الحكومة تطلب اقتراحات؟
بكل صدق وإخلاص أقول لكم إنكم لا تحتاجون اقتراحات المواطنين، إنما تحتاجون أن تعملوا بضمير ووطنية فقط، وحينها ستظهر إنجازاتكم في وضح النهار، وستهل عليكم الاقتراحات كالمطر، هذا من أجلكم ومن أجل الناس ومن أجل الكويت إن كنتم صادقين.
أعلنت الحكومة الشهر الماضي استعدادها لتلقي اقتراحات المواطنين في الشؤون العامة، كما نشر في الصحافة المحلية، وصرح الناطق الرسمي (القليل الكلام) مؤكداً هذا التوجه، ومعلناً جدية رسمية في التفاعل مع ما يقدم للحكومة بهذا الخصوص، وأنا أرغب بشدة في المشاركة بذلك، ولكن للأسف لا أعلم أين يمكن تقديم هذه الاقتراحات، وفي أي جهة، ومتى يمكن للمواطنين الذهاب هناك، وما هي أرقام هواتف جهة تلقي الاقتراحات، كما لا أعلم أيضاً ما هي طريقة تقديم الاقتراحات إن كانت مكتوبة ومطبوعة أم يمكن الاتصال بالهاتف والسوالف مع الوكيل المساعد الذي سيتم تعيينه رئيساً لمركز تلقي الاقتراحات، أو ربما يمكننا فعل ذلك بالرسائل النصية والإيميل والواتساب أو حتى بالفاكس أو بالرسائل الخاصة في "تويتر" و"إنستغرام"، وهل يمكن لأصحاب الحسابات الوهمية أو المستعارة تقديم الاقتراحات أم أنهم مواطنون نص كم لا تقبل اقتراحاتهم إلا بإحضار شاهدي عدل والبطاقة المدنية؟ باختصار وحسب متابعتي لم أجد توضيحاً شافياً وكافياً عن هذه الفكرة الألمعية والغامضة حتى الآن، والتي أرى مستقبلها أمامي واضحاً شفافاً بلا رتوش، حيث لن تتجاوز صندوق اقتراحات خشبيا معلقا في ممر فاخر بجوار مكتب الأمن والسلامة، ويعهد بمفتاحه لأحد الموظفين.هل فعلاً الحكومة تبحث عن اقتراحات لتنفيذها؟ ألا يوجد مجلس أعلى للتخطيط لديه في الأدراج عشرات الأفكار والبرامج المجمدة من قبل الغزو؟ ألا يوجد في مجلس الأمة جدولاً عظيماً لمئات الاقتراحات النيابية المعطلة؟ ألم تنظم الوزارات والهيئات الحكومية (هلليلة) من المؤتمرات والندوات والدراسات عن تطوير العمل وخطط المستقبل والارتقاء بالأنظمة، ثم توزع الصور للصحف وكونا والتلفزيون، وتأخذ الشركات المنظمة فلوس التنظيم، ويصطف القياديون والموظفون لاستلام مكافآت هذه المؤتمرات والندوات، ثم تجمع كل أوراقها وتباع في سوق الجمعة بجوار سوق الخيام؟ ألا تقرأ الحكومة عشرات المقالات في الصحف اليومية الحافلة بالاقتراحات والملاحظات والأفكار الخلاقة؟ ألا تتابع الحكومة ما يتداوله المواطنون يومياً في وسائل التواصل الاجتماعي عن كل مرافق الدولة وأعمالها ونقدهم المؤلم عن معاناتهم اليومية؟
هل تذكرون مؤتمر (الكويت تسمع) فأين ذهبت توصيات المؤتمر؟ وأين ذهب المؤتمرون؟ وهل تذكرون مؤتمر "تمكين الكفاءات"؟ فأين ذهبت الكفاءات؟ وأين ذهب المتسلقون؟ وهل تذكرون استبيان الأفنيوز- الكيوت- فأين ذهب الاستبيان؟ وأين ذهب المطبلون؟بكل صدق وإخلاص أقول لكم إنكم لا تحتاجون اقتراحات المواطنين، إنما تحتاجون أن تعملوا بضمير ووطنية فقط، وحينها ستظهر إنجازاتكم في وضح النهار، وستهل عليكم الاقتراحات كالمطر، هذا من أجلكم ومن أجل الناس ومن أجل الكويت إن كنتم صادقين. والله الموفق.