صورة لها تاريخ : روايات جديدة حول تسمية «فريج الزنطة»
في الأسبوع الماضي تحدثت قليلاً عن فريج الزنطة، ووردتني بعض التعليقات والإفادات من القراء الكرام، وأجد أن من واجبي أن أشارك قراء هذه الزاوية الأسبوعية ببعض هذه المعلومات. أفادني، مشكوراً، الصديق العزيز يوسف بن عيسى العبدالجليل، بأن سبب تسمية الفريج بالزنطة، هو ضيق سكيك الفريج وانتهاؤها بسكيك "سد"، بحيث لا يوجد منفذ لها في النهاية، وهو أمر منتشر، ليس في الكويت فقط، بل في مدن أخرى قديماً، مثل الزبير وغيرها. وللتوضيح أكثر، نجد أن السكة، التي تمتد على جهتيها منازل ولها مدخل واحد من إحدى الجهات، في نهايتها يوجد حائط منزل وباب يسد الطريق، بحيث لا يسمح لأحد بالمرور، وتسمى مثل هذه السكة "سكة سد".
وذكر اللواء المتقاعد ناصر أن والده قال له إن مسار السيول يضيق وهو ينحدر إلى البحر، وإن مؤسسي الفريج ناصر ومحمد البسام اختارا الموقع الضيق الذي يمر فيه السيل، وقاما ببناء بيوتهما حوله، وبنيا كذلك حفرة كبيرة وبئر ماء، واستقرا وعائلاتهما فيه. هذا الموقع أطلق عليه الزنطة، أي الموقع الذي يضيق فيه مسار السيل، ثم يندفع بعده بقوة إلى البحر، مروراً بفريج الفوادرة وفريج البدر ثم البحر. فشكراً للواء المتقاعد ناصر على هذه الإفادة القيمة.وأضيف على ذلك، أنه من المعروف أن التاجر حمد الصقر، رحمه الله، بنى "خاروراً" في موقع مسار السيل لحماية المنازل والبيوت، ولكي يحمي الناس من أخطار السيل في موسم الأمطار، وأطلق على هذا الخارور "خارور الصقر". ولابد من الإشارة إلى أن المؤرخ القدير د. يعقوب الغنيم نشر مقالاً موسعاً لم أطلع عليه حتى الآن (لوجودي في الخارج) عن فريج الزنطة، وكل ما هو مرتبط بهذا الفريج. ولاشك في أن المقال مهم، وسأطلع عليه بعد العودة إلى الكويت، بإذن الله تعالى، فكاتبه ممن أحرص على متابعة كتاباته وأهتم بها كثيراً، فهو أستاذنا ومعلمنا في تاريخ الكويت. في نهاية المقال أود إفادة القراء الكرام بأنه بحمد الله تعالى بدأ عرض برنامجي التلفزيوني "إثيوبيا كما شاهدتها" على قناة الكويت الأولى كل يوم الساعة السادسة صباحاً، وهو برنامج يعرض تاريخ وحضارة إثيوبيا، خصوصاً ما هو مرتبط بتاريخ العرب، إضافة إلى عرض حياة الناس هناك، ونشاطاتهم الاقتصادية، ومعالم بلادهم السياحية الجميلة، من بحيرات رائعة وجبال بديعة وغير ذلك. أتمنى أن يحظى البرنامج، الذي يتكون من 30 حلقة، بإعجاب المشاهدين واهتمامهم.
ويضيف أيضاً، أنه في موسم الصيف والحرارة المرتفعة يصعب التنفس على السائرين في السكة، وعليه سُميت بالزنطة، أي أن المشي فيها يكتم الأنفاس. هذا ما أفادني به الأستاذ يوسف العبدالجليل، فشكراً له. وهناك رواية أخرى أفادني بها اللواء المتقاعد ناصر بن بسام البسام، نقلاً عن والده، رحمه الله، الذي أخبره بأن سبب التسمية أتى من صفة موقع الفريج الذي يقع على طريق سيول الأمطار التي تنحدر من الصيهد (الصالحية حالياً) إلى البحر بالقرب من نقعة الصقر.
مسجد بن حمد وجزء من فريج الزنطة