أعلن حزب الله اللبناني صباح الإثنين إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية أثناء عبورها الحدود الجنوبية للبنان، بعد أسبوع على تبادل محدود لإطلاق نار بين الطرفين، واعترفت إسرائيل بسقوط إحدى طائراتها من دون ذكر تفاصيل او توجيه اتهامات.وفي ظل وضع متوتر أساساً في المنطقة، استهدفت طائرات حربية مجهولة عند منتصف ليلة الاحد الاثنين مواقع لقوات إيرانية ومسلحين موالين لها في أقصى الشرق السوري موقعة 18 قتيلاً في صفوفهم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أما الجيش الإسرائيلي فأعلن صباح الإثنين عن حادثة ثالثة مفادها أن صواريخ أطلقت من سوريا تجاه إسرائيل، من دون أن تبلغ هدفها، متهماً قوات إيرانية بشنها.وفي لبنان، أعلن حزب الله، الذي كان توعد باستهداف الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي عادة ما تخرق الأجواء اللبنانية، أن «مجاهدي المقاومة الإسلامية تصدوا بالأسلحة المناسبة لطائرة إسرائيلية مسيرة أثناء عبورها للحدود الفلسطينية - اللبنانية باتجاه بلدة رامية الجنوبية».وأضاف «تم إسقاط الطائرة المسيّرة في خراج البلدة وأصبحت في يد المقاومين، وذلك يوم الاثنين».ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن إحدى طائراته المسيرة سقطت في الأراضي اللبنانية يوم الأحد، من دون تحديد كيفية حصول ذلك. وأكد متحدث باسمه أنه «لا يوجد خطر خرق معلومات» في حال السيطرة على الطائرة.وتأتي هذه التطورات، بعد أسبوع على توتر محدود شهدته الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في الأول من سبتمبر مع إعلان حزب الله تدمير آلية عسكرية إسرائيلية على الجهة المقابلة من الحدود.وقال الجيش الإسرائيلي إنّ الحزب أطلق على قاعدة عسكرية إسرائيلية ثلاثة صواريخ مضادّة للدبّابات، فردّ الجيش بإطلاق نحو مئة قذيفة على أطراف قرى لبنانية حدودية.وأوضح حزب الله، المدعوم من إيران، أن ذلك جاء رداً على مقتل اثنين من عناصره ليل 24-25 أغسطس في غارة إسرائيلية قرب دمشق وعلى هجوم بطائرتين مسيرتين اتهم إسرائيل بتنفيذه في الضاحية الجنوبية لكنه قال إنه فشل في تحقيق هدفه.وكرر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابات عدة خلال الأسبوعين الماضيين نيته أيضاً استهداف الطائرات المسيرة الإسرائيلية بشكل لا يستنفذ «إمكانيات الدفاع الجوي» لديه.
خطوط حمراء
وغداة تبادل إطلاق النار على الحدود، أعلن نصرالله أن الجولة الأولى من الرد انتهت متوعداً باسقاط الطائرات المسيرة، وحذّر من أنه لم يعد لدى حزبه «أي خطوط حمراء» في مواجهة إسرائيل التي هدّد باستهدافها في العمق في حال شنّت هجوماً ضدّ مقاتليه وضد لبنان.وفي العامين 2015 و2016، استهدف حزب الله آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة رداً على غارات إسرائيلية استهدفت مقاتليه في سوريا، من دون أن تتطور الأمور أكثر من كونها مجرد رد.وبرغم التطورات قرب الحدود الأسبوع الماضي، لم يظهر أن هناك نية في تصعيد كبير من الجانبين.وأكد حزب الله أنّ هدفه من الرد على إسرائيل هو تثبيت قواعد الاشتباك التي خرقتها إسرائيل عبر هجوم الطائرتين المسيرتين للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، التي خلفت 1200 قتيل في الجانب اللبناني غالبيتهم من المدنيين، وأكثر من 160 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين.وانتهت الحرب بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل.ورجح محللون أن حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب بل درساً خياراتهما بأفضل طريقة تحول دون اندلاعها.ورأى البعض أن حزب الله سينفذ تهديده بالتصدي للطائرات المسيرة الإسرائيلية من دون أن يؤدي ذلك إلى تصعيد أكبر.ويعدّ حزب الله لاعباً رئيسياً على الساحة السياسية في لبنان، ويمتلك ترسانة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ دقيقة طالما حذرت إسرائيل منها، كما يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام بشكل علني منذ العام 2013.وخلال السنوات الماضية، شكل حزب الله ومقاتلون إيرانيون هدفاً لغارات إسرائيلية في سوريا، إذ تكرر إسرائيل مراراً إنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري هناك.وفي منتصف ليل الأحد الإثنين، أفاد المرصد السوري عن غارات جوية استهدفت مواقع لقوات إيرانية ومسلحين موالين لها في منطقة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل 18 عنصراً.ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى أو الجهة التي شنّت الغارات.ومحافظة دير الزور مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر قوات النظام ومقاتلون إيرانيون على منطقة غرب نهر الفرات التي يقسم المحافظة إلى قسمين، فيما تسيطر قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركياً على الضفة الشرقية.وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها مقاتلون موالون للنظام في المنطقة، إذ قتل 55 منهم، من السوريين والعراقيين، في يونيو 2018 في ضربات قال مسؤول أميركي إن إسرائيل تقف خلفها، إلا أن الأخيرة رفضت التعليق.وفي حادثة ثالثة ليس واضحاً اذا كانت متصلة بسابقاتها، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «في وقت مبكر من صباح اليوم (الإثنين) أطلق عدد من الصواريخ من سوريا باتجاه اسرائيل، وأخفقت كلها في بلوغ الأراضي الإسرائيلية».واتهمت إسرائيل «أفراداً في ميليشيا شيعية مرتبطة بفيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني بإطلاقها من محيط دمشق.واتهمت إسرائيل سابقاً قوات إيرانية باطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه الشطر المحتل في هضبة الجولان السورية، وشهد شهر مايو العام 2018 تصعيداً غير مسبوق بين الدولتين، إذ اتهمت إسرائيل للمرة الأولى إيران باستهدافها من سوريا إثر إطلاق نحو 20 صاروخاً ضد مواقعها في الجولان المحتل، وردت إسرائيل بغارات قالت إنها طالت عشرات الأهداف «الإيرانية» في سوريا.