جاء في إحدى وثائق المتحف البريطاني أنه "في عام 1896 كانت مدينة الكويت تنام هادئة يلفها السكون، عدد بيوتها بين ألفين وثلاثة آلاف، في موقعٍ مرتفعٍ، وقد بُنيت على النمط العربي بشكل مرتب، ويعيش سكانها معتمدين بصفة أساسية على صيد اللؤلؤ... وهناك مجموعة من النقع (موانئ على شكل أحواضٍ لها فتحات ناحية البحر) تمتد على هيئة صفوف طويلة متراصة على شاطئ المدينة، وفي تلك النقع نجد مجموعات هائلة من المراكب المصنعة بشكل أنيق، فمعظم العائلات تمتلك مركباً، ولذلك فإن أعداد تلك المراكب كانت بين 700 و800 مركب، تُستخدم تلك المراكب، باستثناء الغوص، في تصدير الفائض من حاجات البلد مثل الجلود، والأصواف، كما تُستخدم في جلب حاجات السكان من القمح والتمور والمنتجات الأخرى من البصرة، ومن المناطق الساحلية الواقعة على الخليج.• الكويت ليس فيها مياه للشرب أو بساتين أو مزروعات، ولها ميناء جميل جداً وواسع، وهي مصونة من غزوات العربان من جهة البحر، كما أن جهة البر محاطة بالأصحاب من القبائل والعشائر، لذلك فإن سكانها عاشوا حتى كتابة هذا التقرير في أمنٍ وأمان، وتطور مجتمعهم وعمارهم وتجارتهم، ورغبة الناس في الكويت تزايدت في العمل، فانعكس ذلك عليها فازدادت ثروة وعَماراً وباتت ميناءً كبيراً وازدادت أهميتها أكثر من كل الوجوه، بعد أن أصبحت ممراً للتجارة من نجد إلى العراق ومن العراق إلى نجد.
• وكان الأهالي في الكويت كافةً ينظر بعضهم إلى بعض كأنهم أسرة واحدة، فأجدادهم وردوا الكويت جميعاً منذ أكثر من ثلاثة قرون".***• وأقتطف بعض سطورٍ من وثيقة أخرى في متحف إسطنبول كتبها أهل الكويت إلى خليفة المسلمين العثماني في القسطنطينية جاء فيها: "اللهم متعنا ببقاء أمير المؤمنين، وحامي بيضة الدين المبين، خليفة الرسول الكريم، آمين، إننا أهالي الكويت نعرض أننا ساكنون بوادٍ غير ذي زرعٍ، بهذا المحل من مئتي سنة مع أسرة آل الصباح وهم رؤساؤنا، رغبتنا لطف دولتنا العلية التي بها قوة إسلامنا، ونحن نسير وراءها محافظين على دولتنا العلية، وكم تلقينا بالافتخار من الولاة السابقين، رافعين أكف الدعوات الخيرية بدوام ملجأ الخلافة العظمى".***• ووثيقة أخرى في المتحف البريطاني أيضاً يضيف فيها مراسل "التايمز" كيف استضافت الكويت اللورد كاريزون عام 1903 فيقول: "إن تأثير زيارة نائب الملكة لم يضع هباء على شخصٍ داهية مثل الشيخ مبارك الذي قام بضيافة خارقة وذكية، طوق بها عنق ضيفه اللورد كاريزون".***• وهكذا نجد أن المتاحف، التي لديها وثائق تم الإفراج عنها بعد مضي سنوات على سريتها، قد أفرجت عن أشياء كثيرة تخص دولة الكويت منذ ثلاثة قرون، ففي متاحف بريطانيا وإسطنبول وألمانيا وروسيا وغيرها هناك وثائق تتحدث عن الكويت وتصف مراحلها المختلفة، والشيء الغريب أن مثل هذه الوثائق ليست لها نسخ في الكويت نفسها، وإنما حفلت بها بعض الكتب التي أرخت للكويت.
أخر كلام
كيف تُقَدم الكويت في متاحف العالم؟!
10-09-2019