«مايا وريا» تتصدران قائمة المقابر الأثرية بالأقصر
لكبار رجال الدولة الفرعونية وتحملان المشاهد الجنائزية
افتتحت وزارة الآثار المصرية مقبرتين أثريتين لكبار رجال الدولة الفرعونية بمنطقة دراع أبوالنجا في محافظة الأقصر جنوب القاهرة، الأولى تحمل رقم "tt159"، للملك ريا، من الأسرة التاسعة عشرة، وتحمل الثانية رقم "tt286"، للملك نياي، أو مايا.
تحمل مقبرتا "مايا وريا" أهمية كبيرة في الآثار الفرعونية والمصرية، إذ سبق اكتشافهما منذ ثلاث سنوات، وأجريت لهما عمليات الترميم التي انتهت أخيرا، ويتصدران الآن جدول زيارات الوافدين والسائحين، ليضافا إلى معبد "خونسو" الذي انتهت أعمال ترميمه في محافظة الأقصر.وقال د. مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن تكلفة ترميم المقبرتين 16 مليون جنيه، في حين تكلف ترميم معبد خونسو، 20 مليون جنيه، مشيراً إلى أن أعمال الترميم جاءت بتمويل من الوكالة الأميركية، من خلال مشروع مدارس ترميم حقلية، لتدريب موظفي الآثار على تطوير المواقع وأعمال الترميم والتوثيق.وأوضح وزيري، أن المقبرة الأولى "tt159"، للملك ريا، من الأسرة التاسعة عشرة، وكان يعمل بوظيفة المبعوث الرابع لآمون، وزوجته "ميرت ماري" والمقبرة على شكل "حرف t" وبها فناء يؤدي إلى مدخل رئيسي، والصالة العرضية تحتوي على" 4" آبار للدفن في الجانب الغربي، والصالة الطولية، تحتوي على مقصورة، بها تمثالان لمالك المقبرة وزوجته في وضعية الجلوس.
كاتب الطاولة
أما المقبرة الثانية "tt286"، فللملك نياي، أو مايا، الذي كان يعمل كاتب الطاولة، في عصر الأسرة العشرين، وأبويه ريري وأيسر، وزوجته تاييس، وتبدأ المقبرة بفناء، ثم مدخل صغير يليها صالة في نهايتها مقصورة صغيرة، ثم حجرة خالية من الزخارف، يوجد بها بئر للدفن، وتعرض المقبرة بعضاً من مظاهر الحياة اليومية، والمشاهد الجنائزية، وتم ترميم وصيانة الصور الجدارية بها.من جهتها، قالت مرممة الآثار أسماء سعيد أبوالحسن، أحد المشاركين في ترميم المقبرتين إن "عملية الحفائر والترميم استغرقت ثلاث سنوات"، مضيفة أن العمل داخل المقبرتين تم توثيقه عن طريق الرسم والتصوير، ومن ثم تحديد مظاهر التلف بداخلهما، كما أعقب ذلك عمليات التقوية الأولية "الترميم" وعملية التنظيف الميكانيكي وتوظيف كميائي لإزالة السناج وفضلات الطيور، ومن ثم عمل التقوية النهائية، وأعقبها عملية استكمال وتجميع الأجزاء المفقودة بالمقبرة.رجال الدولة
عقب افتتاح مقبرتي مايا وريا لكبار رجال الدولة، تفقد وزير الآثار خالد العناني معبد خنسو بالكرنك، حيث تم الانتهاء من ترميم مقاصيره ، إذ تم ترميم الصالة الخاصة به والتي تضم الأعمدة الخارجية، وتمت إعادة الألوان كما لو كانت نحتت الآن، بطرق علمية حديثة، دون المساس بالأثر.يذكر أن خونسو أو خونس أو خنسو هو إله القمر في الديانة المصرية القديمة، وهو من المعابد المتميزة بالكرنك، ونموذج كامل للمعبد المصري القديم، بدأ بناءه الملك "رمسيس الثالث" ثاني ملوك الأسرة العشرين سنة 1198 قبل الميلاد، ثم زاد فيه من بعده ولده "رمسيس الرابع"، ثم "رمسيس الحادى عشر"، وأخيراً أتمه "حريحور" رئيس الكهنة الذي أصبح ملكاً "فرعوناً" عام 1085 ق. م، وهو آخر ملوك الأسرة العشرين.تقع منطقة دراع أبوالنجا عند مدخل الطريق المؤدي للدير البحري شمالي مقابر العساسيف، وتم اكتشاف أكثر من 50 مقبرة تاريخية بها على مدار السنوات القليلة الماضية، وتم استخدام المنطقة في عصر الأسرة الـ 17، من العصر الفرعوني كمقابر جنائزية، ثم تواصل العمل في الدفن داخلها في الأسرة التي تلتها، وخلال العصر القبطي شيد الأقباط ديراً لهم هو "دير البخيت"، فوق تلك المقابر الفرعونية، التي ضمت مقابر لكبار رجال الإمبراطورية المصرية خلال عصر الدولة الحديثة.وفي 2017، تم اكتشاف مقبرة "أوسرحات" مستشار المدينة في العصور الفرعونية عام 2017، والتي أخرجت كنوزاً مدفونة منذ آلاف السنين، حيث نجحت البعثة في الكشف عن أكثر من 1400 تمثال فرعوني متنوعة الأحجام، ومنها جرى التوصل لكنوز مقبرتين آخرتين تم العثور عليهما في بئر بعمق 7 أمتار داخل مقبرة "أوسرحات".مقبرة "أمنمحات"
وفي عام 2017، تم اكتشاف مقبرة "أمنمحات" صانع الذهب للإله آمون، وبداخلها غرفة تضم تمثالاً مزدوجاً له ولزوجته، وهي "أمونحتب" وابنهما "نب نفر"، والتي تم داخلها العثور على أكثر من 100 تمثال أوشابتي، وتوابيت خشبية ملونة ومومياوات وماسكات خشبية وتمثال أوشابتي صغير عليه رقائق ذهب، وأكسسوارات ذهبية لزوجة صاحب المقبرة، كما تم العثور على "أختام جنائزية" لأربعة أشخاص لم يتم الكشف عن مقابرهم حتى الآن، هم: رورو، وماعتى، ومنجى، وبتاح مس.وفي عام 2018، تم اكتشاف مقبرة لشخص يدعى "ثاو إر خت اف"، وهو كاتب في مقصورة التحنيط بعصر الرعامسة في الفترة بين العصر 19 و20 للدولة الفرعونية، إضافة إلى المدخل الأصلي للمقبرة رقم TT28، وأكثر من 1000 تمثال أوشابتي صغير ومومياوات وتوابيت في حالة جيدة من الحفظ رغم مرور آلاف السنين.