بعد سلسلة ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مخازنه في بغداد، قرر «الحشد الشعبي»، أمس، استغلال أمر حكومي قديم لتأسيس قوة جوية، في خطوة تمكنه من امتلاك طائرات عسكرية وقواعد للرصد والمتابعة، ويخشى مراقبون أن تؤدي إلى صناعة «حرس ثوري ثانٍ» وجيش موازٍ له أدوار خارج حدود العراق.

ووفق وثيقة صادرة عن نائب رئيس الحشد أبومهدي المهندس، المعروف بأنه أقوى رجال إيران في العراق، فإنه «استناداً إلى الأمر الديواني رقم 79 لسنة 2014 والمبلغ بكتاب مكتب رئيس الوزراء المؤرخ في 8/ 9 /2014 نسّبنا بتشكيل مديرية القوة الجوية وكلفنا صلاح مهدي حنتوش، مديراً لها بالوكالة للتنفيذ من تاريخه».

Ad

إلى ذلك، أكد مصدر عالي المستوى في «فيلق القدس» أن الطائرتين الإسرائيليتين المسيرتين اللتين استهدفتا معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية ببيروت، 25 أغسطس الماضي، كانتا تستهدفان اجتماعاً سرياً بين القائد الإيراني قاسم سليماني والأمين العام للحزب اللبناني حسن نصرالله، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية استطاعت رصد العملية قبل تنفيذها بدقائق وتم إخراجهما من المكان.

ووفق المصدر، فإن إحدى الطائرتين كانت تحمل أجهزة رصد وتنصت، والأخرى متفجرات شديدة، مؤكداً أن الاجتماع في الضاحية الجنوبية كان سرياً، ولم يكن أحد على علم به غير عناصر أمنية موثوقة، لكن قيام «الدرون» بحمل متفجرات أنذر بأن اللقاء كان مكشوفاً عبر اختراق أمني كبير.

وأوضح أن قيام إسرائيل بمهاجمة المكان بعد علمها بوجود نصرالله وسليماني مثّل نسفاً لكل التفاهمات السابقة التي عملت الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة على وضعها لتفادي الانزلاق إلى صدام خطير.

ولفت إلى أن «الحرس الثوري» و«حزب الله» متفقان ومصران على ضرورة الرد على الخطوة الإسرائيلية بخطوة على نفس المستوى لتلقين نتنياهو درساً قاسياً، وخصوصاً بعد تنفيذ طهران خطوتها الثالثة بتقليص التزاماتها النووية للضغط على الدول الأوروبية من أجل الحصول على مكاسب اقتصادية.

وأشار المصدر إلى أن الإسرائيليين قاموا باستهداف ثلاثة أماكن في العراق وسورية كان الإيرانيون أخبروا الأميركيين بوجود سليماني فيها، على أساس تفاهمات سابقة تعتبر أمن المسؤول الإيراني خطاً أحمر، الأمر الذي أدى إلى وقف إعلام الأميركيين بمكان وجوده في العراق، والتهديد باستهداف الجنود والضباط الأميركيين في بغداد إذا استمرت محاولات استهدافه.

وبيّن أن «الحرس الثوري» يعتقد أن من الضروري قيام «الحشد العراقي» بالرد على القوات الأميركية الموجودة بالبلد العربي بشكل أو بآخر، كي تدرك واشنطن أن سماحها للإسرائيليين باستخدام قواعدها في بغداد وإعطاء معلومات عن مكان وجود سليماني لن يمر مرور الكرام.

في غضون ذلك، زعم موقع الاستخبارات العبري «ديبكا»، الذي أكد اجتماع نصرالله وسليماني وقائد «الحرس الثوري» حسين سلامي في لبنان، أنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حذّر نظيره اللبناني بسيل جبران من أنّ إسرائيل تستعد لشن ضربة جديدة على «مصنع صواريخ دقيقة لحزب الله في النبي شيت بالبقاع».