بعد "عملية أفيفيم" التي استهدف فيها "حزب الله" آلية عسكرية اسرائيلية رداً على مقتل كادرَين للحزب بغارة إسرائيلية قرب دمشق نهاية الشهر الماضي، أسقط الحزب فجر أمس طائرة إسرائيلية مسيرة أثناء عبورها للحدود ‏الإسرائيلية - اللبنانية باتجاه بلدة رامية الجنوبية.

ومرّت العملية بلا ضجة، لا من قبل الضاحية ولا من تل أبيب التي سارعت إلى التخفيف من وطأة ما حصل، قائلة إنه "لا خشية من تسريب معلومات منها". أما الحزب فقال في بيان، أمس، إن مقاتليه "تصدوا بالأسلحة المناسبة لطائرة إسرائيلية مسيرة أثناء عبورها الحدود الفلسطينية اللبنانية باتجاه بلدة رامية"، مضيفاً: "تم إسقاط الطائرة المسيّرة في خراج البلدة، وأصبحت في يد المقاومين".

Ad

وقالت مصادر أمنية إن "حزب الله لم يستخدم أي سلاح تقليدي في إسقاطه للمسيرة الإسرائيلية"، مشيرة إلى أن "إسقاط المسيرة حصل بالسيطرة عليها إلكترونياً، حيث تم استلامها سالمة من دون تفجيرها".

وذكرت المصادر أن "الحزب بعد السيطرة عليها، فصل مزودات الطاقة التابعة لها لكي لا تتمكن إسرائيل من تفجيرها عن بعد".

وقالت مصادر سياسية إن "العملية رد على إرسال تل ابيب مسيرتين إلى الضاحية الجنوبية لبيروت قبل 10 ايام"، مضيفة: "رغم التهديدات المتبادلة ورفع السقوف بين الطرفين، ثمة تسليم من قبلهما بالعودة إلى قواعد الاشتباك التي أرساها القرار 1701 في جنوب لبنان في أعقاب حرب 2006، وعدم الذهاب بعيداً في التصعيد الميداني". ورجحت المصادر أن تكون عملية رامية طوت صفحة الاشتباك الاخير بين اسرائيل وحزب الله، على قاعدة "واحدة بواحدة"، وبأقل الاضرار والاكلاف الممكنة، بحيث لم يخرج اي من المتصارعين منها خاسرا او رابحا، وحفظا ماء وجهيهما.

عبداللهيان

وفي أول تعليق إيراني على إسقاط المسيرة، قال مستشار رئيس البرلمان الإيراني أمير عبد اللهيان، أمس، إن "تل أبيب ستحترق إذا قررت اللعب بالنار". وأضاف ان "عملية الحزب رد مناسب سيجعل إسرائيل تندم على اعتداءاتها".

في موازاة ذلك، وبينما تضاربت الروايات حول سبب وفاة المسؤول السابق في "حزب الله" علي حاطوم، بعد العثور على جثته في شقته امس الأول، وسط أنباء تفيد بأنه أقدم على الانتحار، وأخرى رجحت مقتله على يد مجهولين أو حتى احتمال تصفيته، أشارت تقارير إعلامية إلى أن "حاطوم كان قيادياً بارزاً في الحزب وعزل عام 2017، وحينها حصلت حركة احتجاجية محدودة في برج البراجنة احتجاجاً على اقصائه"، مضيفة أنه "كان مقرباً من القيادي السابق مصطفى بدرالدين، أحد المتهمين من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وقتل بدر الدين في سورية في ٢٠١٦، وتقول اسرائيل انها تملك ادلة على تصفيته من قبل حزب الله نفسه.

عون

في سياق منفصل، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، اللبنانيين إلى "عدم الخوف على المستقبل، لأن لبنان لن يسقط على الاطلاق"، منوها بما تحقق "من مصالحات بين جميع الفرقاء"، لافتا الى انه سعى الى هذه المصالحات "لانه في ظل الخلافات التي كانت سائدة كان يصعب الانطلاق بمعالجات الازمات والتحديات الماثلة اقتصاديا وماليا واجتماعيا".

وأكد الرئيس عون انه "لولا تحقيق الاستقرار السياسي والامني لما كانت هناك قدرة على الاصلاح الاقتصادي"، مشددا على انه مستمر "في العمل على اعادة تركيب الدولة حجرا حجرا، وأن التعيينات المقبلة ستكون على اساس اختيار النخبة لتتبوأ المواقع الاساسية على نحو ينعكس تصحيحا للوضع القائم وتحسينا لسير العمل".

في سياق منفصل، عقد وزير الدفاع الوطني الياس بوصعب، أمس، اجتماعا أمنيا في مكتبه في وزارة الدفاع، حضره قائد الجيش العماد جوزيف عون وقادة الأجهزة الأمنية، وتم البحث في موضوع المعابر غير الشرعية. وقال بوصعب بعد الاجتماع إن "8 إلى 10 معابر غير شرعية ما زالت تعمل على الحدود مع سورية".

قبول البلاغ ضد أوريان

قبل القضاء اللبناني، أمس، الدعوى المقدمة بحق الناشط طوني أوريان الذي علّق لافتة مثيرة للجدل أمام السفارة التركية في بيروت الأسبوع المنصرم.

وقررت النيابة العامة التمييزية في بيروت، قبول الإخبار المقدم من عدد من المحامين ضد أوريان بجرم "الإساءة وتعكير صفو علاقات لبنان مع الجمهورية التركية، وذلك سندا إلى المادة 288 من قانون العقوبات".

وتحمل اللافتة علم تركيا مرسوما عليه جمجمة، وقد كتب عليها، "إنتو كمان انضبوا"، وهي عبارة استخدمها الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله، عندما توجه إلى إسرائيل في خطابه إثر الأحداث الأخيرة.

واندلعت أزمة دبلوماسية، بين لبنان وتركيا على خلفية تصريح للرئيس اللبناني ميشال عون بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس لبنان تحدث فيه عن "إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين".