذه المدينة طوال العام.
إرشاد ويوكسل... تعاون واهتمام
لم تكن الزيارة الى مدينة إسطنبول تحقق أهدافها لولا وجود المدير الإقليمي للمبيعات في الخطوط الجوية التركية محمد إرشاد الذي كان يقوم بدور المترجم والمرشد والمرافق الحريص على تسهيل المهمة الإعلامية في إبراز معالم إسطنبول.كذلك كان دور المسؤول الإداري والعلاقات العامة في الخطوط الجوية التركية أحمد يوكسل كبيرا في التجهيز والرد على الاستفسارات والتعاون من أجل توفير كل ما من شأنه تحقيق هدف الزيارة.
تتميز إسطنبول بأنها تقع على قارتين يفصل بينهما مضيق البوسفور ويربطهما جسر، إذ يقع القسم الغربي في أوروبا، والقسم الشرقي في آسيا.ويسمى الجسر الرابط بين قسمي المدينة بجسر البوسفور، وهو أحد معالم إسطنبول المميزة، حيث توجد المطاعم والمقاهي على مقربة منه، فضلا عن أن غالبية الرحلات البحرية تختار القيام بجولتها في مضيق البوسفور، وتعبر من تحت الجسر في رحلتي الذهاب والعودة.ولا يمكن زيارة إسطنبول من دون أخذ جولة في ميدان تقسيم الذي يقع في وسط المدينة، ويقال إن سبب تسميته تعود الى أن ساحة تقسيم كانت في الأصل نقطة اقتسام خطوط المياه الرئيسية وتوزيعها في المدينة، ومنها اكتسبت الاسم.وأصبح ميدان تقسيم الذي يتم فيه حاليا بناء مسجد كبير، مازال قيد الإنشاء، وجهة مفضلة للسياح، خصوصا أن الكثير من الفنادق والمطاعم والمقاهي والمحال التجارية محيطة بهذا الميدان. ويرتبط "تقسيم" بشارع الاستقلال، الذي يتميز بأنه شارع طويل للمشاة تقع على جانبيه المحال التجارية والمطاعم المختلفة، ويمنع مرور السيارات في هذا الشارع الذي يزدحم دائما بالرواد، سواء من السياح أو السكان المحليين.صعب جدا حصر المواقع السياحية والتاريخية التي تستحق الزيارة في إسطنبول، ألا أن برج غلطة يمثّل وجهة أساسية في أجندة السياح والزائرين، لكون هذا البرج الذي كان يعد أطول مباني المدينة عندما تم تشييده في القرون الوسطى، والمكون من 9 طوابق، يكشف معالم إسطنبول ومضيق البوسفور، ويتيح رؤية بانورامية للمدينة.وتنتشر بجانب البرج الذي تشرف عليه شركة سياحية خاصة تقوم بإدارته وتنظيم إجراءات دخول الزوار وخروجهم، مقاه ومطاعم عدة لمن أراد الاستراحة. تتميز إسطنبول بانتشار المطاعم التي تقدم أصناف الطعام المختلفة، كما تشتهر بالأسماك والمأكولات البحرية، خصوصا في المطاعم البحرية الواقعة على الشواطئ، لذلك لن يحار المسافر كثيرا في أصناف الطعام التي يريدها في ظل التنوع بالمأكولات.أما هواة التسوق، فإن إسطنبول تمثّل وجهة مناسبة لهم بسبب التنوع في الخيارات، سواء من ناحية الأسواق التاريخية والشعبية أو بالمجمعات التجارية الضخمة بتصاميمها العمرانية المميزة والحديثة.بالتو... جهد بارز
احتلت الخطوط الجوية التركية مكانة بارزة في سوق السفر بالكويت، وأصبحت أحد الخيارات الرئيسية أمام المسافرين المتوجهين الى تركيا أو أي من بلدان العالم في ظل الزيادة الكبيرة بالوجهات التي يصلها الطيران التركي.ولم يكن هذا النجاح يتحقق في الكويت لولا جهود فريق العاملين، وعلى رأسهم المدير العام في الخطوط الجوية التركية محمد بالتو، الذي كان له الدور البارز في نجاح الزيارة الى مدينة إسطنبول.