التزام أميركي - فرنسي بحماية الخليج... وإيران تحتجز سفينةً
طهران تتخذ 4 إجراءات جديدة في إطار «الخطوة الثالثة» وتدخل الجيل الـسادس بالتخصيب
شددت الولايات المتحدة وفرنسا على ضرورة حفظ أمن الملاحة في الخليج، وتنسيق الجهود التي تعتزم الدول الأوروبية إطلاقها مع مهمة الحماية التي تقودها واشنطن، بحيث تكون مكملة لها، في حين أعلنت طهران تفاصيل خطوتها الثالثة بتقليص التزاماتها النووية، للضغط على الدول الأوروبية من أجل حماية الاتفاق النووي.
في محاولة لرأب الصدع الغربي وتوحيد الصفوف بمواجهة إيران، اتفق وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر مع وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، أمس، على ضرورة تنسيق جهود البحرية الفرنسية وواشنطن التي تقود مهمة "سنتينيال" لضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز قبالة السواحل الإيرانية.وقال الوزير الأميركي، خلال مؤتمر مشترك مع بارلي، في باريس أمس، إن الأمن البحري أولوية للولايات المتحدة، مضيفاً أن بلاده ستمنع أي تهديدات إيرانية في الخليج أو حتى صينية في أماكن أخرى. ورداً على سؤال حول الخطوة الإيرانية الثالثة بتقليص الالتزامات المنصوص عليها في اتفاق النووي، أكد إسبر أنه لم يفاجأ بإعلان طهران تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة سيزيد انتاجها ومخزونها من اليورانيوم المخصب.
وتابع: "يخرقونه أصلا. يخرقون معاهدة الحد من الانتشار النووي منذ سنوات. بالتالي، الأمر ليس مفاجئاً".
التزام فرنسي
من جهتها، أكدت بارلي على ضرورة التزام الجميع بحماية الملاحة في الخليج. وقالت الوزيرة إن باريس، التي تقود وساطة أوروبية لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن، ستواصل الجهود الرامية إلى دفع إيران للالتزام الكامل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015. وأضافت أن التحركات الأميركية والأوروبية لتعزيز أمن الخليج يجب أن تكون "متكاملة ومنسقة على نحو جيد"، متابعة: "علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للمساهمة في تخفيف التوتر مع إيران وضمان سلامة الملاحة البحرية".وكانت باريس استبعدت أن تنضم إلى التحالف الأميركي لحماية ناقلات النفط وسفن الشحن من تهديدات قد تمثلها إيران في هرمز، وعوضا عن ذلك تسعى لإيجاد بديل أوروبي.وفي وقت سابق، ذكر مسؤول أميركي رفيع في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن لقاء اسبر وبارلي سيبحث سبل "تنسيق جهود حماية الملاحة بالخليج، وبحث إيجاد آلية تنسيق بين الجهود بحيث تكون مكملة". وأضاف أن "واشنطن لا تزال تعتقد أن تطبيق العقوبات على إيران أمر مهم لدفعها للجلوس إلى طاولة المفاوضات".احتجاز جديد
في هذه الأثناء، احتجز خفر السواحل الإيراني زورقاً أجنبياً في مياه الخليج، مع طاقمه المؤلف من 12 فلبينيا لـ"قيامه بتهريب الوقود". وذكرت طهران أن السفينة كانت تحمل قرابة 284 ألف لتر من وقود الديزل، بقيمة مليوني دولار أميركي، وتم احتجازها قرب مقاطعة سيريك في مضيق هرمز.وسبق أن احتجزت طهران سفنا في الخليج قائلة إنها تُستخدم في تهريب النفط.وتأتي عملية الاحتجاز على وقع التوتر في الخليج وقيام "الحرس الثوري" باحتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو"، رداً على توقيف سلطات جبل طارق ناقلة إيرانية تم إطلاقها لاحقاً.خطوات وتطوير
من جانب آخر، كشفت طهران، أمس، عن تفاصيل خطوتها الثالثة بتقليص التزاماتها النووية التي تضغط بها على الدول الأوروبية، من أجل الحصول على مكاسب اقتصادية للحفاظ على الاتفاق النووي.وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي: "اتخذنا أربعة إجراءات في إطار الخطوة لتقليص الالتزام"، معلناً أن إيران زادت من عدد أجهزة الطرد المركزي، وقامت بضخ الغاز في الجيل السادس من أجهزة الطرد لزيادة تخصيب اليورانيوم.وأضاف كمالوندي: "في حال القيام بأربعة إجراءات أخرى فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، فلن تبقى أمام إيران أي قيود على التخصيب"، موضحاً: "أمامنا خطوة مهمة في تخصيب اليورانيوم وأجيال أجهزة الطرد سنقوم بها في الشهر المقبل". لكنه أكد أن بلاده لن تنسحب من البروتوكول المكمل لمعاهدة الحد من الانتشار النووي.وأشار إلى أن "إيران اضطرت إلى القيام بالخطوات الثلاث لانتهاك الطرف الآخر للاتفاق النووي"، في إشارة إلى انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب الأحادي من الاتفاق، داعياً الطرف الأوروبي إلى تسريع خطواته لإنقاذ الاتفاق لـ"أن الأمور تتعقد شيئاً فشيئاً".في موازاة ذلك، رأى أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن بلاده استطاعت تعطيل مفعول سياسة العقوبات الأميركية، مؤكدا أن تهديدات واشنطن التي ترغب في إبرام اتفاق جديد حول عدة ملفات مع طهران "غير مجدية".خيبة وزيارة
في غضون ذلك، اعتبرت الخارجية البريطانية في بيان أن التطور الإيراني "الذي يخالف التعهدات في الاتفاق المبرم مخيب جداً، في الوقت الذي نسعى فيه مع شركائنا الأوروبيين والدوليين لنزع فتيل الأزمة مع إيران".في السياق، يلتقي القائم بأعمال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كورنيل فيروتا، مسؤولين إيرانيين بارزين اليوم في طهران.وهذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من عامين التي يزور فيها مدير الوكالة، الجمهورية الإسلامية.