اعترف وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت 53 شخصاً بريئاً بتهمة المشاركة في عملية اغتيال عالمين نوويين قبل أن تطلق سراحهم بعد أن دفعت لهم تعويضات بلغت 1.2 مليون دولار من أجل إسكاتهم.

وفي تصريح خاص لـ«الجريدة»، أكد نائب إيراني شارك في اجتماع خاص بين علوي وأعضاء اللجنة الأمنية بمجلس الشورى قبل أيام، أن أجهزة الأمن عذبت المتهمين جسدياً ونفسياً وضغطت على عائلاتهم ليقوموا بالاعتراف بتورطهم في عمليات الاغتيال ورمي التهمة على أحدهم، لكن علوي رفض الاعتراف بأن عناصره قامت بذلك أو استخدمت القوة ضدهم، إضافة إلى أنه لم يعط أي جواب على ما فعله بالضباط المسؤولين عن الواقعة.

Ad

وأكد وزير الاستخبارات أن أحد المعتقلين الآخرين ويدعى مجيد جمالي فشي اعترف بأنه قام باغتيال مسعود علي محمدي وحكم عليه بالإعدام وتم إعدامه بالفعل.

وقال النائب محمود صادقي، الذي طرح السؤال على وزير الأمن عبر «تويتر»، إن جلسة الاستجواب استغرقت 40 دقيقة وسيتم استكمالها في أكتوبر المقبل لأن الأجوبة لم تقنع النواب، مشيراً إلى أنه أقر بدفع 45 ألف دولار لإسكات أحد ضحايا الاعتقالات العشوائية ويدعى مازيار إبراهيمي، لكنه طلب أن يتم إجراء مقابلة مباشرة معه من الإذاعة والتلفزيون الرسميين كي يتحدث عن براءته والوزارة رفضت طلبه.

وقام التلفزيون الحكومي بنشر فيلم وثائقي عن اعترافات إبراهيمي باعتباره حلقة وصل بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي قامت بتهيئة عملية اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، لكنه أنكر تلك الاعترافات أمام المحكمة وأكد تعرضه وعائلته للتهديد والضغط والتعذيب للإقرار بصحة الاتهامات.

ولاحقاً، تمكن إبراهيمي من الهرب خارج إيران وكشف تفاصيل احتجازه، لتتعالى أصوات عديدة بعد أن تبين أن الأجهزة الأمنية تعتقل أبرياء وتضغط عليهم للاعتراف بجرائم لم يرتكبوها.

الوكالة الذرية

حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، من أن إيران تستعد لانتهاك «الاتفاق النووي» مع القوى الكبرى، مؤكدة أن طهران ضاعفت عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لتخصيب اليورانيوم المحظور الذي يسمح بإنتاج رؤوس حربية، مما يعني أن المعاهدة المبرمة عام 2015 تحتضر.

وفي حين أكدت تقارير أن مفتشي الوكالة الدولية عثروا على آثار يورانيوم مخصب بنسبة منخفضة في منشأة إيرانية لم تدرج بقوائم الرقابة بعد حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عنها، قال القائم بأعمال مدير الوكالة كورنيل فيروتا، في بيان لمجلس حكام الوكالة، بفيينا أمس، إنه طالب طهران بتوضيح ما إذا كانت قد أبلغت الوكالة بالفعل بكل ما لديها من منشآت ومواد وأنشطة نووية.

وجدد فيروتا الذي زار طهران، أمس الأول، مطالبته لها بضرورة التعاون التام والفوري مع الوكالة.

وأكد أن «عامل الوقت أمر جوهري»، مشدداً على الحاجة لـ «أن ترد إيران على الفور على أسئلة الوكالة».

وحث المسؤولين الإيرانيين على التعاون التام مع الوكالة فيما يتعلق بكل الجهود للتحقق من أن إيران لا تخفي شيئاً بشأن برنامجها النووي.

في هذه الأثناء، قال دبلوماسيان يتابعان عمليات تفتيش الوكالة، إن عينات أخذتها الوكالة من موقع الذي وصفه نتنياهو بأنه «مخزن نووي سري» أظهرت وجود آثار لليورانيوم لم تقدم إيران أي تفسير لها حتى الآن.

وأضاف الدبلوماسيان أن الوكالة تحقق لمعرفة مصدر جزيئات اليورانيوم وطلبت من إيران تقديم تفسير. لكن طهران لم تفعل ذلك مما يؤجج التوتر بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.

معلومات نتنياهو

وعلق نتنياهو أمس، عبر «فيسبوك»، على التفتيش بالقول: «أعلم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعامل مع المسألة. لا أعتزم مناقشة ذلك اليوم ومن الممكن أن يكون لدي ما أقوله حول الموضوع غداً».

وتزامن ذلك مع تقارير إسرائيلية، أفادت بأن نتنياهو ينوي الكشف قريباً عن تفاصيل استخباراتية جديدة تخص البرنامج النووي الإيراني «حصل عليها جهاز الموساد خلال الاستيلاء على الأرشيف النووي الإيراني».

وفي وقت لاحق، قال نتنياهو إن «إسرائيل كشفت مواقع سرية جديدة على صلة ببرنامج إيران النووي في منطقة آباده»، مضيفاً أن تل ابيب توصلت الى المعلومات من خلال سجلات نووية قالت إنها حصلت عليها من قلب طهران.

روسيا وألمانيا

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا وفرنسا تنويان مواصلة التعاون من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وأنه لا يوجد بديل معقول لهذا الاتفاق.

وقال لافروف، خلال مؤتمر في موسكو مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان: «نحن نرحب بالمبادرة التي اتخذتها فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون للتوصل إلى اتفاقات تسمح بالحفاظ على خطة العمل الشاملة بالكامل، مع ضمان المصالح الاقتصادية المشروعة لإيران المدرجة في هذه الخطة».

من جانب آخر، شدد الوزير على ضرورة حل الخلافات في الخليج عبر خفض التوتر والحوار وبناء استقرار استراتيجي مع ضمان حرية وسلامة الملاحة.

رد إيراني

في المقابل، رد مندب إيران الدائم بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، كاظم غريب آبادي، على كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قيام الوكالة بالتحقق من العثور على آثار اليورانيوم في مستودع، قائلاً: إن المؤسسة ليست تابعة لأميركا ليحدد جدول أعمال زيارات مسؤوليها.

وأكد آبادي عبر «تويتر» أن «زيارة المدير العام المؤقت إلى طهران تأتي في إطار التعامل والتعاون المعمول به بين إيران والوكالة». رافضاً «مزاعم وجود أنشطة سرية نووية لإيران».