غداة نشر تقارير أميركية صور فضائية تظهر السفينة الإيرانية العملاقة قبالة السواحل السورية، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس أن ناقلة النفط "أدريان داريا" التي أفرجت عنها سلطات جبل طارق أغسطس الماضي وصلت إلى وجهتها وتم بيع نفطها.

وبالتزامن مع إعلان السلطات الإيرانية اطمئنانها بوصول الناقلة التي سعت الولايات المتحدة إلى مصادرتها بتهمة تمويل أنشطة "الحرس الثوري" المدرج على قائمة الإرهاب الأميركية، أكد المتحدث باسم "الخارجية" عباس موسوي أنه يأمل في إكمال الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" التي يحتجزها "الحرس الثوري" في بندر عباس الإجراءات القانونية والإفراج عنها قريباً.

Ad

وكانت إيران احتجزت ناقلة النفط البريطانية في يوليو الماضي قرب مضيق هرمز بدعوى انتهاك قواعد الملاحة البحرية بعد أسبوعين من احتجاز القوات البريطانية الناقلة الإيرانية قرب جبل طارق متهمة إياها بنقل نفط إلى سورية بما يخالف عقوبات الاتحاد الأوروبي.

تمسك أميركي

وبعد تقارير عن صفقة أميركية إيرانية غير مباشرة تسمح ببيع حمولة الناقلة المدرجة على القائمة السوداء الأميركية، أكدت وكيلة وزارة الخزانة الأميركية سيجال مندلكر أن واشنطن ستواصل فرض عقوبات على كل من يشتري النفط الإيراني أو يتعامل مع "الحرس الثوري"، مضيفة أن واشنطن لن تمنح مجدداً أي إعفاءات تتعلق بمشتريات النفط الإيراني.

في سياق قريب، أعلنت الحكومة الفلبينية أنها ستقدم المساعدة إلى 12 فلبينياً من أفراد طاقم زورق سحب ألقت إيران القبض عليهم بزعم تهريب البترول عند مضيق هرمز بالخليج أمس الأول.

شفافية ذرية

إلى ذلك، أجرى المدير العام المؤقت للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كورنل فيروتا، مباحثات حول "الشفافية النووية" مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران، بعد يوم من تأكيد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن الوكالة الدولية أبلغت مجلس المحافظين لديها بأن إيران ربما تخفي مواد وأنشطة نووية.

ودعا المسؤول الدولي إيران إلى "التعاون التام"، مؤكداً خلال اللقاءات مساعي الوكالة وبشكل "حيادي ومهني" لبناء الثقة والتحقق من النشاطات.

والتقى فيروتا، أمس، رئيس منظمة الطاقة الإيرانية علي أكبر صالحي، للحديث بخصوص شفافية برنامج إيران النووي ومراقبة الوكالة للمواقع النووية الإيرانية بموجب "اتفاق فيينا".

كما التقى الدبلوماسي الروماني وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

هجوم إيراني

في المقابل، شن وزير الخارجية الايراني هجوماً مبطناً على الوكالة الدولية الذرية ودعاها إلى التقيد بـ"المبادئ المهنية وحفظ الأسرار والحيادية".

وقال ظريف خلال اجتماعه مع فيروتا، إن الوكالة الدولية أيدت تنفيذ إيران لبنود الاتفاق النووي من خلال تقارير عدة أصدرتها، مؤكداً الاستمرار في التعاون.

وأوضح أن الإجراءات الإيرانية في تقليص التزاماتها جاءت وفقاً للبند الـ 36 من الاتفاق النووي ورداً على "عدم التزام" الأطراف الأوروبية بتنفيذ تعهداتها الاقتصادية في ظل العقوبات الأميركية.

بدوره، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، إن الاتفاق النووي "ليس طريقاً باتجاه واحد وكان من المقرر أن يكون باتجاهين"، مؤكداً أن إيران ستتخذ الإجراءات اللازمة "في الوقت المناسب".

وأعرب صالحي عن أسفه إزاء عدم وفاء الاتحاد الأوروبي بتعهداته الاقتصادية.

تحذير فرنسي

وبعد يوم من بدء إيران خطوتها الثالثة بتقليص التزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من أن طهران لا يزال أمامها عدة شهور قبل أن تصبح قادرة على صنع قنبلة نووية.

وقال الوزير الفرنسي في حديث تلفزيوني، إن "قنوات الحوار لا تزال مفتوحة حتى اليوم لإنقاذ الاتفاق النووي لكن على إيران التخلي عن هذا النوع من الأعمال".

حض لودريان إيران على وقف تحركاتها باتجاه تقليص التزاماتها بالاتفاق المبرم عام 2015.

تأهب إسرائيلي

من جانب آخر، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، بأنه يعتزم زيارة روسيا خلال أيام لبحث الأنشطة الإيرانية والأنشطة المضادة لها.

وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته: "هناك احتمال كبير بأن أقوم بزيارة موسكو في وقت لاحق الأسبوع الجاري لمناقشة استمرار التنسيق العسكري مع الرئيس فلاديمير بوتين، بغية تفادي أي اشتباك إزاء النشاط المتزايد لإيران وأتباعها ضدنا، مقابل نشاطنا المتزايد ضدهم".

في السياق، أشار تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن نتنياهو يتأهب لاحتمال تحسن العلاقات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران.

على صعيد آخر، أُطلق سراح المدعي العام السابق لطهران سعيد مرتضوي الذي سجن على خلفية وفاة شخص كان قيد الاعتقال بعد مشاركته في احتجاجات 2009.