في كلمة عبر شاشة عملاقة بالضاحية الجنوبية لبيروت، في ذكرى عاشوراء، رفض الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله أي حرب على إيران، معتبراً أنها «ستدمر دولا، وستكون حرباً على محور المقاومة».

وأضاف نصرالله أمام عشرات الآلاف من مناصريه: «كجزء من محور المقاومة، لسنا على الحياد، ولن نكون»، لافتاً إلى أن «هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل، وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا».

Ad

وشدد على أن «الإمام علي خامنئي (المرشد الأعلى الإيراني)، هو قائد محور المقاومة، وإيران هي قلب المحور ومركزه الأساسي وداعمه الأقوى»، مضيفاً: «لمن يراهن على خروجنا من محور المقاومة نقول له هيهات منا الذلة».

قائد المخيم

وكان نصرالله قال أمس الأول، في ختام كلمة ألقاها بمناسبة الليلة الأخيرة من عاشوراء: «نحن نخوض معركة كبرى وتحاول أميركا وإسرائيل وأدوات أميركا أن تحاصر مخيمنا»، مضيفاً: «قائد مخيمنا اليوم هو الإمام خامنئي ومركزه الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

ووصف خامنئي بأنه «حسين هذا الزمان»، مضيفا: «هذا مخيمنا وهذا إمامنا وهذا قائدنا وهذا حسيننا. في هذه المعركة لا مكان للحياد، إما أن تكون مع الحسين أو تكون مع يزيد، المعركة تتجدد والمواجهة تتجدد».

العقوبات

وإذ وصف العقوبات الأميركية على الحزب بأنها «عدوان»، اعتبر نصرالله، في كلمته أمس، أنه «على الحكومة أن تدافع عن اللبنانيين لا أن تسارع مؤسسات الدولة إلى تنفيذ الرغبات الأميركية» فيما بدا أنه انتقاد للمصرف المركزي.

واستنكر «العقوبات على بنوك لا علاقة لها بحزب الله وعلى أغنياء لأنهم الشيعة».

وأكد نصرالله أن «اللبنانيين أسقطوا المحاولة الإسرائيلية لتغيير قواعد الاشتباك منذ 2006 والجيش الإسرائيلي تحوّل إلى جيش هوليوودي»، في إشارة إلى الخدعة التي نفذها الجيش الإسرائيلي، وأوهم الحزب أنه تعرض لخسائر بشرية خلال «عملية افيميم».

وتوعد في هذا السياق أن يضرب الحزب في المرة المقبلة أكثر من آلية لتحقيق إصابات مؤكدة.

ورأى الأمين العام لـ «حزب الله» أن «كسر الخطوط الحمر لا يعني أبدا التخلي عن القرار 1701، علما أن إسرائيل لا تحترمه»، مشيرا الى أنه «اذا اعتدى الاسرائيلي على لبنان فإن من حق اللبنانيين الدفاع عن بلدهم، وسنرد بالشكل المناسب والمتناسب ولا خطوط حمراء مطلقاً».

وقال إن جماعته المدعومة من إيران أسقطت طائرة إسرائيلية مسيرة داخل لبنان للمرة الأولى مما يعزز قوة الردع في مواجهة أي هجوم إسرائيلي.

انتقادات

وأثارت تصريحات نصرالله تعليقات عدة. وقال نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري: «يا سيّد حسن، اللبنانيون لا يريدون اصلاً خوض معارك لا تعنيهم، بل يتطلعون إلى الاستقرار، ولا يريدون أن يكونوا في أي مخيّم. وإذا كان لا بدّ من معركة، دفاعاً عن بلدهم فقط، فلا يقبلون قائداً لها إلاّ دولتهم».

وتوجه السابق فارس سعيد إلى نصرالله بقوله: «سماحة السيّد، لا يوجد في الدستور ولا في الطائف ولا في الـ 1559 ولا في الـ 1701 شيء اسمه نقاتل تحت راية الإمام خامنئي»، معتبراً أن «حزب الله نفّذ اليوم انقلابه الكامل على لبنان».

مهمة شنكر

في سياق آخر، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر، أمس، واشنطن لاستئناف وساطتها بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، في وقت يستعد لبنان لبدء التنقيب عن النفط والغاز في مياهه الإقليمية.

وتسلم شنكر حديثاً مهامه خلفاً لديفيد ساترفيلد الذي كان يقود وساطة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود، كون إحدى الرقع التي حددها لبنان للتنقيب تضم جزءاً متنازعاً عليه مع إسرائيل.

ودعا عون واشنطن إلى أن تستأنف وساطتها من حيث توقفت مع ساترفيلد، مشيراً إلى أن «نقاطاً عدة تم الاتفاق عليها ولم يبق سوى القليل من النقاط العالقة، في وقت أكد شنكر «استعداد بلاده لتجديد مساعيها».